حيث يتجاور البشر مع المواشي جنبا إلى جنب.. عندها لا هواء صحيا.. ولا حياة آمنة.. ولا راحة في المسكن.. هذه هي الحال قرب سوق الأغنام في حي العزيزية جنوب العاصمة الرياض. يقع سوق الأغنام بجوار أحياء سكنية، ويعتبر «وكرا» من أوكار التلوث البيئي بسبب انبعاث روائح الحيوانات.. وما تخلفه من أمراض وأوبئة. ورغم شكاوى المواطنين المتصاعدة على هذا السوق، إلا أن الملاحظ عدم تحرك للجهات المختصة لوضع حد لهذه التجاوزات، في الوقت الذي تسيطر العمالة الوافدة بالمطلق على هذا السوق. «عكاظ» تجولت في سوق الأنعام، ورصدت مصدر التلوث، حيث تضرر أكثر من 200 ألف من سكان تلك الأحياء، ولم يقتصر الضرر على من هم بجوار السوق، بل امتد ليشمل مستأجري الأحواش داخل السوق، والذين اشتكوا من غلاء إيجاراتها مقارنة بما كانت عليه قبل عدة أعوام. ويشير سعد العتيبي (أحد زوار السوق) أن بعض العمالة المتواجدة في السوق، خصوصا من شرق آسيا، لا تعرف شيئا عن الأغنام وإنما تردد فقط ما يطلبه أصحاب هذه المواشي، بل إن بعضهم يجزم أن هذه الماشية أو تلك أجود أنواع الأغنام وهي على العكس من ذلك، إضافة إلى تلاعبهم بالأسعار وعدم أمانة بعضهم في البيع. أما محمد القحطاني (أحد الباعة في السوق)، فيؤكد أن العمالة الوافدة دائما ما تمارس الإقصاء ضد أبناء البلد، وذلك من حيث التحايل على العميل بجودة المعروض لديهم من أغنام. ومن جهته، أشار عبدالجبار علي العامري (أحد سكان حي العزيزية) أن هذه الروائح الكريهة تشتد تبعا لقانون العرض والطلب. وقال خالد الدوسري إن السوق ينفث روائحه الكريهة للآلاف من سكان الأحياء المجاورة، وللباعة والمشترين في الأسواق القريبة في كل من حلقة الخضار والفواكه وسوق الطيور الشهيرة ب«سوق الحمام»، وعدد من الطرق الرئيسة القريبة من السوق، مطالبا بنقل السوق من موقعه الحالي إلى موقع بعيد عن الأحياء السكنية. ويتفق محمد السلمي (أحد سكان الدارالبيضاء وهو أحد الأحياء المتضررة من السوق)، مع الرأي السابق من أنه لا يمكن الحد من الروائح الكريهة المنبعثة من السوق، إلا بنقلها من موقعها الحالي الذي يكتظ بسكان الأحياء المجاورة. تضرر العقار بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من أحواش المواشي، ولحق الضرر أصحاب العقار في المخططات الحديثة جنوب سوق الأنعام في العزيزية، حيث أشار أبو عبد الله (مالك مكتب عقار في العزيزية) إلى أن كثيرا ممن يبحثون عن شقق للإيجار أو فلل للبيع، يسألون أولا عن موقعها، وكلما اقترب العقار من سوق الأغنام، قل الطلب حتى أن أصحاب هذه العقارات يضطرون إلى تخفيض أسعار عقاراتهم. «عكاظ» طرحت قضية السوق على المجلس البلدي في الرياض، فقال الدكتور عبدالعزيز العمري عضو المجلس إن أمانة منطقة الرياض عرضت مشروعا ضخما للسوق وتم عرضه على المجلس البلدي في الرياض ومازال تحت الدراسة الآن.