أمضى الأمير عبد الرحمن بن مساعد عدة سنوات في رئاسة نادي الهلال، أحرز من خلالها الفريق الأول لكرة القدم الكثير من البطولات، حتى بات أحد أكثر الرؤساء الذين مروا في تاريخ الهلال تحقيقا للبطولات والإنجازات، إلا أن كل تلك البطولات التي تحققت في عهد هذا الرئيس لم تشبع نهم عشاق الزعيم، ولم تحظ بالقبول من قبل الكثير من أنصار الفريق، في ظل حرص السواد الأعظم من جماهير الهلال على تحقيق فريقها لقب دوري أبطال آسيا. إلا أن أنصار الزعيم يرون أن إدارة النادي لم تقدم مهر تحقيق لقب هذه البطولة وبعد أن قامت بالتفريط بمدرب الفريق البلجيكي جيريتس، بالإضافة إلى التفريط بكوكبة من نجوم الفريق المحليين والأجانب، ويأتي في مقدمتهم أحمد الفريدي وأسامة هوساوي والبرازيلي تياقو نيفيز والروماني رادوي، مما أفقد الفريق الكثير من قوته الضاربة التي كانت تصنع الفارق في السابق، وبعد رحيل كل تلك الكوكبة من النجوم لم تتحرك إدارة النادي بالبحث عن الأفضل بل اكتفت بالتعاقد مع مدربين ولاعبين أقل من طموحاتهم، وما بين المؤيدين والمعارضين لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تطرح العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة، هل بالفعل قدمت إدارة الهلال عملا إداريا منظما ومميزا استطاعت من خلاله تحقيق الكثير من الألقاب والبطولات في فترة توليها الأمور الإدارية لنادي الهلال؟، أم أن كل ما حققته هذه الإدارة لا يوازي حجم الضخ المالي الذي أنفقته خلال السنوات الماضية؟. «عكاظ» طرحت تقييم عمل إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أمام عدد من النقاد فخرجت بهذه المحصلة: الدويش: يخاف من الإعلام ففي البداية أكد الناقد الرياضي محمد الدويش أن رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد يخشى الإعلام بشكل كبير، ونجده يحسب حسابا كبيرا لردة الفعل الإعلامية والجماهيرية، وللأسف الشديد هذه الصفة ليست عيبا في الأمير عبدالرحمن بن مساعد بل هي صفة ملازمة للهلاليين منذ زمن بعيد، حيث نجد أن الإعلام والجمهور هما من يتحكمان في غالبية القرارات، ويؤثران بشكل كبير فيها، حتى وإن حاول البعض نفي هذا الأمر، وأضاف: «الأمير عبد الرحمن بن مساعد طبيعة شخصيته لا تتوافق مع نادي الهلال فهو شاعر مرهف ومكانه الطبيعي في ناد يحيطه الهدوء بعيدا عن الصخب الحاصل في نادي الهلال، من حيث الضغوطات الإعلامية والجماهيرية»، وتابع: «تأكيدا لكلامي أنه يتاثر بالإعلام والجمهور، شاهدنا كيف أن أغلب تعاقدات نادي الهلال مع المدربين أو اللاعبين تكون مبنية في المقام الأول على ردات فعل جماهيرية وليست مبنية وفق احتياجات الفريق الفنية، وهذا ما زاد وضع الهلال سوءا حيث يجب أن لا يرضخ للضغوطات وأن يكون سير العمل وفق آلية محددة لا تتدخل فيها العواطف إطلاقا»، وأضاف: «أما فيما يتعلق ببعض تصريحات الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجاه الأحداث بشكل عام والمطالبة بحقوق نادي الهلال فأعتقد أن هذا الأمر طبيعي جدا، ولكن ما أثق فيه أن كل رؤساء الأندية يحاولون تقليد الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله في تصريحاته، إلا أنه جميعهم يعتبرون نسخا مقلدة من الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، ولن يتمكنوا من الوصول إلى قوة تأثيره مهما كانت تصريحاتهم». قاضي: هدم ما بناه ويرى الناقد الرياضي خالد قاضي أن جماهير الأندية الكبيرة بطبعها المقياس الحقيقي لديها لنجاح عمل أي إدارة هي البطولات، لذلك جماهير الهلال تحرص على أن يكون ناديها دائما يحرز البطولات، وأضاف: «من أكبر سلبيات إدارة الهلال الحالية هي تفريغ الفريق من تركيبة بطولية كانت قادرة على تحقيق حلم الجماهير الزرقاء بتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، فالجميع استغرب التفريط