أوصى الملتقى والمعرض الوطني الثاني للأسر المنتجة بإعادة النظر في الشروط التي تضعها الصناديق المانحة لدعم وتمويل المشاريع متناهية الصغر، ودعا وزارة الشؤون البلدية والقروية، والأمانات، a إلى فك القيود التي تعيق هذه الأسر في ممارسة عملها ونشاطها من منازلها، وتقف حائلا أمام تسويق منتجاتهم. وشدد الملتقى في ختام جلساته أمس على إيجاد حلول عملية للمشاكل الكثيرة التي تواجه آلاف الأسر المنتجة، وفي مقدمتها مشاكل النقل والمواصلات، وتوفير أماكن لعرض وتسويق منتجاتهم. وطالب المشاركون في الملتقى بتكوين الكيان الرسمي والمظلة الشرعية لرعاية الأسر المنتجة، كما شددوا على تحمل شركات القطاع الخاص والعام مسؤوليتها كاملة لدعم هذه الفئة في المجتمع، ودفعها للمشاركة بفاعلية في نسيج الاقتصاد الوطني، وطالب المشاركون بعدم الخلط بين الأسر المنتجة والقائمين على الصناعات الحرفية واليدوية، وكذلك التفريق بين مفهوم الأسر الفقيرة والمحتاجة التي تحتاج إلى مساعدة الضمان الاجتماعي، والأسر المنتجة التي تضطلع بدور حيوي في المجتمع، وتطالب الدعم والمساندة لنجاح عملها. واعتبر المهندس وليد باحمدان أمين عام جمعية البر في جدة خلال ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الرابعة للملتقى التي دارت حول دعم الجهات التمويلية في تنمية سلع وخدمات الأسر المنتجة أن أزمة النقل والمواصلات تمثل أكبر المعوقات التي تواجه الأسر المنتجة. ودعا المهندس محمود التركستاني نائب الرئيس، ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية في البنك الأهلي التجاري، وزارة الشؤون البلدية والقروية تفعيل قرارها بالتصريح للأسر المنتجة بالعمل من منازلها، وقال «من خلال خبرتي مع هذه الفئة وجدت أن كثيرا من القرارات التي تصدر للتسهيل على الأسر المنتجة تحمل في باطنها الكثير من المعوقات والإحباطات». وطالب فيصل بن عبد الله باطويل مدير إدارة برامج المسؤولية الاجتماعية في غرفة جدة الصناديق المانحة بإعادة النظر في الشروط التي تضعها لتقديم القروض، وأكد أن الأسر المنتجة لم تستفد على مدار عام ونصف العام من أي صندوق لأن الشروط كلها موجهة إلى فئة معينة، وبها شروط تعجيزية يصعب أن تكون موجودة لدى هذه الأسر . وطالب الدكتور خالد بن محمد الزامل مدير حاضنة الأعمال في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في بداية ورقة العمل التي قدمها بوجود برنامج قياس دقيق للأسر المنتجة يساعدها على تحديد المجالات التي يمكن أن تبدع فيها، واستعرض قصة الطفلة نورة ابنة السنوات الأربع التي وقفت تراقب إخوانها وهم يلهون ببالونات الصابون، ورفضت أن تلقي مياه الصابون وقامت بصب الألوان عليها، وباعتها بعد ذلك بخمسة ريالات لتصبح أصغر رائدة أعمال، مشيرا إلى أن قصة نورة موجودة في كل منزل، وتحتاج من يكتشفها. وأشار الزامل إلى أن هناك 29 جهة تدعي تمويل ودعم الأسر المنتجة، في حين أن الكثير من المنتمين إلى هذه الفئة يؤكدون أنه لا يصلهم شيء على أرض الواقع، ما يعني أن هناك خللا في مسألة الدعم والرعاية.