لم يتغير الحال أمام القنصليات العربية والأجنبية أمس، في حملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، فمازالت الشوارع والساحات المحيطة بتلك القنصليات مكتظة بالزحام، ناهيك عن تعطل الحركة المرورية، في ظل غياب رجل مرور يقوم بتنظيم الحركة المرورية في الشوارع المحيطة. الجديد كان في انتشار السماسرة لاصطياد الزبائن من الأسر التي تريد سائقا أو عاملة منزلية، والمتاجرة بالعمالة لنقل كفالاتهم، ما ساهم في ارتفاع تكاليف تلك العمالة بشكل خيالي. بداية تحدث المواطن وائل زيلع الذي التقته «عكاظ» بجوار القنصلية الإندونيسية، فقال «أنا هنا من يوم السبت أبحث عن عمالة منزلية من الجنسية الإندونيسية ولم أجد، والسبب يكمن في الارتفاع الخيالي في راتب تلك العمالة، بعد أن كانت تستقدم من بلادها براتب 800 ريال». أما الآن فهم يطلبون راتبا لايقل عن 1800 ريال، والبعض منهم يطلب 2000 ريال مقابل نقل الكفالة، وهذا شيء لا يدخل العقل كما قال. ووجود بعض السماسرة الذين ساهموا في رفع رواتب العاملات المنزليات،وكأننا في حراجات أو مزايدات. والتقينا أيضا المواطن محمد محبوب الذي بادرنا بقوله: يوميا أتواجد أمام القنصلية الإندونيسية برفقة زوجتي لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، أبحث فيها عن سائق خاص، وعاملة منزلية، لكنني أفاجأ كل يوم بالارتفاع المبالغ فيه من ناحية الراتب، ففي اليوم الأول كان السائق يطلب 1500 ريال، والخادمة تطلب 1200. أما الآن فأصبح السائق يطلب 2000 ريال، و الخادمة تطلب 2000 ريال، وبهذه الطريقة لم نحصل على أي شيء في ظل هذا التلاعب. بسبب السماسرة الذين لا يخافون الله في العائلات التي تريد نقل كفالات بعض العمالة للاستفادة منها بطريقة نظامية. وبمواجهة أحد السماسرة الذي استوقفني بجوار القنصلية الفلبينية وبادرني بالسؤال هل تريد خادمة أو سائقا أو حتى ممرضة؟ فضولا مني تفاوضت معه لمعرفة الأسعار، وبعض المعلومات، اتضح لي أنه يعمل في أحد مكاتب الاستقدام، وقال نحاول استغلال القرارات التي أصدرتها وزارة العمل، ونقل كفالات بعض العاملات من الجنسيتين الفلبينية والإندونيسية لأنهما الأكثر طلبا، خاصة وأنهما متوقفتان منذ فترة. وعن الأسعار، قال «السائق يكلفك 2500 ريال ، أما الخادمة فتكلفك 2000 ، والممرضة التي ترعى شؤون كبار السن 4000 ريال».