أكد ل «عكاظ» استشاري الطب النفسي محمد الحامد، أن جريمة قتل فتاة السامر لا يمكن أن تكون طبيعية، مشيرا إلى «ضرورة أن نبحث عن خلفيات الحادثة ومنها تعاطي الجاني للمخدرات خصوصا مادة الكبتاجون والتي لها آثار خطيرة تصل إلى حدود الاضطراب الذهني الشبية بالانفصام العقلي وتصل الأعراض لفقدان البصيرة لما ينفذه من أعمال وما يبدي عليه من هياج شديد». وقال «ربما يصل الأمر إلى وجود ضلالات اضطهادية وهلاوس سمعية وبصرية، لكن في حال عدم وجود تأثير للمخدرات، فإن الطب النفسي يبحث عن وجود اضطراب في الشخصية وتحديدا الشخصية السيكوباتية والتي من سماتها التمرد على القوانين وخلو النفس من العاطفة والرحمة في التعامل مع الآخرين والميل الشديد للانتقام والدخول في قضايا اعتداء على الآخرين، وارتكاب قضايا السطو وكثير من المخالفات القانونية»، مضيفا هناك نوع من الاضطرابات هو اضطراب عدم القدرة على السيطرة على النزعات وهي ضمن الاضطرابات التي لا يستطيع صاحبها السيطرة على نوبة الغضب، وقد تصل به إلى حدود غير معقولة مثل الاعتداء على الآخر باستخدام أسلوب الضرب والعنف وقد يصل إلى حد القتل. وبين الحامد أن الانتقام هو ثورة الغضب غير الطبيعية وهي تختلف من إنسان لآخر حسب قدرات السيطرة على نزعات الغضب، لافتاً إلى أن السيطرة على الغضب تتم من خلال آليات عقلانية من خلال تهدئة النفس وتجنب تضخيم الحدث وتأجيل محاسبة الآخر وعدم معاقبته حتى تزول نوبة الغضب وكل إنسان عاقل يستخدم هذه التقنيات في الحياة العادية وفي تعامله مع الآخرين. وأكد أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابا في الشخصية لا يستطيعون تحكيم العقل والتريث في إطلاق الأحكام تجاه من يختلف معهم، وبالتالي يفضل نزع الغضب بطريقة غير عقلانية واستخدام أساليب تخرج عن حدود الإنسانية في رده الانتقامي وتخرج نوبة الغضب إلى حدود إجرامية تصل إلى القتل.