تتواصل سيناريوهات الابتزاز بالأجهزة الذكية وأمس جرى استعراض قصص بعض ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي واليوم نستعرض ضحايا لصوص الهواتف النقالة، وفي مدينة جدة هناك بعض المواقع التي درج فيها لصوص الجوالات على بيع الأجهزة المسروقة التي في الغالب تتضمن صورا ومقاطع عائلية لنساء وفتيات، ولكن الوجه السيئ من قبل لصوص الهواتف الذكية يظهر جليا حينما يقوم الواحد منهم بابتزاز صاحبة الهاتف المسروق ومساومتها على دفع مبلغ من المال حتى لا ينشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي. حكايات وقصص كثيرة لنساء تعرضن إلى الابتزاز تحدث من خلف الكواليس لنواعم وقعت أجهزة الهواتف النقالة الخاصة بهن في قبضة لصوص مبتزين. ورغم جهود الجهات المختصة في جدة بملاحقة لصوص الهاتف الجوال في المواقع التي اعتادوا فيها على بيع الهواتف المسروقة الا أن جرائم الابتزاز بالصور المخزنة في الهواتف الذكية تشكل واحدة من الجرائم الإلكترونية التي تسود في الكثير من المجتمعات الشرقية. وأجمع عدد من أهالي جدة أن أفضل وسيلة لإسكات نهم لصوص الهاتف النقال المبتزين يتمثل في عدم تخزين أي صور في ذاكرة الأجهزة الذكية. وفي هذا السياق أوضح محمد الزهراني أن الجوالات أصبحت أجهزة إدمان لا يمكن الاستغناء عنها في ظل العولمة والتواصل الاجتماعي الكثيف بين الناس وأن أي جهاز جديد ينزل للسوق وبه مميزات جديدة يصبح غاية يجب الوصول لها، ولذلك تجدني أستبدل جهازي أولا بأول، حتى أتمكن من الحصول على أهم المميزات لأجل التواصل مع الجميع بتقنيات عالية وسرعات زائدة، ما أصاب ميزانيتي بالخلل ويسبب لي المشاكل العديدة مع زوجتي التي تصفني بالأناني وترغب في اقتناء جهاز مماثل. وما يزعجني هو فقدان جهاز الجوال لأكثر من مرة بسبب بعض الأشخاص الذين يترصدون تحركاتنا لأجل الحصول على جوالاتنا ومن ثم عرضها في سوق «الحرامية» الواقع في شارع فلسطين بمركز الجوالات الكبير. وأضاف: علمت ذلك من أحد الأصدقاء مصادفة عندما رويت له معاناتي منذ فقدان جوالي، فأخبرني بأن من سرقه بالتأكيد سيذهب به مساء إلى السوق الشهير بغرض بيعه والتكسب من ورائه، وإذا رغبت في استعادة جوالي فما علي سوى الذهاب إلى السوق وانتظار ساعة بيعه ومن ثم شراؤه من السارق. من ناحية أخرى تحدث ناصر فرج «بائع في محل جوالات» بأن الإقبال كبير على شراء إكسسوارات الجوالات والأجهزة الجديدة، ويأتي إلينا أشخاص أصبحنا نعرفهم، فيقومون بتغيير ملامح الجوال باكسسوارات مختلفة ومن ثم يقومون بعرضه للبيع أو يعرضونه للبيع علينا، وأغلب الأجهزة التي يحضرونها جديدة وموديلاتها فخمة وبها مميزات عديدة. وأضاف: في بعض الأحيان وعند تشغيلنا للجهاز نجد به أرقاما لأشخاص معينين، فنقوم بالاتصال عليهم أو البحث عن صاحب الجوال بمواصفاته وعلاماته أو لونه، ومن ثم نتحدث معه لنعيد له جهازه مقابل مبلغ مادي معين يتم الاتفاق عليه، فمثل هذه الحالة تتكرر كثيرا معنا ونرى أنه من المستحيل