دفع اجتماع أصدقاء سوريا، الذي التأم في العاصمة الأردنية الأربعاء، نحو حل سياسي للأزمة في سوريا، يحمي السوريين من ويلات المعارك الدائرة، ويوقف شلال الدم. وسعى الاجتماع، الذي عقد على بعد 160 كم من العاصمة السورية دمشق، إلى "تفاهمات مع وفد المعارضة السورية المشارك لتأسيس نواة وفد يفاوض ممثلي نظام بشار الأسد، في مؤتمر "جنيف2"، المزمع عقده يونيو المقبل"، وفق مصادر دبلوماسية. وتقول المصادر إن الموقف الثابت لدى كافة الأطراف المشاركة في الاجتماع، يتمثل في دعوتها إلى "حل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة سوريا، ويجنب شعبها المعاناة، ويفضي إلى عملية انتقالية سياسية تشارك فيها مختلف الأطراف". كشف الوزير البريطاني النقاب عن تقديم «مساعدات للجيش الأردني، هدفها تيسير عبور اللاجئين السوريين»، دون أن يفصح عن طبيعة هذه المساعدات. ويأتي الاجتماع الذي حظر على الإعلاميين حضوره، ضمن الجهود الدبلوماسية لعقد مؤتمر "جنيف2"، الذي اقترحته الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا لإنهاء الصراع الدائر في سوريا بطرق سلمية، ويتوقع له أن يطلق "حواراً بين النظام الحاكم والمعارضة السورية برعاية دولية"."أصدقاء سوريا"، الذي تضم مجموعته الأساسية المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر فضلا عن الأردن، جاء بمشاركة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالإنابة جورج صبرا، ومصطفى الصباغ وسهير الأتاسي من الائتلاف. ويعتبر اجتماع "أصدقاء سوريا" في عمان الثالث من نوعه، إذ سبقه اجتماعان الأول عقد في روما فبراير الماضي، والثاني في اسطنبول خلال إبريل المنصرم.وفي تصريحات سبقت الاجتماع، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن "العنف البشع في سوريا يهدد أمن المنطقة". وشدد هيج، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أمس، على "أهمية إيجاد حل سياسي بين الحكومة والمعارضة في سوريا "، معتبرا أن "الصراع الدائر يهدد امن المنطقة كلها". وأشار هيج إلى موقف بلاده الداعم ل"رفع الحظر المفروض على تسلح المعارضة السورية"، مشيرا إلى "عدم تحمس مجلس الأمن الدولي لفكرة فرض منطقة حدودية عازلة شمال وجنوب سوريا".وكشف الوزير البريطاني النقاب عن تقديم "مساعدات للجيش الأردني، هدفها تيسير عبور اللاجئين السوريين". دون أن يفصح عن طبيعة هذه المساعدات.ومن جهته، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن "موقف الاردن يستند إلى التوصل لحل سياسي في الأزمة السورية، يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية، بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري". وبين جودة أن "الاجتماع يهدف الى التنسيق والتشاور استعدادا للمؤتمر الدولي بشأن سوريا، المزمع عقده في جنيف، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة".وأشار وزير الخارجية الأردني إلى الأعباء التي تتحملها بلاده نتيجة استضافته اللاجئين السوريين، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لتمكين الاردن من الاستمرار بأداء دوره الإنساني".ويأتي الاجتماع بعد أن دخلت الأزمة السورية نفقاً مظلماً، فيما توسعت وتنامت الأحداث الدموية بين أطراف الصراع استنادا إلى تكتيكات قتالية تعتمد سياسة الأرض المحروقة.وفي المقابل، عقد السفير السوري في عمان اللواء بهجت سليمان مؤتمرا صحافيا، سبق بدء اجتماع اصدقاء سوريا، ردد فيه الخطاب الرسمي للنظام، ولم يأت على ذكر التفاوض مع الفرقاء السوريين للخروج بحل سياسي يضمن مشاركة كافة الأطراف السورية في الحكم.السفير سليمان– في مؤتمره الصحافي– هاجم الأردن، وقال "هناك جهات تحاول إقحام الاردن بالأزمة السورية دون أن تعي مخاطر ذلك". واعتبر سليمان أن "أمريكا لم تكن يوما صديقا لدول العالم الثالث"، واصفا إياها ب"العدو الاول للعرب".