نشأ اللواء صالح عبدالله الدهام مدير العلاقات العامة بوكالة الحرس الوطني بالمنطقة الغربية في مدينة جبة التي تقع شمال غرب حائل والتي تبعد مائة كيلو في وسط النفوذ الكبرى كما تعلم على يد علماء الدين بمدينة «جبة» حتى بلغ عمره 18 عاما سافر بعدها إلى الرياض على الجمال حيث لا يوجد في ذلك الوقت مواصلات إلا الجمال، ثم التحق بالعمل بالسكة الحديد كضابط أمن خدم بها ثلاث سنوات بعدها عشق الحرس الوطني بعد تشكيله في عام 1374ه. للواء صالح الدهام أبناء وهم العقيد عبدالله من منسوبي الحرس الملكي ومحمد رجل الأعمال وفارس من منسوبي الحرس الوطني، ودهام مبتعث في الولاياتالمتحدةالأمريكية. تحدثنا مع أكبر أبنائه العقيد عبدالله بالحرس الملكي وتحدث في البداية عن اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» فقال: كان اتصاله «حفظه الله» بلسماً لنا جميعا وخفف من أحزاننا وشد من أزرنا فقد قال لنا أنا والدكم أصبروا يا أبنائي على قضاء الله وقدره هذه الكلمات الطيبة من الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» .. ويضيف العقيد عبدالله أن ولاة الأمر رعاهم الله عرفوا بالمواساة والمواقف الحميدة والمشاركات الإنسانية وقيامهم بمواساة أفراد المجتمع فيما يحل بهم من مصائب. وكذلك اتصال من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ومن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء قد خفف ولله الحمد علينا حزننا المرير وهم يشاركوننا أحزاننا بفقد والدنا وهذا ليس مستغربا من ولاة الأمر «حفظهم الله» وأدام عليهم الصحة والعافية، لقد كانت روابط قيادتنا الرشيدة بأفراد المجتمع متينة بما من الله عليهم من حسن الأخلاق فقد كانوا مثال الخلق الكريم والطبع السمح والتواضع الجم وبهذه المزايا الرفيعة والسجايا المتميزة يشاركون أبناء شعبهم أحزانهم وأفراحهم فاللهم احفظ قيادتنا الرشيدة وارعاهم برعايتك. التحاقه بالحرس والدي اللواء صالح «يرحمه الله» التحق بالحرس الوطني ملازما أول بالفرقة الأولى عام 1384ه وفي عام 1391ه انتقل إلى الفرقة الأولى (21) بأم السلم بجدة بعد ذلك انتقل إلى وكالة المنطقة الغربية واستمر في العمل بكل إخلاص وتفان في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه تلقى خلالها عددا من الأوسمة والأنواط الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله». مرافقة خادم الحرمين الشريفين ويضيف العقيد عبدالله أحد منسوبي الحرس الملكي الوالد «يرحمه الله» وجد التقدير من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو لي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وقد كلفه خادم الحرمين الشريفين بالعديد من المهمات في الداخل والخارج وكان يؤدي عمله بإخلاص وتفان، كما انه يكلف من ولاة الأمر بمهام إنسانية نبيلة تساهم في عتق الرقاب والإصلاح بين الناس وإصلاح ذات البين بين كافة شرائح المجتمع، إضافة إلى مهمات حكومية أخرى فقد كان محط ثقة ولاة الأمر. الحرس الوطني يضيف العقيد الدهام أن والده عمل مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وكيلا للحرس الوطني بالقطاع الغربي حيث عمل مديرا عاما للعلاقات العامة كما واكب التطور في إحداث الإدارة الجديدة في الوكالة والتطوير في أساليب ونماذج العمل الإداري حتى تحقق الارتقاء بالأداء. وعن تأثيره على أبنائه في مراحلهم المختلفة قال أبناؤه عبدالله ومحمد وفارس ودهام أنه طيلة سنوات عمله بالحرس الوطني من رتبة ملازم حتى وصل إلى رتبة لواء لم نشعر بأنه كان بعيداً عنا في أي فترة من حياته، فقد كان يتابع دراساتنا ويزور مدارسنا ويحضر مجالس الآباء ويلتقي بالمعلمين ويسأل عن دراستنا ويحثنا على التفوق وحسن الخلق مع الجميع «رحمه الله» الوالد كان أباً حنونا عطوفا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان سامية وصادقة، كان يحب الخير للجميع يسأل عن الكبير والصغير ويساعد كل من يحتاج إليه أو يطلب مساعدته وكان «رحمه الله» محبوبا بين كافة شرائح المجتمع، فقد كان قويا حتى في مرضه ولا نملك إلا أن نقول بأن رحمة الله واسعة فيمن يصطفيهم من عباده الصالحين. وعبر الفريق عبيد بن غثيث العنزي واللواء سليمان الشهيب واللواء جرمان الشهري والعميد خالد محيسن العاكور والعميد فضل الشهري والعميد خالد الجيفان والعميد نافل الشلوي والعميد علي العمري والعميد مهندس خالد باكلكا عن حزنهم لفقيد الوطن والذي عرف يرحمه الله بحبه وحرصه على الإخلاص للدين ثم المليك والوطن وإسهاماته في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية والإنسانية وأنه كان مثالاً للخلق الحميد وتفانيه وتوسطه في عمل الخير رحم الله زميلنا وصديقنا اللواء صالح الدهام رحمة واسعة. وتحدث عن الفقيد المهندس عبدالله بن عيادة آل عبيكة مدير عام التخطيط الإقليمي والمحلي بأمانة منطقة حائل وأحد أقاربه عن بعض مواقف الفقيد «يرحمه الله» الإنسانية التي كان يرافقه فيها وفي خدمة الناس فقد كان سبباً في اعتاق أحد المواطنين من القصاص وكان يصرف الكثير من وقته في إصلاح ذات البين وحل مشاكل الناس وقضاء حاجاتهم وكان يكلفني «يرحمه الله» بالبحث المستمر عن المحتاجين والأيتام والأرامل ويقدم لهم المساعدة وله أعمال في الخير والبر وبناء وترميم المساجد ومعالجة المرضى ويحرص على عدم البوح بهذه الأعمال الخيرة حتى على أقرب الناس له طلباً للأجر والمثوبة. وبحزن شديد تحدث إبراهيم علي الطيار خال أبناء الفقيد قائلا: فقدت رحيماً مخلصاً وفياً ندعو الله له بالرحمة والمغفرة (إنا لله وإنا إليه راجعون). ومن مآثر الفقيد تحدث مذود بن عيادة بن عبيكة الشمري شيخ آل علي من قبيلة الرمال قائلا: ان الفقيد اللواء صالح الدهام كان يحب عمل الخير وانه تدخل في اعتاق رقبة شخص عندما نزل به حكم القصاص نتيجة مشكلة مع أحد الأشخاص، فتوجه والد القاتل إلينا لطلب التوسط لدى اللواء الدهام فاتصلنا به وأخبرناه بالموضوع وطلبهم التدخل في اعتاق الرقبة، وعلى الفور طلب مني ملخصا عن القضية وتم عمل ملف كامل بالقضية وأرسلته له فتوسط عند ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبالتالي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين إلى مقام إمارة منطقة حائل بالقيام والتوسط عند أهل المقتول لاعتاق الرقبة لوجه الله تعالى وهو ما تم بالفعل فقد عفا أهل المقتول عنه على يد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل، وفي هذه القضية فقد قام الفقيد بدور كبير في المساعدة في إعتاق رقبة، وهذه بعض من مآثره «يرحمه الله».