يختزل الأكاديميون جل معاناتهم العملية والأكاديمية طوال شهر من العمل الديناميكي في لقاء يجتمعون فيه بديوانية مدير الجامعة الأسبق الدكتور ناصر الصالح، حيث تحول هذه اللقاء الشهري الذي يجمع فيه الدكتور الصالح محبيه في مجلسه العامر في منزله في حي العوالي، إلى ورشة عمل مصغرة تستمر زهاء 100 دقيقة فقط وتشهد حراكا ثقافيا يشارك فيه الكثير من الأكاديميين والمثقفين في مكةالمكرمة، يتبادل خلالها الحديث في عدد من القضايا الثقافية والاجتماعية في هذا اللقاء الذي أصبح يعرف ب «لقاء المئة دقيقة» لكونه يقع بين المغرب والعشاء فقط. وما بين الهموم الطلابية والمطالبة بالانضباطية في الوقت، خاض الحاضرون في مجلس الصالح حديثهم الشهري الأخير حيث تباينت الآراء في تلك القضايا، ففي الوقت الذي رأى الدكتور زهير الكاظمي ضرورة أن يتواصل الناس في ما بينهم من خلال اللقاءات الودية والأخوية والدورية وذلك لمزيد من التعارف والتقارب ذهب الدكتور ثامر الحربي وكيل جامعة أم القرى، إلى التأكيد على أن التواصل التقني أسهم في أضعاف التواصل الاجتماعي وهذا ما يدعو إلى المزيد من المناسبات الاجتماعية التي تعيد روابط اللقاء بين الأحبة وتعمق ثقافة التلاقي والصلة. أما الدكتور أحمد المورعي فكان له مداخلة طالب فيها من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات بأن يحرصوا على زرع ثقافة الانضباطية في الوقت في نفوس الطلبة، وعدم الخروج عن الموعد المحدد للمحاضرات الجامعية، والحرص على ألا تتعارض أوقاتها مع أوقات الصلوات. من جانبه، أكد الدكتور الصالح ل «عكاظ» حرصه على ردم الفجوة الاجتماعية التي يعيشها الجميع في ظل الثورة التقنية التي قربت المسافات وباعدت القلوب، حيث إن الأشقاء قليلا ما يلتقون، لهذا حرص على أن يخصص ساعة واحدة من نهاية كل شهر هجري يجمع فيه المحبين والمقربين من المثقفين والأدباء والوجهاء، وهي ساعة حرة يكون فيها الحديث ودي وأخوي وعفوي وغير متكلف، موضحا أن هذا اللقاء يعيد أواصر الترابط والتواصل بين أصدقاء الدراسة والعمل وسيستمر بصفة شهرية.