لم يعد النادي الأدبي هو المكان الوحيد الذي تنطلق منه الأنشطة الثقافية في أبها، بعد افتتاح ديوانية نسائية لأول مرة في عسير. المشرف العام على الديوانية الدكتور محمد الحازمي قال: إن الديوانية تأسست في منزلي بحي الربوة بأبها، والتي تستضيف مثقفين وأكاديميين ومشايخ وأدباء وتناقش قضايا متنوعة تختلف باختلاف الشخصية المستضافة، وتحاول تلبية حاجة الساحة فكرياً وأدبياً واجتماعياً وغير ذلك، لم تعد مقتصرة على الرجال فقط، حيث يسر الله مكانًا خاصاً بالنساء ليشاركن الرجال الهم الثقافي والطرح والنقاش من خلال الدائرة التلفزيونية. وأوضح الحازمي أن الديوانية تخاطب المجتمع بشقيه (الرجال والنساء)، وترحب بالحضور من الجنسين. وعن الطرح التي تتبناه الديوانية قال: إن الطرح النخبوي هو السائد على موضوعات الديوانية، وقد لمسنا إقبالاً كبيراً من المثقفين والأكاديميين بالمنطقة؛ وخاصة الشباب، هذا بالنسبة للرجال، أما النساء فالفكرة ما زالت وليدة، وعمرها لم يتجاوز الشهرين وقد لمسنا حضوراً نسائياً متواضعاً حتى الآن، ونأمل مع تبلور الفكرة أن يزداد الحضور النسائي خاصة أن المنطقة تزخر بنماذج نسائية مبشرة تحمل هم دينها ووطنها من خلال منبر العلم والثقافة. وأضاف الحازمي: إنني أستغرب من البعض عندما أتحدث معه عن الديوانية بأبها، فيخبرني بعدم سماعه عنها إلا مؤخراً، في حين أنها نشأت قبل 13 عاماً تقريباً، وأستطيع أن أفسر ذلك بضعف بقلة الطرح الإعلامي عنها، وكذلك قلة الطرح الإعلاني عنها وعن مثيلاتها من المجالس والصالونات في الوسائل الإعلانية، من قوائم بريدية إلكترونية، ومواقع ومنتديات ثقافية وأخرى اجتماعية جماهيرية، والتي نشاهد في يومنا هذا كثيراً منها كالفيس بوك واليوتيوب مثلاً. وأشار الحازمي إلى أن الديوانية تحرص على مواكبة الحراك الثقافي والاجتماعي من خلال توجهها الإسلامي المعتدل، والتفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية وأمجاد ومنجزات وطننا الشامخ. وعن أوقات الديوانية بين الحازمي أن الديوانية كانت في بداية انطلاقتها أسبوعية ثم أصبحت شهرية، ويعود ذلك للعبء الكبير على صاحب الديوانية وأهله الذين يقدمون كل ما يملكون لإنجاحها، ومن الأسباب أيضاً لتغيير موعد الديوانية: المحافظة على جودة اختيار الموضوعات، واختيار شخصيات مرموقة على مستوى المملكة، وما يتبع ذلك من تبعات مادية وغيرها، إضافة إلى رغبة الجمهور لكثرة ارتباطاتهم الاجتماعية، وكل ذلك كان له دور كبير في أن تكون شهرية. وعن اختلاف الديوانية عن الأندية الأدبية قال: إن الديوانية تتفق مع بعض المؤسسات الحكومية كالنادي الأدبي في طرح بعض الموضوعات التي تختص بالفكر والثقافة والأدب، إلاّ أنها تختلف اختلافًا شاسعاً عن الأندية الأدبية في الإمكانات؛ فالديوانية تقوم بجهد شخصي من صاحبها وفريق عمل متعاون، وتختلف الديوانية عن النادي الأدبي أيضاً في أن نشاطها الوحيد - حتى الآن - هو نشاط منبري فقط. وأوضح الحازمي أن ميزانية الديوانية تقوم على صاحبها وليس لها أي دعم مادي سواء حكومي أو خاص كرجال الأعمال وغيرهم، وأضاف أن ديوانية الحازمي تسعى لإثارة المشهد الثقافي والفكري والأدبي وتناول موضوعاته تكاملاً مع الأنشطة الأخرى، سواء في النادي الأدبي أو غيره. وعن الشخصيات التي استضافتها الديوانية في الفترة الماضية قال: من الشخصيات التي استضافتها الديوانية: حسن الهويمل، وعبدالكريم بكار، ومحمد النجيمي، وعبدالرحمن السميط، وعوض القرني، ومحمد علي البار، ومحمد الهرفي، وعائض القرني، ومحسن عواجي، ولورانس براون، وأعضاء المجلس البلدي بمنطقة عسير، والشاعران: مهدي صديق حكمي، ومحمد العمري، وغيرهم. الحازمي قال في ختام حديثه: إن الإقبال على الديوانية كبير، وقد لمسنا تفاعلاً كبيراً من الرجال والنساء، وهذا يقودنا إلى توسيع أنشطة الديوانية وتعدد برامجها خلال الأيام المقبلة، ويبقى تفاعل المجتمع (والإعلام على وجه الخصوص) من أهم عوامل نجاح الديوانية.