تعقد اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية اجتماعا طارئا لها اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة على المستوى الوزاري برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمر الدولي «جنيف2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ويرأس وفد المملكة وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني. وأكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في تصريح له امس أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي بناء على طلب دولة قطر «الرئيس الحالي للقمة العربية»، لافتا النظر إلى أنه سيستعرض أمام الاجتماع الجهود المبذولة والاتصالات واللقاءات التي أجراها مع المعارضة السورية ومع المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي والأطراف المعنية بالأزمة السورية. وسيعقد الاجتماع بالتزامن مع انعقاد اجتماعات للمعارضة السورية في اسطنبول لتحديد موقفها من المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن ايجاد حل سياسي للأزمة، فيما سيقرر وزاري اللجنة الموقف والرؤية العربية للمؤتمر وما يمكن أن يتمخض عنه. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي في تصريحات خاصة إن الاجتماع سيتداول في بند واحد يتعلق بالتطورات الدامية التي تشهدها سورية من جراء القصف الجوي الذي طال مدنيين، خاصة في القصير وما سيكون عليه الموقف العربي من مؤتمر جنيف. وجدد نائب الأمين العام التأكيد علي أن الموقف بشأن هذا المؤتمر مازال غامضا، سواء من حيث مستوى التمثيل به أو ما سيتمخض عنه من خطط أو قرارات، الى جانب الأطراف المشاركة، مؤكدا أن تمثيل النظام به سيكون لأشخاص لم تتورط يدها بدماء السوريين منذ اندلاع الأحداث. وقال السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية إن الاجتماع سيتداول في محددات مؤتمر جنيف وجدول أعماله لاطلاق عملية تفاوض وفقا للاتفاق الأمركي الروسي بشأن هذا المؤتمر. وكشف كامل عن أنه من المقرر أيضا أن يدعو الوزاري العربي المعارضة السورية الي ضرورة الذهاب الى «جنيف2» بموقف موحد، وتجنب أية انقسامات خلال هذه المرحلة. من جهة ثانية، دعت مجموعة أصدقاء الشعب السوري في وقت متأخر من ليل امس إيران وحليفها حزب الله اللبناني الى سحب مقاتليهما على الفور من الاراضي السورية ووصفت وجودهما المسلح في سوريا بأنه تهديد لاستقرار المنطقة. وفي بيان صدر بعد اجتماع في العاصمة الاردنية عمان قالت المجموعة إن أي حكومة انتقالية في سوريا يجب ان تكون لها السلطة على الجيش والجهاز التنفيذي والتي توجد الآن في يد الرئيس بشار الاسد. وحذر الاجتماع الذي شاركت فيه 11 دولة غربية وعربية اضافة الى تركيا من عواقب خطيرة اذا تأكد استخدام قوات الاسد لأسلحة كيميائية. كما دعا المشاركون في اجتماع «أصدقاء الشعب السوري»، الذي انطلقت أعماله في العاصمة الأردنية عمان مساء أمس إلى رفع الحظر عن تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة، وسط استمرار جهود التوصل إلى «حل سياسي» للأزمة التي خلفت ما يزيد على 80 ألف قتيل، وأكثر من 1.5 مليون لاجئ. ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وأكد الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء خارجية كل من المملكة، والإمارات، وقطر، ومصر، وتركيا، وأمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، إضافة إلى الأردن، وممثلين عن المعارضة السورية، على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي يحمي السوريين من ويلات المعارك الدائرة، ويوقف شلال الدم». وبحث اجتماع عمان التوصل إلى تفاهم مع المعارضة السورية، لتشكيل وفدها إلى مؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده في يونيو المقبل، والذي من المتوقع أن يضم وفدا يمثل نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى ممثلي مختلف الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية. وفي السياق أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن باريس ولندن ستحاولان إقناع الأوروبيين برفع الحظر على الأسلحة إلى المعارضة السورية. . كما هددت الولاياتالمتحدة أمس بزيادة الدعم لمقاتلي المعارضة السورية إذا رفض الرئيس السوري بشار الأسد بحث حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي بعمان إن عدة آلاف من مقاتلي حزب الله يشاركون في الصراع بدعم نشط على الأرض من إيران الحليف الرئيسي لهم وللأسد في المنطقة.