تجلت إبداعات مجموعة من المهندسات السعوديات في معرضين تحت عنوان «الضوء والظل» و«رحلة عبر العمارة»، وذلك في أمسية متميزة احتفلت بها كلية دار الحكمة مؤخرا ضمن مشروعات خريجاتها، حيث جمعت معرضي التصميم الداخلي والعمارة معا في أرجاء حرمها. وقالت المهندسة نادية بخرجي، أول مهندسة سعودية تفوز بعضوية مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين: «من المميز بكلية دار الحكمة أنها تقدم مخرجات في مجال الهندسة على وعي ومعرفة بمتطلبات المجتمع السعودي ويدركن جيدا احتياجات السوق السعودي». وأضافت بخرجي تصاميم المهندسات واعدة بمستقبل سيغير نظرة العالم إلى التصميم السعودي. وعن أكثر ما لفتها في المعرض قالت: «هنا لا بد من التركيز على مفهوم الاستدامة الذي ميز أعمال الطالبات والخريجات في قسمي العمارة والتصميم الداخلي على حد سواء، تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد مع تقليل التأثيرات السلبية على البيئة والانسجام مع الطبيعة كلها عوامل ستميز الخريجات وتضعهن على سلم الريادة فالمستقبل كله متوجه نحو الاستدامة». وجاء عنوان معرض العمارة «رحلة عبر العمارة» ليقص رحلة الطالبات في كلية دار الحكمة، فهن قد اكتسبن الخبرة والمعرفة وصقلنها بالعلم وهذا بدا جليا وواضحا من خلال مشاريع 104 طالبة. وحول مشروعها علقت طالبة قسم العمارة روان الحلول قائلة: «استوحيت مشروعي من التناغم بين الطبيعة والبيئة المحيطة. فتصميم العمارة المستدامة من خلال توظيف التقنيات السلبية للمساعدة على خفض استهلاك الطاقة في المبنى وبهذه الطريقة سيدمج الجوانب البيئية والاجتماعية، والاقتصادية، والتي هي السمات الرئيسية التي تميز المشاريع المستدامة». وأضافت روان: «جاء تصميم المبنى ليتناسب مع الغرض الذي صمم لأجله، فهو مركز أبحاث هدفه التعاون مع الحكومة، والمصانع، والمجتمع لدعم تطوير وتنفيذ الممارسات المستدامة». وتعبيرا عن فخرها بأعمال الطالبات عبرت الدكتورة منى حلمي مديرة برنامج العمارة بقولها «يسعدني أن يتكلل هذا العام الدراسي بالنجاح، فقد اكتسبت الطالبات الكثير من الخبرات وحققن العديد من الإنجازات. وقد تشرفنا جميعنا بالنتائج التي حققتها الطالبات، فكل ذلك يعكس نجاح مشوارهن التعليمي في دار الحكمة». يشار إلى أن المعرض ضم مشاريع لمبان مختلفة من محطات العمل الفردية إلى الأجنحة الثقافية، ووحدات سكنية صغيرة، ومجمع الإسكان المستدام، بالإضافة إلى متحف الفن المعاصر في مدينة جدة. وبينت الدكتورة منى بقولها «طالباتنا الحاليات، هن مهندسات المستقبل اللاتي سيقدمن إلى المجتمع أفضل التصاميم والرؤى الهندسية». أما معرض التصميم الداخلي الذي حمل عنوان: «الضوء والظل» فقد جاء العنوان ليركز على أهمية توزيع الضوء في الصورة أو المباني. وقد ضم المعرض 28 مشروع تخرج بالإضافة إلى مشاريع طالبات من قسم التصميم الداخلي. ولعل أهم ما ميز هذا الحدث هو المعرض بحد ذاته، فقد جاءت صالة العرض من تصميم الطالبات اللاتي أنهين مادة تصميم المعارض مع الأستاذة نينا بارفاريش، محاضرة في قسم التصميم الداخلي. وحول هذه المادة علقت الأستاذة بارفاريش: «تعرف هذه المادة الطالبات على جميع التفاصيل في تصميم الأماكن وصالات العرض ليتعلمن التنسيق بين التصميم والتصنيع والتركيب والالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم المشاريع». من جهتها، وصفت الطالبة أمل عبدالله باري، الطالبة في برنامج التصميم الداخلي أنها تؤمن بتوظيف الإمكانات القليلة وتعزيز كفاءة استخدام المواد والطاقة والفضاء من أجل القيام بتصميم مثالي. وعن تصميمها ل «مركز النبض الأخضر» قالت: «يسعى هذا المركز لتعريف الناس بالاستدامة والمحافظة على البيئة عموما». أما الطالبة أسيل داوود فقد صممت «مركز الأمل» وهو مركز شامل فيه جميع وسائل الرفاهية ويهدف إلى دعم النساء من جميع الأعمار للشفاء من سرطان الثدي. وبخصوص مصدر إلهامها تقول أمل: «أعي أن العديد من النساء اليوم يكافحن للتأقلم مع آثار العمليات الجراحية من الناحيتين الصحية والنفسية لذلك أردت تصميم هذا المركز كمكان للراحة والاستجمام». وجوه مبدعة الدكتورة سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة علقت على مشاريع الطالبات بقولها: «أنا فخورة جدا لإنجازات الطالبات، وإني على ثقة أنه ومع الفرص المتزايدة للمرأة في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية في المملكة سوف تظهر وجوه نسائية مبدعة في مختلف مجالات الهندسة.