أربعة أسرة فقط لتنويم المرضى النفسيين لجميع الحالات الموجودة في محافظة ينبع وينبع النخل والعيص وغيرها من المراكز والقرى والهجر، ذاك حال مستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة. وتتأرجح معاناة أهالي المرضى النفسيين بينبع ما بين عدم توفر مستشفى متخصص قريبا منهم وانعدام قسم مختص لهذه الحالات، وبالتالي أصبح الأهالي مسؤولين مسؤولية كاملة عن حالات المرضى. في البداية يقول حميد صالح الرفاعي، في العقد السادس من العمر، «ابني عبدالعزيز مريض نفسيا وأجد معاناة كبيرة في علاجه خلال الفترة الماضية كوني أسكن في مركز الأحمر بجبال رضوى التابع لمحافظة ينبع». وأضاف «أعول 20 فردا، وابني هذه حالته منذ الصغر ويمكث في الغرفة التي أعددتها له منذ نحو 27 عاما، وهي غرفة لا تتجاوز مترين في مترين وباب حديدي به شبك لكي يقوم بمشاهدة ما يدور حوله ويأخذ من خلاله الطعام». وأضاف «زرت مستشفى الصحة النفسية عدة مرات وتم تنويم عبدالعزيز هناك، ولكنهم دائما ما يطلبون مني إخراجه وفي إحدى المرات أخذوه إلى المستشفى وقاموا باستدعائي عدة مرات وعندما لم أستجب قاموا هم بجلبه وتركه عند باب المنزل». ويستطرد حميد الرفاعي، «ابني عبدالعزيز يحبني ولكن لا أقدر أن أنظر في عينيه طويلا لعدم قدرتي على علاجه وتقصير مستشفيات الصحة النفسية في ذلك». ويقول ناجي العلوني عن حالة شقيقه الذي يعاني من مرض نفسي جعله حبيس المنزل، حيث كان في السابق لا يعاني من أية مشاكل، وأضاف «بعد أن أنهى دراسة الصف الثاني الثانوي تفاجأنا بانطوائه وبعده عن المجتمع والحديث مع الناس، وقمنا بوضعه في غرفة في المنزل وراجعنا المشايخ والأطباء وشخصوا حالته بمرض نفسي «الانفصام»، ومنذ ما يزيد عن 16 عاما وهو حبيس المنزل». وذكر مصدر بمستشفى ينبع العام ل «عكاظ»، «لدينا الآن بمستشفى ينبع العام عيادة للصحة النفسية يعمل بها استشاري وأخصائيون يستقبلون شهريا ما يزيد على 250 حالة ويصرف للمراجعين للعيادات أدوية أيضا»، مضيفا «المشكلة تكمن في المرضى النفسيين الذين لا يعرف ذووهم، ويسلمون من خلال الهلال الأحمر والشرطة للمستشفى ونسميهم المرضى النفسيين المتهيجين ونقوم بالتعامل معهم وتنويمهم حتى يستقروا، ومن المفترض في مثل هذه الحالات تحويلهم مباشرة إلى مستشفى الصحة النفسية في المنطقة أو تسليمهم إلى ذويهم، ولكن لعدم توفر أسرة هنا أو هناك في مستشفى الصحة النفسية بالمدينة يستمرون في المكوث في المستشفى وغالبا ما يهربون مجددا، وأحيانا يقومون بالاعتداء على الممرضين والأطباء وتكسير الأدوات الطبية للنسبة للمرضى المتهيجين». من جانبه أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالرزاق حافظ، أنه تم عرض استفسار «عكاظ» على مدير القطاع الصحي بينبع الدكتور عبدالرحمن صعيدي، وأفاد بقوله «بخصوص مستشفى الصحة النفسية يوجد حاليا استشاري وأخصائي أمراض نفسية بالمستشفى العام يتابع جميع الحالات النفسية بالعيادات الخارجية وكذلك المراجعين لقسم الطوارئ وقد تم تجهيز أربعة أسرة للمرضى النفسيين ليتم تنويمهم في حالة طلب الطبيب المعالج ذلك، وكانت حالتهم مستقرة ولا تشكل خطورة على الغير أو النفس، أما الحالات غير المستقرة والتي تشكل خطورة على النفس أو الغير فيتم التنسيق مع مستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة لاستقبال الحالة، ولكن ما نعاني منه للأسف هو إحضار المريض وتركه بالطوارئ بدون وجود أي قريب أو مرافق معه، حيث لا نتمكن من أخذ التاريخ المرضي له أو أي معلومات تخص المريض وكذلك يتطلب تحويله وجود مرافق له، علما بأنه لا يتم رفض أي مريض نفسيا وعند استقرار حالته بإمكانه الخروج، حيث إنه لا يمكن حجز أي مريض بالمستشفي في حالة استقرار حالته، وفي ما يخص إرجاع المرضى النفسيين إلى أسرهم من قبل مستشفى الصحة النفسية فإن ذلك لا يتم إلا بعد استكمال العلاج واستقرار الحالة الصحية للمريض ويحتاج فقط متابعة قبل الأهل». وختم بالقول «وفي ما يخص إنشاء قسم بسعة 30 سريرا فإن ذلك كان مقترحا بأن يتم إعادة تأهيل قسم المستشفى القديم بسعة 30 سريرا لهذا الغرض وتم تشكيل لجنة من قبل مقام الوزارة ورأت بأن المبنى غير مؤهل لذلك والأفضل إنشاء مستشفى جديد للصحة النفسية».