لا يكاد يذكر اسم نادي الاتفاق إلا ويذكر اسم عبدالعزيز الدوسري الذي يعتبر أحد أقدم رؤساء الأندية السعودية، حيث أمضى الدوسري سنوات طويلة في سدة رئاسة فارس الدهناء، على الرغم من كثرة المعارضين له إلا أنه ظل متشبثا بكرسي رئاسة النادي مطالبا كل الأصوات التي تنادي برحيله إلى التقدم لرئاسة النادي، إلا أن تلك الأصوات الرافضة لاستمراره في رئاسة نادي الاتفاق سرعان ما تتوارى عن الأنظار ليبقى الدوسري هو الرقم الثابت في نادي الاتفاق طوال السنوات الماضية. وما بين استمرار الدوسري ورحيله تظل الأسئلة حائرة حول الفائدة التي حققها نادي الاتفاق طوال سنوات تولي عبدالعزيز الدوسري رئاسة هذا النادي فهناك أصوات تؤكد أن الدوسري تمكن من قيادة الاتفاق إلى تحقيق البطولات رغم عدم وجود موارد مالية للنادي، بالإضافة إلى أنها ترى أن الدوسري تمكن من تسويق عقود لاعبي الاتفاق بطريقة احترافية حققت الفائدة المالية المرجوة لنادي الاتفاق، في حين ترى الأصوات المعارضة أن الدوسري استبد بالقرار الاتفاقي، ولم يجعل هناك أي دور لمن يعملون معه، أو حتى الراغبين في دعم إدارته. «عكاظ» طرحت هذه القضية أمام عدد من أهل الاختصاص لمعرفة آرائهم حوال أبرز إيجابيات وسلبيات رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري فخرجت بهذه المحصلة: ما في البلد غير ها الولد في البداية، أكد الكاتب الرياضي محمد الشيخ أن رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري مثله مثل أي رئيس ناد له العديد من الإيجابيات والسلبيات، فعلى سبيل المثال لا الحصر يعاب على طريقة إدارة عبدالعزيز الدوسري لنادي الاتفاق أن هناك غيابا واضحا في مسألة مد جسور التواصل مع أعضاء شرف نادي الاتفاق، مما سبب استفراده بالقرار الاتفاقي دون الرجوع إلى أعضاء شرف النادي، بالإضافة إلى أن الدوسري لم يستجلب الكوادر الإدارية والفنية التي من الممكن أن تطور العمل الإداري داخل النادي، حيث مازالت الكثير من الأسماء التي عملت في النادي منذ سنوات هي من يسير العمل داخل هذا النادي ما أفقد النادي سياسة تجديد الدماء والبحث عن الكفاءات القادرة على إحداث التغيير في النادي، وتابع: يعاب على عبدالعزيز الدوسري إدارته لنادي الاتفاق بفكر الرجل الأوحد، ويعود ذلك الأمر بسبب عدم وجود الكوادر الإدارية القادرة على إسداء الرأي السديد لرئيس النادي أو حتى في تولي مهمات العمل في النادي، بالإضافة إلى أن الدوسري يطبق سياسة «مد رجلك على قد لحافك» فهو لا يملك الضخ المالي الكبير مثل رؤساء عدد من الأندية الكبيرة، ولم يكلف نفسه بالبحث عن مصادر دخل جديدة لنادي الاتفاق، حتى عقود الرعاية لم يتمكن الدوسري من استجلاب شركات راعية لنادي الاتفاق طوال السنوات الماضية، وأضاف: رغم كل ما ذكرته من سلبيات عبدالعزيز الدوسري إلا أنه وللإنصاف أثبت هذا الرجل أن المثل القائل «ما في البلد إلا ها الولد» ينطبق عليه بشكل كبير، حيث أكدت لنا السنوات الماضية أنه كلما ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة تغيير الرئيس لم نجد الشخص القادر على تولي رئاسة نادي الاتفاق سواء من خلال الجمعية العمومية أو من خلال تشكيل جبهة معارضة تتولى إدارة النادي، وللأمانة أنا كنت من أوائل المطالبين برحيل عبدالعزيز الدوسري، وذلك قبل 5 سنوات من الآن، ولكن أعتقد أنه من الصعب الآن رحيله لأن ذلك سيسبب فراغا كبيرا في رئاسة نادي الاتفاق، وأضاف: نجد خلال الفترة الأخيرة رغبة صادقة من عبدالعزيز الدوسري في تصحيح الكثير من الأخطاء التي وقع بها، وشاهدنا وجود تقارب بينه وبين أعضاء شرف النادي، وفي مقدمتهم عبدالرحمن بن علي وعبدالرحمن الراشد وخالد الدبل، وذلك من أجل تجسير الهوة بين إدارة النادي وأعضاء الشرف، من أجل مصلحة نادي الاتفاق وهذا ما كان ينبغي أن يتم منذ سنوات ولكن جميل أنه حضر حتى ولو كان انتظارا طويلا. التجديد مطلوب من جانبه، أكد الكاتب الرياضي خالد قاضي أن هناك الكثير من رؤساء الأندية أمضوا سنوات طويلة في سدة رئاسة الأندية، وقدموا خلال تلك السنوات عصارة خبرتهم، ولم يعد يملكون أي فكر جديد يسهم في تطور ورقي أنديتهم، لذلك بشكل عام أعتقد أن مسألة تجديد دماء رؤساء الأندية يساعد على استقطاب جيل جديد يحمل فكرا جديدا يساعد على قيادة هذه الأندية نحو الخصخصة والاستثمار، وأضاف: عبدالعزيز الدوسري قدم عملا كبيرا خلال السنوات الطويلة التي قضاها في رئاسة نادي الاتفاق ولكن أعتقد أن الوقت قد حان لتسلم الجيل الجديد دفة النادي من أجل بناء مستقبل الاتفاق، وتابع: أحيانا بعض تلك الأندية تعجز عن إيجاد رئيس بديل للرؤساء السابقين، فهل بمقدور الاتفاقيين إيجاد رئيس مقتدر مالياً يقود دفة النادي في المرحلة المقبلة، وهذا السؤال لن يتمكن من الإجابة عليه إلا الاتفاقيون أنفسهم. جعل الاتفاق مكانك سر ويرى الناقد الرياضي عثمان أبوبكر مالي أن فريق الاتفاق منذ 10 سنوات وهو يقوم بعملية تغيير على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب والمدربين، ولكن مازال الاتفاق هو الاتفاق لم يتغير ولم يتقدم خطوات إلى الأمام، وأضاف: أعتقد أن الوقت قد حان للبحث عن أسماء شابة تتولى قيادة نادي الاتفاق نحو تحقيق البطولات والألقاب خاصة أن النادي يحظى بجماهيرية كبيرة، تستحق أن تسعد بتحقيق البطولات، وتابع: عبدالعزيز الدوسري لم يغير فكره على الرغم من السنوات الطويلة التي قضاها في رئاسة نادي الاتفاق، فظل النادي أسير لهذا الفكر طوال السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال شاهدنا كيف أن الدوسري ظل متمسكا بسقف عقود اللاعبين، بل إنه في حال بروز أي لاعب في الاتفاق شاهدنا كيف أنه يبادر من أجل تسويق عقده على الأندية الأخرى، لذلك استمر مسلسل التفريط بالنجوم بحثاً عن المال، فبكل أمانة الاتفاق الآن يدار بفكر تقليدي وروتيني هو من جعل نادي الاتفاق مكانك سر، دون وجود أي بوادر تلوح في الأفق تبشر بمستقبل مشرق لهذا النادي العريق.