أصبحت حبونا في الآونة الأخيرة سوقا رائجة للعمالة الوافدة، خاصة السائبة، التي سيطرت على نشاط النقل المدرسي من الطلبة والطالبات، وحتى المعلمات. فمع إشراقة كل صباح تبدأ العمالة في ممارسة نشاطها اليومي بالتجوال على المنازل وبين الأحياء بسياراتها المتواضعة والمتهالكة، إذ لا تكاد تزيد تكلفتها عن ال2000 ريال، بعد أن كان هذا النشاط مقتصرا على الوافدين المحارم (الذين حضروا كمحارم لزوجاتهم المعلمات). ويحمل الأمر خطرا كبيرا، حيث ظهرت عمالة وافدة في مهن مختلفة، وتحت ظل كفلاء لا علم للأهالي بهم، يرتبون حياتهم بناء على مواعيد العام الدراسي، يأتون في بداية العام الدراسي ويحصلون على إجازات سنوية مع بداية إجازة الصيف، مستغلين بذلك حاجة المواطن الذي يشاطرهم مخالفة التعليمات والقوانين والأنظمة الصادرة من إمارة المنطقة بمنع مزاولة الوافدين لمثل هذه الأنشطة. وأوضح ل(عكاظ) المواطن محمد مهدي الذي يعمل في نقل الطلاب والطالبات أن الوافدين من جنسيات مختلفة يزاحمون ابن البلد في هذه المهنة، بل ويحاربونهم عن طريق تقديم الخدمة بأسعار زهيدة، ما يجبر المواطنين على تفضيلهم دونما تفكير في العواقب والمخاطر التي تعتري أبناءهم وبناتهم من جراء ذلك، ولم يكتفوا بذلك -والحديث لمهدي- بل إنهم نالوا نصيبهم من كعكة المعلمات، خاصة المغتربات من مناطق أخرى اللاتي يفتقدن وسائل للنقل. وأشار عبدالله علي إلى أن ممارسة هذه العمالة لنقل الطلبة والطالبات والمعلمات يشكل خطورة بالغة، خاصة أن بعض الطرق صحراوية ومقطوعة من الناس والخدمات، ما يعرض المعلمات والطالبات لابتزاز بعض ضعاف النفوس من هذه العمالة. ويؤكد وليد صالح أن أوامر صدرت قبل عامين من إمارة المنطقة تمنع الوافدين من مزاولة النقل المدرسي، ويضيف صالح محمد أن هناك من المواطنين وأهالي المحافظة من هم أحق وأولى بمزاولة هذه المهنة، لتوفير مصدر رزق لأبنائهم وعائلاتهم، خاصة أن ذلك سيوفر نسبة كبيرة من الاطمئنان للمواطن على بناته وعائلته، لأنه سيكون معروفا لدى أولياء الأمور. أسعار زهيدة يشكو المواطنون العاملون في هذه المهنة من مزاحمة العمالة الوافدة السائبة لهم، ومحاولة السيطرة على سوق النقل المدرسي عن طريق تقديم الخدمة بأسعار زهيدة لا تتلاءم وطبيعة العمل، ما يجبر أولياء الأمور إلى تفضيلهم عن السائق المواطن.