يضع أهالي بعض القرى في منطقة جازان أياديهم على صدورهم كلما برق البرق، وارتعد الرعد، لخشيتهم من اجتياح سيول الأمطار التي يصعب كبح جماح مياهها الهائجة لقراهم، ودائما ما تحل ضيفا ثقيلا داخل المساكن وخارجها، ويستمر ركودها لفترات طويلة، مما يتسبب في انتشار الذباب والبعوض الضار. فاجتياح السيول لقرية الجهو، القائم، الحمى ومحبوبة عصر أمس، أعاد إلى الأذهان غرق قرية الجهو عام 1421ه في فيضان لم يسبق له مثيل، ولحقتها قرية الحرجة، حيث قاوم السكان الموج وقسوة الطبيعة، ونجوا بأنفسهم من هجمة السيل والمطر آنذاك، إلا أن ممتلكات كثيرة وأنفسا عزيزة ضاعت في الكارثة، ومنذ ذلك اليوم يطالب الأهالي بمشروع أو سد يدافع عن القرية والقرى التي تضررت، بدلا من العقوم الترابية التي لا تقوى على تحمل السيول والأمطار. مرور 12 عاما وبعد مرور أكثر من 12 عاما، داهمت السيول القرى عصر أمس، دون سابق إنذار ودخلت المساكن والبيوت ودمرت كل شيء أمامها، وعلى الفور وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بمتابعة أوضاع السكان المتضررين وإخلائهم من مساكنهم إلى مساكن آمنة، وبمتابعة من المدير العام للدفاع المدني الفريق أول سعد بن عبدالله التويجري وبقيادة نائب مدير الدفاع المدني اللواء هاشم داوود صيقل تم إجلاء الأسر المنكوبة وإسكانها في شقق مجهزة ومفروشة في صبيا والظبية. حلول وتوصيات وتساءل أبناء قرية الجهو والقرى المتضررة، عن القرار والحلول والتوصيات التي خرجت بها اللجنة المكونة من إمارة منطقة جازان، وزارة المواصلات، وزارة الزراعة والمياه، وزارة الشؤون البلدية والقروية، والمديرية العامة للدفاع المدني، عقب سيول عام 1421ه، ومنها إيجاد مخططات سكنية قريبة من القرى المتضررة في موقع لا يتأثر بمياه السيول مع تزويدها بالخدمات. تنفيذ القرار وقال المواطن أحمد سرحان (أحد المتضررين) من السيول الماضية والحالية، لا زلنا ننتظر تنفيذ القرار بعد مرور أكثر من 12 عاما على الكارثة الأولى، وإلى الآن لم نر ضوءا في نهاية النفق، ويضيف: «نتمنى تأمين سلامة سكان القرى المهددة بالسيول ونقلها إلى مكان آمن وبأسرع وقت ممكن». وذكر علي صروي من قرية الجهو، بأن تجمعات مياه الأمطار حول منازل القرويين أصبحت تشكل خطرا على الصحة وتحتاج إلى ردم ورش بالمبيدات قبل أن تسكنها الحشرات الضارة والناقلة للأمراض الخطيرة، فضلا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل المتواضعة والتي لم تستطع مقاومة هذه المياه التي تدفقت بصورة مرعبة عليها ونطالب بحلول عاجلة لوضعنا المأساوي. أما يحيى جبار فيقول وضع القرى سيئ للغاية بعد غمر السيول للمنازل، ونطالب بنقل مساكن القرية إلى مكان آمن قبل أن تحدث كارثة أخرى تأتي على الأخضر واليابس. استنفار ومتابعة وكانت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة جازان استنفرت مساء أمس طاقتها بقيادة نائب مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان اللواء هاشم داوود صيقل، للتصدي للأمطار والسيول التي هطلت على المنطقة، فيما تابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، ومدير عام الدفاع المدني الفريق أول سعد التويجري عمليات إيواء ما يقارب 39 أسرة تضرروا جراء دخول مياه الأمطار إلى منازلهم. وأكد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة ملازم أول مصلح الغامدي، استنفار كافة الإدارات ومراكز الدفاع المدني وتواجد طائرة الأمن بمطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإقليمي في جازان استعدادا لأي حالة طارئة، فيما قامت بلدية ضمد بشفط بعض المياه من المنازل والشوارع وما زالت بحاجة إلى عملية شفط وإزاحة وردم ورش كل المواقع. وقال: هطلت أمطار ما بين متوسطة وخفيفة على كافة محافظات منطقة جازان أمس الأول، جرت على إثرها عدد من السيول، مبينا احتجاز بعض المركبات وتم التعامل معها وإخراجها دون حدوث أي إصابات. إيواء 39 أسرة وبين الملازم الغامدي أن منسوب مياه السيول زاد عن الطبيعي في قرى الجهو، القائم، الحمى، والشقيري ما أدى إلى دخول المياه إلى المنازل وتم إيواء ما يقارب عدد (39) أسرة بالتنسيق مع وزارة المالية لإسكانهم في شقق مفروشة وتقديم الإعاشة لهم وما زالت الفرق متواجدة في الموقع لمعاينة الأضرار، وهناك لجان سيتم تشكيلها لحصر الأضرار التي لحقت بالمنازل جراء السيول والأمطار في تلك القرى مشكلة من إمارة المنطقة والدفاع المدني والمالية، وأهاب بالمواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر وعدم دخول الأودية والاقتراب منها خاصة وقت هطول الأمطار وجريان السيول، والتقيد بتعليمات الدفاع المدني وإرشاداته.