ثمة موسم للزواجات والأعراس نعيشه هذه الأيام .. ويتزامن مع الإجازة الصيفية كل عام.. وفي جدة تم إلغاء 40 زيجة بسبب إصابة أحد الزوجين بفيروس التهاب الكبد الوبائي.. ومن المؤكد ان جهداً قد بُذل قبل الإلغاء (خطبة ورؤية شرعية وشبكة) فكان عدم الزواج هو القرار المناسب.. في الوقت المناسب.. والقسمة والنصيب حصلت بعد تصارع مع الأسباب.. لعل أهمها فحص ماقبل الزواج الإلزامي.. الذي لولاه (بعد الله) لتمت تلك الزيجات مخلفة (صبيان وبنات) والأكيد أن فيروس الكبد الوبائي سيعمل عمله في محيط أربعين أسرة ستتكون (وأكبادهم) وقد يمتد لبقية أكباد المجتمع.. لو لم يكن هناك فحص ماقبل الزواج.. فليت فحص ماقبل الزواج الإلزامي يُعمل بعد موافقة الأب أو الولي (المبدأية) على من تقدم للخطبة.. وقبل الرؤية الشرعية والشبكة.. وبتطبيق فحص ماقبل الزواج (بعد الله) مُنع الكثير من الأمراض السارية والوراثية.. لعل من أهمها وأخطرها مرض الإيدز.. وهو مرض (بفضل الله) قليل في مجتمعنا مقارنة بالمجتمعات الأُخرى.. ولو عملت دراسة أو إحصائية للأمراض التي يتم رصدها قبل الزواج في السعودية لأتت الأمراض الوراثية (أنيميا منجلية وثلاسيميا) في المقدمة.. ومن نافلة القول ان فحص ماقبل الزواج إلزامي في إجراءه قبل الزواج وينير الطريق ويخبر (ولو جزئيا) عن صحة من يُراد الاقتران به أو بها.. فإذا أُكتشف مرضٌ ما في أحد الطرفين (الزوج أو الزوجه) يكون الطرف الآخر (السليم) حرٌ في إلغاء الزواج أو إتمامه.. وأرى ان إلغاء أي زواج بسبب نتيجة الفحص هو إجراء وقائي بالدرجة الأولى لحماية الناس والأجيال القادمة.. من أمراض وراثية أفضل سبيل لمكافحتها هو منع حدوثها.. كمرض الانيميا المنجلية (سيكل سيل أنيميا) المنتشر بالذات في المنطقتين الجنوبية والشرقية.. ومن لم يصب بالمرض أو يسمع عنه.. فليسأل أي مريض أصيب بمرض الأنيميا المنجلية الذي ينتقل بالوراثة.. كيف تُسبب له آلاماً شديدة مبرحة وإعاقة أثناء نوبة المرض تقتضي غيابه عن العمل ونقل الدم إليه وشحوب وإصفرار في الوجه قبل نوبات المرض وبعدها.. تُكلف الدولة الكثير من الجهد والمال.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.