تحاصر رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد مجموعة من التساؤلات المنطقية حول تراجع فريقه في الآونة الأخيرة، إذ يقف في هذا العدد داخل قفص الاتهام أمام مجموعة من النقاد لمحاكمته بشأن قضية فشل نادي الهلال مواصلة المشوار الآسيوي، والبحث عن أسباب أو دفوعات الهبوط الحاد الذي يمر به الفريق إلى جانب تهم أخرى، يقف عليها مجموعة نخبة النقاد يتقدمهم صالح الحمادي، صالح الطريقي، خلف ملفي، ومساعد العصيمي، الذين أبرزوا سلبيات وايجابيات إدارة بن مساعد نستعرضها في السطور التالية: الحمادي: يعمل بعيداً عن كبار الهلال في البداية أوضح الإعلامي المخضرم صالح الحمادي أن الأمير عبدالرحمن وظف فن الخطابة الذي يمتلكه من شاعريته في إقناع المتلقين البعيدين عن المشهد الرياضي بما لا يعرفون عما يدور خلف الكواليس، إلى جانب أنه في الموسمين الأولين نجح في مواصلة مسيرة النجاحات التي حققها عدد من الإدارات التي مرت على الهلال والتي كان آخرها إدارة الأمير محمد بن فيصل، وحقق على إثرها العديد من البطولات والانجازات، إلا أن من المآخذ على إدارته أنه لم يوفق في وضع آلية للتعامل مع المباريات الحاسمة، ولو وفق في الاستعانة بفريق عمل كروي من أصحاب الخبرة أمثال صالح النعيمة ويوسف الثنيان ومنصور الأحمد والدكتور تركي العواد والدكتور عبدالله البرقان والمهندس عبدالله الجربوع، فهذه النوعية على سبيل المثال من الممكن وضعهم استشاريين في الجهاز الإداري، وربما حقق الفريق العديد من الانجازات التي كانت في متناول اليد، كما أن من سلبيات إدارته أنها تعمل بعيدا عن كبار أعضاء الشرف المؤثرين حيث لا توجد اجتماعات شرفية، والدليل أنه تم التجديد لنفسه من تلقاء نفسه، وأعتقد لو قرب الأمير بندر بن محمد من إدارته لشاهدنا توهجا أكثر للفريق، ولكن من المحزن أن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد لا تستفيد من أخطائها ففي كل موسم تتكرر وبذات الأسلوب، حتى الجمهور الهلالي أكبر الداعمين وأكثر المقدرين لابن مساعد وأصبح الآن غير راض فهو لا يريد إدارة تجيد فن التخاطب مع الإعلام وإنما فريق يركز على المنافسات ويعتلي البطولات ويحلق بالانجازات، لاسيما في البطولة الآسيوية التي وضعها الأمير عبدالرحمن بن مساعد هدفا أول لإدارته، لذلك المدرج الأزرق لا يريد وعودا تذهب عندما تشتد المنافسات حتى وضع الفريق فهو من موسم لآخر يتراجع على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب بسبب الأخطاء المتكررة، بجانب تراجع الألعاب المختلفة. ومن المآخذ على إدارة ابن مساعد أنها لا تفرق بين الإعلاميين المحبين للهلال وأولئك غير الهلاليين، حيث يحرص على توثيق العلاقة بهم حتى رأي المحايدين لا يقبله وإنما يرحب بكل إعلامي يشيد بإدارته. إجمالا، على الأمير عبدالرحمن أن يقرر إما أن يترك الجمل وما حمل ويعود إلى المجلس الشرفي أو يستمر بشرط إبعاد من أوقعه في الأخطاء المتكررة، وإذا كان يريد رسم خارطة الطريق للفريق والاستعانة بتركي العواد أو فيصل ابو اثنين وغيرهما من الكفاءات الحريصة على الهلال وسمعته، عليه منحهم الصلاحية الكاملة ويبقى دوره إشرافيا عليهم، وأوضح الحمادي أنه من غير المؤيدين لعودة سامي الجابر للعمل بالهلال ومن مصلحة الوطن أولا ونادي الهلال ثانيا والجابر ثالثا أن يستمر الأخير في أوروبا، خاصة أن هناك شرفيين لا يرغبون في تواجده. ملفي: يتأثر بآراء الشرفيين كما تحدث رئيس تحرير صحيفة قول أون لاين الإلكترونية خلف ملفي عن سلبيات وإيجابيات إدارة ابن مساعد مستهلا حديثه بالايجابيات التي لخصها في النقاط التالية: - تصريحاته المثالية منذ أول يوم بدأ العمل وحرصه على أن يكون رياضيا حيث ابتعد عن المناوشات إلا ماندر. - تعامل مع الإعلام في جل المناسبات باحترام. - حرص على استقرار الأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب في أول سنتين ولكنه خسر (قسرا) أهم مدربين كوزمين ثم جيريتس. - أعطى العاملين معه صلاحيات مطلقة. - يدفع من جيبه الخاص على النادي في صفقات كبيرة ولاعبين مميزين. - رمم النادي في مرافق الإدارة ومعسكر الفريق الكروي بمستوى فندقي (5 نجوم)، وطور زراعة الملعب الرئيسي والمدرجات. - زاد في عدد بطولات الهلال بأرقام جديدة تحسب في سجل إدارته، ومنها الدوري (مرتين). فيما أبرز السلبيات في النقاط التالية: - في السنة الثالثة من رئاسته بدأ يتعاقد مع مدربين ولاعبين أجانب أقل من مستوى الهلال. - أصبح يتأثر ببعض آراء أعضاء الشرف والمقربين إليه فاختل العمل بشكل عام. - أعرض عن الإعلام بكل فئاته وأصبح يتعامل مع «تويتر» ويتأثر بشكل غير مباشر بما يكتب والردود. - الألعاب المختلفة تعاني في السنتين الأخيرتين. - أصر على عدم تعويض سامي الجابر بإداري فأصبح هناك فجوة بين اللاعبين والمدرب الجديد كومبواريه والواضح أن الأمور ستتفاقم بفقد بعض ذوي الاختصاص. - رغم وضوح احتياجات الفريق في مدافع ومحور ورأس حربة منذ منتصف الموسم الماضي إلا أنه تأخر فتورط بلاعبين عدا البرازيلي ويسلي لوبيز . - لم ينجح في التخطيط على المدى البعيد للظفر بكأس آسيا رغم أنه وضعها هدفا أساسيا منذ أول جمعية عمومية وأكمل أربع سنوات وتم تجديد الثقة فيه لدورة رئاسية جديدة واكبها خروج تاريخي. العصيمي: اختيارات إدارته ضعيفة بينما كشف مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط مساعد العصيمي عن رأيه في إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد قائلا: في كرة القدم التفوق وتحقيق الانتصارات هما عنوان العمل الناجح. وحينما تملك كل مقومات النجاح وتخفق في تحقيق المأمول فلا بد أن يكون هناك خلل ما تعاني منه، وإدارة الهلال تملك القدرة على تسخير كل عوامل النجاح لكنها لم تستطع أن تجيرها لمصلحة فريقها، فهي تملك القدرة المالية المعينة على جلب الأفضل لاعبين ومدربين وحولها من المتفوقين إداريا وفنيا ممن شهد لهم بالقدرة والكفاءة، والرئيس تميز في النواحي المالية لكنه أخفق في اختيار المعاونين المعينين له في عمله لذا جاءت اختياراته لهذا الموسم ضعيفة، وأعتقد أن هذه هي السلبية الأكبر في عمل رئيس الهلال، أيضا من حسن العمل اختيار الوقت والمكان المناسب لبث المعلومات والتصريحات حينما جعل من بطولة آسيا عبئا نفسيا ما برح يردده، على رئيس الهلال أن يدرك أن المحاولات الفاشلة عادة ما تكون المعين الأكبر لتحقيق الإنجاز، وأشد ما يؤثر على الإنجاز ويضعف حصوله هو العمل في إطار بيئة محبطة. الطريقي: لا يحتمل النقد أما الكاتب والناقد الرياضي صالح الطريقي فأوضح رأيه في إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد قائلا: يبدو لي أنه حاول منذ البداية أن يخلق مناخا احترافيا بنادي الهلال لفريق كرة القدم، كالدوام الصباحي والمسائي للاعبين، وجبة الغداء بالنادي لتحديد السعرات الحرارية التي يحتاجها اللاعب، وكل هذا للوصول إلى لياقة كاملة من حيث تنظيم النوم والغذاء للاعب بالإضافة للتمارين الصباحية إن احتاجها. كذلك المسؤولية الفنية سلمت للمدير الفني ليفرض سلطته على اللاعبين فينفذوا المطلوب منهم وإلا سيتم تحويلهم للرديف أو إعارتهم لأندية أخرى للاستفادة من عقودهم ماديا إن لم يلتزموا بما يقال لهم، حتى المدير الإداري مرجعه المدير الفني وليس الرئيس، هذا ما أكده لي مدرب الهلال السابق كوزمين في لقاء بأبوظبي، إذ أكد أن الفكر الذي يعمل به رئيس الهلال «أعلى من الرياضة السعودية» وأنقل هنا حرفيا ما قاله المدرب بعد إلغاء عقده أي أن لم يعد المدرب بحاجة للمجاملة. هذه البداية جعلت الهلال يحصد البطولات تباعا، ويمضي بالاتجاه السليم لكن الأمر للأسف لم يستمر بهذا الاتجاه وفشلت التجربة، الجزء الأكبر من الفشل يتحمله المناخ الرياضي لدينا، لأنك لا تستطيع زرع نبتة ما تحتاج لمناخ معين في مناخ مختلف، فهي بالنهاية ستموت إن لم يكن المناخ الواقع يساعد على نموها. أما أكبر عيوبه رغم أنه يعلن دائما تقبله النقد، أنه لا يحتمل النقد ولا حتى معلومة خاطئة قيلت بالإعلام، كذلك محاولته إرضاء الإعلام الهلالي رغم أن بعضهم «مشجعون» ولا يمكن لك أن تستفيد منهم كمستشارين، وحين قرر تجاهلهم انقلبوا عليه حتى بيانه العقلاني بعد خروج فريق الهلال من البطولة الآسيوية الذي لم يخادع به الجماهير أو يجعلهم يتصادمون مع جماهير الأندية الأخرى تم الهجوم عليه، ومع هذا هو من يتحمل المسؤولية، فكان من المفترض ومنذ البداية ألا يشتغل على جمع جيش من الإعلاميين ليعمل بهدوء كما قال مدير الكرة السابق سامي الجابر في حوار تلفزيوني، فأنت وإن سخرت الإعلام لمصلحتك في نهاية المطاف عملك هو من سيتحدث عنك، إن فشلت لن يحميك الإعلام وإن نجحت لن يستطيع تزييف الواقع فنتائج عملك تكذبهم.