بمدرب الفريق السابق البلجيكي إيريك جيريتس، بالإضافة إلى نخبة من أميز اللاعبين المحليين والأجانب، أمثال أسامة هوساوي، أحمد الفريدي، ويلهامسون، رادوي، نيفيز، فهذه الأسماء كانت مؤثرة جدا في مسيرة فريق الهلال وكان من الواجب على إدارة الهلال المحافظة عليها مهما كلف الأمر»، وتابع: «إدارة الهلال للأسف هدمت ما بنته فهذه الأسماء كانت قادرة على تحقيق حلم الجماهير الهلالية بتحقيق اللقب الآسيوي ولكن شاهدنا أن البدلاء لم يكونوا في مستوى التطلعات والآمال، حيث تم التخبط أكثر من مرة في اختيار المدربين وتم تغيير أكثر من مدرب، مما سبب عدم الاستقرار الفني للفريق، بالإضافة إلى أن اللاعبين الأجانب لم يكونوا في مستوى لاعبي الهلال المحليين، وكل هذه الأشياء تدل على ارتكاب الإدارة لأخطاء في عملية الاختيار السليم»، وأضاف: «يعاب على الأمير عبدالرحمن بن مساعد التصريحات النارية، والتي تعتبر وسيلة تبرير مكشوفة للجميع، فالجميع استفاد من أخطاء التحكيم لذلك اختزال الإخفاقات التي يتعرض لها الهلال في التحكيم طريقة لم تعد تجدي مع وسط رياضي أصبح أكثر نضجا ووعيا»، وأضاف: «للأسف يعاب على الهلال غياب العمل الجماعي فهناك عزوف واضح من أعضاء شرف النادي، وظل الرئيس يعمل بمفرده، وهذا الأمر لم يكن معهودا في نادي الهلال، ولكن العمل الجماعي هو من سيحقق للهلال البطولة الآسيوية وغيرها من البطولات المحلية». مالي: أقل من التوقعات ويرى الناقد الرياضي عثمان أبو بكر مالي أن ما يفعله الأمير عبد الرحمن بن مساعد حاليا جاء أقل من التوقعات التي كانت تسبق دخوله الوسط الرياضي، والجميع أصبح يرى أنه لم يقدم ذلك العمل الكبير، وأضاف: «كان الجميع ينتظر من الأمير عبدالرحمن أن يحدث نقلة وتحولا في العلاقة الرياضية بين جميع الأندية، ولكن للأسف الواضح أنه انجرف إلى الجانب السلبي في هذه العلاقة، حتى أن شعبيته التي كان ينعم بها قبل دخوله المجال الرياضي انخفضت كثيرا بعد ترؤسه إدارة نادي الهلال»، وتابع: «لم يقدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد العمل الذي يوازي طموحات وآمال جماهير ومحبي نادي الهلال، وحدثت الكثير من الأخطاء التي ساهمت في ذلك ومن ضمنها سوء التوفيق في اختيار الأجهزة الإدارية والفنية للفريق، وكذلك عدم الاختيار السليم للاعبين الأجانب الذي تعاقبوا على الفريق في الفترة الأخيرة، كل تلك الأخطاء قللت كثيرا من قوة فريق الهلال بشكل واضح للجميع». بدورها، عبرت جماهير الهلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر عن غضبها، وقال محمد الأحمد إن الأمير عبدالرحمن بن مساعد عشمنا بكثير من التغيير لكنه لم يحقق أي شيء منها ومثل ذلك يجعلنا غير واثقين بأي تغيير في فترته لذا نأمل أن يترك الفرصة لغيره أو أن يلتزم بما يمكن أن يحقق الفائدة والمصلحة للكيان الذي يعيش وضعا مؤلما. ويقول رياض حمدان: المؤسف حقا أن الأمير عبدالرحمن ورغم حبه للهلال وثقتنا في ذلك لم يوفق في اختيار العناصر المساعدة له ولم نجد أيا منهم في قلب الحدث بالدعم أو المؤازرة لم نشاهدهم في وقت كان الفريق فيه بحاجة لمن يقف معه ويدعم الصفقات، موقف الهلال مخجل ووضعه غير جيد وينتظر أن يكون عمل الإدارة على قدر كبير من المسؤولية الإيجابية. أما ريان حمدان فقال إن العمل وفق هذه الإدارة كان يجب أن يفعل بشكل أكثر يحسب على الأمير أنه لم يحدث تغييرا إيجابيا حتى إداريا لم نشعر أن الإدارة الجديدة كانت جديدة، في الموسم الخامس خفت بريق الزعيم وبرأيي كان التميد لفترة أخرى غلطة. بينما يقول حسام علي: كثيرا ما حاول الهلال معه إحداث أي تغيير لكن الواقع غير الجيد إداريا جعله بمفرده في مواجهة المدفع ودونما تغيير ملموس أو حقيقي، يجعل الجماهير تشعر معه بالتفاؤل أو حتى تعديل الوضع، نأمل أن نرى التصحيح يبدأ من الإدارة أولا وقبل أي شيء.