خلف الحادث الذي تسبب في وفاة المعلمتين منيرة الشهراني وعروب آل خبتي، وإصابة أربع من زميلاتهما وسائق المركبة التي تقلهن من مقر سكنهن في بيشة إلى قطاع الأمواه، الكثير من الآلام والجراح التي لن تندمل بسهولة، فالمعلمة منيرة انتقلت إلى رحمة الله قبل أن تتحقق أمنيتها باستكمال بناء المنزل والسكن فيه بعد لم شمل أسرتها وانتقال زوجها رجل الأمن في شرطة الرياض ليعيش معهم بعد فراق دام سنين، بينما ودعت عروب آل خبتي الدنيا قبل أن تحتفل بخطوبتها بعد ثلاثة أسابيع. وأوضح حجاب سعود الشهراني أنهم فرحوا كثيرا بتعيين ابنته منيرة بعد 12 سنة من التخرج، بيد أن فرحتهم لم تكتمل حين اصطدموا بتعيينها في قطاع الأمواه النائي، لافتا إلى أن ابنته كانت العائل الوحيد لهم، إذ كانت تصرف على المنزل، إضافة إلى تدبير احتياجات أبنائها. وبين الشهراني أن منيرة كانت معلمة متفانية في عملها ولم يشهد عليها الغياب بل المواظبة ومخافة الله عز وجل في وظيفتها، وكانت تسافر إلى المدرسة عند الساعة الثالثة فجرا وتعود إلى المنزل عند الرابعة عصرا ويكون في استقبالها دائما عند باب المنزل أبناؤها وخاصة ابنها الأصغر «تركي». أما زوج المعلمة منيرة فأكد أن خبر وفاة زوجته نزل عليه كالصاعقة وهو في مكان عمله بشرطة الرياض، لافتا إلى أنه فجع حين علم أن تعيين زوجته في الأمواه، بينما يعمل هو في الرياض، ما يعني شتات شمل الأسرة، مبينا أنه لن ينسى الوقفات المشهودة الكثيرة لزوجته معه ومع أسرتها. وأوضح أن زوجته التي لا يزيد عمرها على 33 عاما تخرجت من الكلية عام 1422ه وانتظرت التعيين 12 عاما، إذ توظفت 1434، ولديها من الأبناء خمسة وهم سارة وهياء وسعد وتركي وليان، متمنيا نقله إلى بيشة ليعيش قرب ذويه وأبنائه الذين لا عائل لهم سواه، خصوصا أنه يخدم في شرطة منطقة الرياض من 25 عاما. إلى ذلك، روى محمد صالح آل خبتي عم المعلمة المتوفاة عروب اللحظات القاسية التي عاشوها خلال تلقيهم نبأ وفاة ابنة أخيه، موضحا أن الخبر الأليم وصلهم عن الساعة الثالثة والنصف عصرا. وقال: «تلقى والد عروب الخبر متضمنا أنهم نقلوها إلى مستشفى عسير ومن ثم تحركنا برفقة العائلة بقصد الوصول قبلهم هناك، إلا أنهم اتصلوا بنا مرة أخرى ونحن في نصف الطريق يخبروننا بوفاتها فعدنا إلى بيشة، وبعد ذلك ذهب إخوتها إلى تثليث وأحضروها عند الساعة التاسعة مساء وتمت الصلاة عليها ودفنها ظهر أمس الأول»، موضحا أن عروب كانت تستعد لخطوبتها في الرابع من شهر شعبان المقبل، إضافة إلى أنها تطمح في إكمال دراستها العليا في التقديم على البعثة الخارجية خلال العام المقبل. بدوره، أفاد عادل محمد ثابت القحطاني أن حالة زوجته عائشة دعجم القحطاني صعبة وغير مستقرة والدم غير متوفر بمستشفى تثليث، مطالبا بنقلها بالإخلاء الطبي إلى المراكز الطبية المتقدمة في المملكة بأسرع وقت، لأنها تعاني من نزيف حاد وكسر باليد وأجريت لها عملية استئصال طحال، ولا تزال غائبة عن الوعي في غرفة العناية المركزة. إلى ذلك، بين ذوو المعلمة المصابة رفعة الشهراني بأن حالة ابنتهم غير مطمئنة وخطيرة وترقد حاليا بمستشفى الملك عبدالله في بيشة، حيث يوجد لديها ضربة قوية بالدماغ ونزيف داخلي في البطن وهي حامل حاليا، مطالبين بنقلها بالإخلاء الطبي الجوي إلى مركز طبي به الإمكانات اللازمة. وذكرت المعلمة المصابة أمل اللحياني أنه في يوم الحادثة ركبت مع زميلاتها في «الجميس» المغلق نوافذه تماما، ويوجد ساتر بينهن والسائق الذي أطلق بعد نصف المسافة صراخا أخافهن جميعا وفجأة «انقلبت بنا السيارة وشاهدت بعيني زميلاتي المعلمات وهن يتقاذفن من الشباك حيث انقلبت بنا السيارة ما يقارب ست مرات وبقيت أنا وحدي في المركبة بفضل الله ثم بسبب المقعد الذي حبس قدماي تحته وهو ما سبب لي كسرا في إحداهما»، موضحة أنها غابت عن الوعي ولم تفق إلا في المستشفى، مطالبة بنقلها إلى مكةالمكرمة حيث يعمل زوجها، وحتى يلتم شمل أسرتها المكونة من ولدين وبنتين أصغرهم عمره سنة وأكبرهم عمره 11 سنة.