كشف الدكتور غالب المشيخي، المشرف على كرسي الأمير خالد الفيصل ل «الإلتزام بالنظام واحترامة»، ل «عكاظ»، أن الفترة التي أعقبت انطلاق فعاليات الكرسي ساهمت وبشكل كبيرة في تقييم سلوك الكثير من الشباب من خلال الندوات والمحاضرات التي نفذها الكرسي في المدارس وإدارات التربية والتعليم والجامعات ونسعى حاليا ان تشمل تلك اللقاءات ادارات حكومية مختلفة مثل المرور وغيرها من القطاعات. واعتبر المشيخي، ان الهدف من ذلك الكرسي تحقيق احترام النظام ومصلحة للناس ومساعدتهم على الاستقرار والتعاون فيما بينهم، من أجل خير مجتمعهم وتقدمه وتطويره وازدهاره، حيث ينطلق الكرسي من اهتمامه لترسيخ مفهوم الالتزام من خلال الأفكار الإبداعية وحل المشكلات بطريقة علمية، مبينا أن مستقبل الوطن واستقراره وتنميته يبقي رهن التقيد بالأنظمة فكلما توفرت ثقافة احترام الأنظمة لدى كافة الشرائح تدعمت المواطنة الصالحة. بداية نود أن نقف على رؤيتكم لكرسي الأمير خالد الفيصل «الالتزام بالنظام واحترامه» ؟ تنطلق رؤيتنا بالالتزام بالنظم الحاكمة لحركة المجتمع وتوجيهاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واحترامها في إطار تعاليم الدين الإسلامي والانطلاق لتحقيق أعلى درجات التطور المعرفي والنمو الاقتصادي للمجتمع السعودي، وتعزيز مفهوم الالتزام النابع من الانضباط الذاتي للسلوك والقناعة الذاتية وليس الإلزام النابع من تطبيق أقصى العقوبات. أعمال الكرسي انطلقت قبل عدة أشهر .. هل شعرتم بتغيير في سلوكيات المواطنين؟ وفقا للخطة الزمنية والبرامج المختلفة فقد انطلقنا من الجامعة ثم إدارة التربية والتعليم في الطائف والخطط القادمة ستشمل الكثير من الإدارات الحكومية المختلفة وفي كل تلك المواقع نعمل على أن يتعرف الناس على احترام النظام ليس فقط في المراجعات لانهاء معاملات تلك المواقع بل حتى في الشارع فالمواطن وسلوكياته جيدة ولكن هناك بعض السلوكيات نحاول تعديلها وتجنب ما هو غير مناسب منها. إذا حدثنا عن ما هو الهدف من هذا الكرسي ؟ الواقع أن هناك أهداف كثيرة، يأتي في مقدمتها تعزيز مفهوم الالتزام واحترام النظم الحاكمة لحركة المجتمع سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في ضوء التوجهات العامة للمملكة وبما يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، كذلك صياغة استراتيجية عامة لدعم العلاقات الترابطية بين النظم المطبقة في المجتمع السعودي وخطط التنمية المستدامة وهي: إجراء دراسات وبحوث لتقييم مواطن القوة في النظم الحاكمة لحركة المجتمع لدعمها، وتحديد مواطن الضعف لمعالجتها بما يدعم قناعة مختلف طوائف المجتمع بأهمية الالتزام بتلك النظم واحترامها. كيف تنظرون لما يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة؟ دائما ما يؤكد أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بأننا أحوج إلى تطبيق ونشر ثقافة احترام النظام لنصل إلى المجتمعات الراقية في العالم، لذلك نحن عازمون وسنسعى جاهدين من خلال ذلك الكرسي بأن نغرس هذه الثقافة في مجتمعنا خاصة ولله الحمد أننا نعيش في وطن مستقر في ظل عالم مضطرب من حولنا، وأن المجتمع السعودي الإسلامي النبيل تنبثق منه أرفع القيم الإسلامية وأطهر العادات كما أن احترام النظام أحد الأسس التي تقوم عليها الوطنية الصادقة، وأن من الحقائق الثابتة أن المجتمع لا ينعم بالأمن والاستقرار ولا يستطيع تحقيق أهدافه إلا إذا ساد فيه النظام واحترمه كل مواطن. لابد أن لكم أنشطة وفعاليات مستقبلية للكرسي .. حدثنا عنها؟ تتضمن أنشطة وفعاليات الكرسي محورين رئيسيين هما: المحور الأول: (الفعاليات التوعوية والبرامج التثقيفية المستقبلية للكرسي) حيث يعني القيام بالمؤتمرات والندوات العلمية، كما أن ورش العمل مرتبطة بتوجهات استراتيجية محققة لأهداف الكرسي وفيها توعية وتثقيف أفراد المجتمع في احترام النظام وعدم مخالفته، والمحافظة على البيئة وعدم رمي المخلفات، ندوة عن الشراكة المجتمعية لتحقيق النظام، عمل برامج تدريبية لرفع مقدرة الأفراد على فهم النظام وأهدافه، وتنمية التفاعل الإيجابي معه. محاضرات في توعية الشباب لعدم قطع الإشارات أو قيادة السيارات دون رخصة والتفحيط والتجمهر والسرعة الجنونية وإضرار هذه الظواهر السلبية على المجتمع، والالتزام بقواعد المرور، أما المحور الثاني فيعني بتوعية الأفراد في المحافظة على نظافة المدن من خلال التعاون مع وزارة البلديات في التنسيق لعمل حملات تثقيفية للمحافظة على البيئية. أما المحور الثالث فيعني القيام بأبحاث علمية كدعامة أساسية لتطور وتحضر المجتمع. إجراء مشاريع بحثية ترتبط بتحليل وتقييم النظم الحالية وتطويرها في ضوء المتغيرات المحلية والأقليمية والعالمية والدراسات المتعلقة بتوجيه وتدعيم السلوك الفردي والجماعي نحو تحقيق أهداف النظم المنظمة لحركة المجتمع، مثل نظام ساهر لمعرفة إيجابياته ومعالجة سلبياته والعمالة المخالفة لأنظمة الإقامة وكذلك أبحاث عن أسباب ومخالفة النظام وعدم التقيد به على مستوى المجتمع ككل. البعض يرى عدم جدوى مثل هذه الفعاليات والندوات التي تقومون بها .. ما قولكم؟ تفاعل المجتمع حضورهم مشاركاتهم الابتعاد عن بعض السلوكيات التي كانوا يمارسونها حتى إن كانت بسيطة في نظر البعض لكنها تعني وصول الفكرة لهولاء الاشخاص وتنفيذها من خلال تجنبها وتجاوزها وهذا في حد ذاته يعني تعديل السلوك. كيف نستطيع تفعيل قيمة احترام النظام؟ نحن نحاول تفعيل قيمة احترام النظام من خلال تغيير كل سلوك سلبي معطل لمسيرة التفكير الإيجابي الذي يرسخ قيم المجتمع السعودي النبيل .. نحن نعيش أزمة في تطبيقنا للنظام واحترامه، مع قناعة البعض أن هناك دوائر حكومية قد تنهي بعض المعاملات في نفس اليوم، إلا أن بعض المواطنين لديه إصرار أن يبحث عن الواسطة من أجل تسيير معاملاته دون أن يكلف نفسه الاصطفاف في الطوابير وينتظر دوره في إجراء معاملته.