تلتهب اليوم مدريد بصراع الحسابات خاصة في نهائي كأس ملك إسبانيا بين قطبيها الريال وأتلتيكو، إذ يخوضان المواجهة بعدة اعتبارات بينهما علاوة على الهدف الأساسي بتحقيق الكأس التي وصلا إليها بعد مشوار صعب ومثير، حيث يحشد الملكي طواقمه للانقضاض على ثاني ألقابه هذا الموسم بعد خروجه المرير من دوري أبطال أوروبا والليغا وهو الحال ذاته لصانعي الوسائد الذين يخوضون المواجهة بعد أن قدموا موسما مميزا تصدروا فيه الليغا فترة طويلة قبل أن يتوارى نجمهم في اللحظات الأخيرة. وقد أتم الاتحاد الإسباني تحضيره للمواجهة جيدا حيث تقرر ان يدير المواجهة التي يستضيفها ملعب سانتياغو برنابيو الحكم كارلوس كلوس غوميز والبالغ من العمر 40 عاما ويحكم في الدرجة الأولى الإسباني منذ عام 2006 وأدار حتى الآن 112 مباراة وهو من أبرز الحكام في هذا الموسم. وكان آخر نهائي جمع الفريقين على نهائي كأس الملك قد أقيم على نفس الملعب (معقل الريال) عام 1992، وانتهى بفوز أتلتيكو بهدفين حملا توقيع الألماني بيرند شوستر والبرتغالي باولو فوتري، وفيما يلي بعض الحسابات في هذه المواجهة المثيرة: ثأر وحسم يطمح أتلتيكو لتوجيه ضربة قوية لغريمه الريال بالفوز عليه وتحقيق اللقب من أمام جمهوره، بعد أن عجز وعلى مدار 23 مواجهة بينهما في دوري الدرجة الأولى عن تحقيق أي فوز على النادي الملكي، وهو ما دفع بالمدرب الطموح دييجو سيميوني لأن يضع ذلك هدفا نصب عينيه لحرمان غريمه هذا المساء جوزيه مورينيو من فرصة تحقيق اللقب وإخراجه من الموسم خالي الوفاض، حيث كان الفوز الأخير لأتلتيكو عام 99 في معقل الغريم التقليدي البرنابيو بثلاثية لهدف، ويسعى بعد 14 عاما للثأر ومعاودة نغمة الفوز على حامل لقب الليغا الموسم الماضي، وكان سيميوني ولاعبوه قد فرطوا في فرصة ثمينة هذا الموسم حين خسروا في الليغا للمرة العاشرة للفريق في آخر 11 مواجهة على ملعب مدريد، رغم أن جوزيه مورينيو أراح العديد من اللاعبين الأساسيين في ذلك الوقت استعدادا لمواجهة بروسيا دورتموند الألماني التي فاز فيها بهدفين وفشل في العبور للدور النهائي، وتوعد مدرب هنود مدريد سيميوني خصومهم بعد اللقاء وقال حينها سيكون أمامنا فرصة أخرى للفوز مرة أخرى يوم 17 مايو. ورقة فالكاو من المنتظر أن يكون النجم الكولومبي رادميل فالكاو محط الأنظار الأبرز في المواجهة بعد أن غازله المدريدون كثيرا رغبة في شراء عقده بقيمة تتجاوز 70 مليون يورو، ويريد اللاعب أن يحفز الميرنجي وأنصاره في رفع أقصى درجات التفاوض مع نظرائهم في أتلتيكو للفوز بخدماته حيث أبدى رغبة قوية في البقاء في مدريد واللعب في البرنابيو رغم العروض التي تنهال على ناديه وعليه، حتى أن أنباء قوية رجحت أن يكون قريبا من الرحيل إلى تشيلسي الإنجليزي الذي أسبغ أمواله على الصفقة لدرجة قد تضع اللعب على مقربة من خوض الموسم المقبل في صفوفه وربما في معقل البلوز، حيث أشار أكثر من مرة إلى أن خياره الوحيد خارج الليغا هو البريمرليغ، وستكون المواجهة فرصة ثمينة لاستعراض عضلاته سيما في ظل حسم برشلونة أمره مع نيمار وقرب رحيل كاكا ما يعزز الفرصة بخوض بيريز المفاوضات بقوة هذه المرة وحسمها مبكرا، ومن المقرّر أن يجتمع المدير التنفيذي لأتلتيكو مدريد ميجيل أنخيل جيل مارين، بالمهاجم الكولومبي بعد النهائي لتحديد مستقبله والردّ على العروض القوية التي توصل بها من الأندية المهتمة بالحصول على توقيعه. وأكدت صحيفة ماركا المدريدية أن راداميل فالكاو يبدو قلقا جدا بشأن مستقبله. فرد عضلات يسعى مورينيو للخروج ببطولة مهمة وإحراج منتقديه حيث يتوقع أن يتجاهل عددا من نجوم الفريق رغبة في إثبات أنه المدرب الأوحد القادر على صناعة الرموز، حيث ذكرت تقارير صحافية إسبانية أنه قرر استبعاد القائد إيكر كاسياس عن المباراة النهائية حتى لا يتمكن من رفع الكأس في حال تحقيق نتيجة الفوز، وأكدت إذاعة كادينا كوبي المدريدية صحة ما قيل، ولم تستبعد أن يفاجئ المدرب البرتغالي الصحافية المحلية بإبعاد إيكر كاسياس والمدافع البرتغالي بيبي عن القائمة المستدعاة لمواجهة أتلتيكو مدريد في اللحظات الأخيرة. وكان مورينيو قد رد بقوة على الصحفيين وقال إنه غير مجبر على تفسير سبب استبعاده للمدافع البرتغالي بيبي، ولا أي لاعب آخر في الفريق، وأثار هذا الأمر غضب المدرديستا الذين طالبوه بتحييد خلافاته الخاصة عن ميدان الكرة.