كشفت الأمطار التي شهدتها محافظة الطائف، الكثير والكثير عن السدود وآثارها، وقد كان أهم ما كشفت عنه تلك السدود التي تم تشييدها بملايين الريالات، عدم قدرتها على مقاومة الكميات الكبيرة من السيول، ما يعني أنها ضعيفة للغاية ونفذت بعشوائية، مما يستدعي الأمر معالجة وضعها خاصة في ظل ما تشهده المملكة خلال الأعوام الأخيرة من أمطار غزيرة دقت على إثرها ناقوس الخطر. يقول عدد من أهالي المنطقة، إن سد كلاخ جنوبالطائف شهد الأسبوع الماضي انهيارا نسبيا، الأمر الذي دفع الدفاع المدني لفتح السد وتقليل منسوب المياه، بعد أن تسبب في وفاة شقيقين عند سقوطهما فجرفتهما سيوله المتدفقة الأسبوع الماضي، فيما استنفر في الجانب الآخر الدفاع بفرق الإنقاذ والقوى البشرية لدعم الموقف في سد وادي قراض بالمحاني شمال الطائف 200 كلم الذي وصل منسوب المياه فيه إلى ذروته وأصبح يفيض مما يشكل خطورة في المنطقة. وكشفوا ل «عكاظ» بأن سد قراض يهددهم ويدق ناقوس للعام الثاني على التوالي، بعد أن تسبب العام الماضي في إتلاف ما يزيد عن 300 مزرعة بعدما تسربت منه المياه في السيول التي حدثت العام الماضي، موضحين أنه أعاد نفس السيناريو هذا العام. وطالب كل من محمد العتيبي وماجد الروقي بوضع احترازات وخطط لعشر سنوات تعالج وضع السدود بشكل عام في الطائف لاسيما قراض. وأوضح الروقي والعتيبي، أن العام الماضي هدد عدة قرى تقع في اتجاه انهيار السد كالحامض والعقيق والسويد وغيرها من المساكن، إضافة إلى المزارع التي تشكل نسبة كبيرة من موارد الدخل اليومي لأهالي المحاني والقرى والمراكز التابعة لها، وأضافا «الوضع الراهن مع ما تشهده المملكة من أمطار متوالية كل عام وبقوة أكبر، لذا يجب الإعلان الرسمي عن آلية وخطط المواجهة التي يجب ضمنها إنشاء سدود أخرى يتم التفريغ أو التنسيم إليها». وقال عبدالله العتيبي: «تقدم الأهالي بعدة برقيات للجهات المعنية مطالبين بوضع حل عاجل لسد قراض، ومازالت تلك البرقيات دون تنفيذ، مشيرا إلى أن السكان يطالبون بأن تقوم وزارة المياه بتخفيض منسوب المياه في السدود لتخدم المزارعين ولتكون هناك مساحات للمياه المتساقطة من الأمطار، والتي تشكل خطرا عند انفجار السد». وأشار علي العمري، إلى أن السدود للأسف لاينظر لها في المناطق إلا عند هطول الأمطار، حيث تبدأ المتابعة ولكن في باقي العام نكاد لا نشاهد من يهتم بها، لذلك يجب أن يكون هناك استفادة من مياه السدود في ري المزارع ولو بمبالغ رمزية لنقدم خدمات للمزارعين ونحافظ على أرواح الابرياء وقت الأمطار، وأضاف «ولتكن السدود مهيأة لكميات كبيرة من المياه واتساع السدود لاستقبال كميات الأمطار المتساقطة». من جهة أخرى، أكد العقيد خالد القحطاني الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني، أن إدارته قامت بالتنسيق مع الجهة المعنية في تنسيم 50 في المئة من بوابتين لتصريف مياه سد القراض من أصل 3 بوابات كإجراء احترازي، فيما سيرت بعض فرق الإنقاذ ودوريات السلامة للتحذير باتجاه مسيل الوادي. وبين العقيد القحطاني، بأن فرقا أخرى دعمت الموقف بمنطقة عشيرة التي ستشهد وصول سيل منقول من وادي فاطمة، كما سيرت عددا من المعدات الثقيلة من الدفاع المدني والجهات المعنية لتتمركز بمنطقتي عشيرة والمحاني تحسبا للحاجة إليها. خطط جاهزة وعد «عكاظ» المهندس عمر باعامر مدير المياه بمنطقة مكةالمكرمة بالإجابة على استفساراتها التي وجهتها إليه أمس حول سد قراض تحديدا والسدود بشكل عام في الطائف، مبينا أن لديهم خططا لمواجهة انهيارات السدود خلال هطول الأمطار.