يحسب للأمير عبدالرحمن بن مساعد انه قدم أنموذجاً رائعاً ومنهجاً فريداً في طريقة إدارته لنادي الهلال منذ إن تولى رئاسته قبل اقل من عام، ويشهد له انه بذل المال والجهد رغبة منه في تأهيل وتطوير فريق كرة القدم واجهة النادي المشرقة وسر ارتفاع شعبيته الدائمة. والأمير عبدالرحمن بن مساعد كما نعلم رجل منظم، ويتميز بفكر متقدم وخيال واسع فضلاً عن انه دخل الوسط الرياضي بنية صافية ورغبة صادقة من أجل التغيير نحو الأفضل. ولا نشك في انه ما يزال يختزن الكثير من الأفكار الطموحة ويملك العديد من الأدوات التي يمكن ان تساعده في تحقيق مخططاته المستقبلية للارتقاء بهذا النادي الكبير، وجعله في مصاف الأندية العالمية. واذا كانت السنة الاولى من عمر قيادة الامير عبدالرحمن لنادي الهلال قد تخللتها بعض الظروف التي حالت دون تحقيق آمال وتطلعات جماهير الهلال المليونية، فاننا نعتقد ان الفرصة ستكون مواتية للتعويض في السنوات المقبلة اذا تمت الاستفادة من سلييات الماضي بشكل جيد. ونعتقد ان تجاوز أخطاء المرحلة الماضية والاستفادة من سلبياتها، يمر عبر اتخاذ العديد من الاجراءات، اهمها ترتيب البيت من الداخل، مثلا كاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا لا يعني التشكيك في قدرات الذين كانوا يتولون بعض المهام بالفريق في الموسم المنصرم، بالإضافة الى أهمية الاستفادة من كوادر النادي الادارية والتدريبية في الصورة عند الاقدام على اتخاذ أي قرار يتعلق بالشأن الفني، مع الأخذ في الاعتبار ان يكون الاختيار لاصحاب الخبرات والتجارب الناجحة، هذا مع ضرورة وضع آلية واضحة ومحددة لعمل الجهاز الفني وعلاقته بالإدارة حتى لا يتكرر سيناريو الموسم الماضي اذا تم انهاء عقد المدرب في منتصف الموسم لأي سبب من الأسباب. يتفق الكثيرون ان التراجع الذي حدث لفريق الهلال بعد فوزه بكأس ولي العهد، وعدم قدرته على المحافظة على لقب الدوري، وخروجه من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وعناد البطولة الآسيوية له للمرة الثانية كان بسبب سيطرة المدرب كوزمين على كل الامور بشكل غير مألوف مع منحه صلاحيات واسعة. وقد انكشفت هذه الحقيقة ووضحت تماماً عندما تم ابعاد كوزمين بصورة مفاجئة عقب الفوز بكأس ولي العهد، حيث صعب على الإدارة بعد ذلك لملمة إطراف الفريق، وإعادة اللاعبين إلى أجواء المنافسات رغم نجاحها في إيجاد البديل بالوقت المناسب. التعامل مع المدرب الجديد للفريق الازرق البلجيكي جريتس الذي سيبدأ مهامه منذ بداية الموسم الجديد يجب ان يتم بطريقة احترافية، ويفترض ان يكون شفافاً، لأن التفريط في الحقوق او التساهل في الواجبات، ربما يدفع ثمنه فريق القدم باهظاً كما حدث مع كوزمين.