شهدت محافظة رجال ألمع أمس الأول هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزخات من البرد والرياح السريعة شملت قرى وادي فو، الجرف، سنومة، سمعي، وثفقي، سالت على إثرها بعض الأودية والشعاب، فيما أتلفت السيول عددا من المزارع والمحاصيل الزراعية في قرى وادي فو، وتسبب جريان السيول في عدم قدرة المواطنين من الخروج من منازلهم لوعورة الطرق المؤدية إليها لعدة ساعات، كما شهدت المحافظة انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي لم تتجاوز دقائق معدودة. ورغم ازدحام الشوارع المحورية داخل المحافظة بالمياه إلا أن حركة المرور لم تتأثر ولم يتم رصد أية حوادث مرورية تذكر على طول الطريق الدولي المؤدي إلى محافظة محايل عسير. إلى ذلك حذر الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، المواطنين من خطر التجمع داخل بطون الأودية وفي مجاري السيول، مشددا في الوقت ذاته على أخذ الحيطة والحذر، خصوصا أن المنطقة تشهد هذه الأيام هطول أمطار غزيرة ما يؤدي إلى حدوث احتجازات وانهيارات صخرية وحوادث مرورية، محذرا من المغامرة بالسير في الأودية ومجاري السيول أو البقاء داخل بطون الأودية، مشددا على خطورة السيول المنقولة التي تتدفق داخل بطون الأودية ما يتسبب في حوادث الاحتجاز أو الغرق، مطالبا إياهم بمتابعة أحوال الطقس وما يطرأ عليه من تغييرات مفاجئة. أمطار أبها وأدت الأمطار التي شهدتها أبها أمس والمراكز التابعة لها في نهران، طريق الملك عبدالله، طريق بني مالك، طريق الحجاز، طريق بللحمر وبللسمر، لاكتظاظ الحركة المرورية وتوقفها في طريق الحزام الدائري لطريق الطائف. كما أدت الأتربة والرمال وبقايا أعمال المشاريع والأحجار في تقاطع جسر الموظفين ونفق حي المنسك لإعاقة حركة السير، ما استنفر المرور والدفاع المدني والبلدية لفك الاختناقات المرورية، وشفط المياه وتنظيم حركة السير. وذكر الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي أنه لم تسجل أي حالات احتجازات للمركبات والأشخاص، لافتا إلى تجمعات المياه في بعض المواقع على طريق الحزام أمام الصالة الخضراء، نتيجة لأعمال مشروع الجسر هناك وإلزام مقاول المشروع بمتابعة المياه المؤدية إلى مشروع الجسر، مضيفا أن دوريات الدفاع المدني في أبها تقوم بتمشيط المناطق التي تشهد تكدسا في المياه وسط المدينة، فيما توقعت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة في تقريرها أمس استمرار بقاء السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات عسير واستمرارها خلال الأسبوع مع انخفاض في مستوى الرؤية وكثافة الضباب في بعض المناطق الجبلية. طريق ضمد القمري وجرفت السيول طريق ضمد القمري وسط انتقادات عدد من مواطني المحافظة والقرية للكيفية التي تم بها تنفيذ الطريق الذي جرفته السيول أكثر من مرة خاصة أنه يمر عبر مجرى وادي ضمد. وأشار كل من حسن الحازمي، خالد معافا، وإبراهيم موسى إلى أن أكبر خطأ وقعت فيه إدارة بلدية ضمد هو تنفيذ هذا المشروع بدون جسر في ظل وجود أودية مشهورة بسيولها الجارفة، مطالبين بمحاسبة المتسببين في تنفيذ مثل هذه المشاريع بطريقة غير مدروسة وهدر الملايين بلا طائل. وطالب المحتجزون على ضفتي الطريق بين القمري وضمد وسط السيول، بتنفيذ الطريق بطريقة آمنة، وتشييد جسر يربط بين ضمد والقمري لوضع حد للاحتجازات التي تتكرر في مواسم هطول الأمطار على المنطقة والتي ينتج عنها جريان السيول بالوادي. إلى ذلك أوضح رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي أن حدوث أضرار بطريق القمري ضمد كان بسبب السيول المنقولة، وقيام المزارعين بعمل عقوم ترابية غيرت مجرى السيول عن مسارها الطبيعي إلى مواقع أخرى أدت إلى جرف أجزاء من الطريق، مؤكدا أن البلدية تقوم بصيانة الأجزاء التالفة من الطريق على أن يتم إزالة العقوم الترابية التي غيرت مسار السيل. وبعرض رد رئيس بلدية ضمد على المواطنين أكدوا أنه لا توجد عقوم ترابية ساهمت في تغيير مسار السيل عن مجراه الطبيعي وإنما تكمن المشكلة في طريقة تنفيذ الطريق في مجرى واد معروف بهيجانه وقوة اندفاعه وارتفاع منسوب المياه مالا يتحمله الطريق المنفذ على مستوى سطح الوادي، مؤكدين أن الحل يكمن في تشييد جسر يربط بين القمري وضمد. وعلى صعيد متصل نجمت عن الأمطار والسيول الغزيرة التي شهدتها المملكة في عموم المناطق والمحافظات خسائر مادية وانهيارات طرق وشوارع داخلية وقصور في الخدمات الخاصة بالبنى التحتية. وكشف ل «عكاظ» مصدر مطلع عن تحرك وزارة الشؤون البلدية والقروية لإلزام الأمانات بإعداد خريطة رقمية تحتوي على تنفيذ جميع خدمات البنى الأساسية التحتية في المناطق من كهرباء، ماء، اتصالات وسفلتة، بحيث توقع مشاريع السفلتة مع مشاريع الخدمات في آن معا، تلافيا لأي تعارض في عمل مختلف الجهات المعنية خاصة وزارة المياه والكهرباء. ويأتي تنفيذ البلديات للخارطة الرقمية في ظل حفريات الخدمات في الشوارع، حيث سجلت حائل انهيارات مشاريع الصرف الصحي في عدد من الأحياء وتأخر تنفيذها والعشوائية في عمل الحفريات فيها دون التنسيق بين الجهات الحكومية ما سبب ازدحاما كبيرا في شوارع المدن وتهديدا لحياة المارة.