أن تنقطع أو تنتهي. واستطرد قائلا: في بعض الأحيان يأتي إلينا بعض الأهالي ويسألون بعفوية «هل رأيتم جوالي وهو بمواصفات كذا وشكل كذا»، ويتحدث بحسرة أن به صورا مهمة لعائلته أو معلومات مهمة محفوظة في الجوال. من جهته أشار محمد البقمي إلى أن على الناس الاحتفاظ بالخصوصيات في مكان آمن غير الجوال، لأن الجوالات تسهل سرقتها واختراقها وبالتالي قد يتطور الأمر إلى الابتزاز والمساومة على قيمة معينة من أجل استعادة الجوال، فمن الضروري الاحتفاظ بالخصوصيات في أماكن آمنة، وكثيرا ما تعرض بعض الأهالي لعمليات ابتزاز، وهناك من فضحت صور لنسائه وهناك من قام بنشر «دردشات» بهدف التنكيت والضحك ناسيا أنها أشياء خاصة. ويؤيد ناصر الموسى ما قاله البقمي، ويضيف عليه بأن الجوالات أصبحت أجهزة خطيرة لا يمكن الوثوق بها، لأنها وبضغطة زر يمكن نشر كل المعلومات الموجودة فيها، وهناك عمليات متزامنة تتم بين الجوالات وبين مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك أو تويتر وقد يقوم طفل باللعب بالجوال وبالتالي منح الجوال أمر نشر أو مزامنة فيقوم بعرض الصور التي في الجوال على مواقع التواصل، ومن هنا يجب على الأهالي عدم التصوير بالجوال أو وضع أشياء خاصة فيه حتى لا يتم عرضها أمام الناس جميعا ولو عن طريق الخطأ. وأضاف: الجهل بالتقنية يتسبب في كثير من الأحيان بمشاكل لا تعد ولا تحصى باستطاعتها قلب حياة الناس، والأجهزة الذكية الحالية بها من مميزات بعضها إيجابي والكثير منها سلبي إن لم يكن استخدامها بشكل سليم، فأصبح التواصل سهلا للغاية بين الآخرين، والبحث عن أصدقاء عبر الجوال من مكانك الذي تسكن فيه أو تتواجد فيه لم يعد بالموضوع الصعب المجهد. ناصر الغامدي يقول: تعرضت لعملية ابتزاز من أحد سارقي الجوالات عندما قام بسرقته، وحاولت الوصول لجوالي فكررت الاتصال به وبعد محاولات متعددة قام بالإجابة على محاولاتي، وأفاد بأني إن رغبت في استعادة جوالي بما يحتويه من صور وأشياء خاصة فما علي إلا دفع مبلغ 1000 ريال مقابل ذلك على أن أضعها في مكان محدد، ولم يكن لدي خيار غير دفع المبلغ لاستعادة جوالي، واستغرب عدم وجود أجهزة رقابية تعيق هذه العمليات التي تجري بشكل دائم وتتسبب في خسائر فادحة للأهالي ومشاكل لا تعد ولا تحصى. العنود مشاري تتحدث عن معاناتها بعد سرقة جوالها وتعرضها للابتزاز بسبب صورها المحفوظة فيه وقالت عن ذلك «اتصل بي صوت يتحدث اللغة العربية بلهجة مكسرة وطلب مني مبلغا من المال حتى لا يقوم بنشر صوري المحفوظة في ذاكرة الهاتف على مواقع التواصل الاجتماعي، حينها جن جنوني، خاصة أن المبتز حذرني من الاتصال بالجهات المختصة لأنه في هذه الحالة سوف ينشر صوري على اليوتيوب وفي المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى ولو تم القبض عليه، ولذلك قمت بالتكتم على ما حدث ودفعت له مبلغا ماديا تمكنت من خلاله من استعادة جوالي بكل ما فيه، وأضافت: لا أضمن أن يتم ذلك كما حدث معي مع كل الناس.