كشف مدير شعبة إصلاحية مكةالمكرمة المقدم صالح بن علي القحطاني عن أن السجناء الذين استفادوا من عفو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإلحاقي الذي صدر مؤخرا، هم 59 سجينا من السعوديين و741 سجينا من الأجانب، مشيرا إلى أن اللجنة المشكلة لهذا العفو ما زالت مستمرة في دراسة معاملات السجناء، موضحا أن سجناء الحقوق يعاملون معاملة خاصة ووفق الأنظمة والتعليمات . وأكد في لقاء أجرته معه «عكاظ» أن امتناع السجناء عن الطعام يعد مخالفة للأنظمة والتعليمات، لذا تتم معاملة كل ممتنع عن الطعام وفق التعليمات المبلغة لنا، فنسأله عن سبب امتناعه، ونسدي له النصح والإرشاد ويتم إبلاغ الجهات المعنية بذلك وفي كل وجبة يتم تقديمها له يتم نصحه وإرشاده. وأضاف: ولكن في بعض الأوقات يمتنع النزلاء عن الطعام ويطالبون بتحقيق مطالب ليست من ضمن اختصاصنا، كما حدث مؤخرا، من امتناع نزلاء جناح الحقوق عن الطعام حيث كانوا يطالبون بمطالب ويرغبون أن نقوم بتنفيذها وهي ليست من اختصاصنا، ففي هذه الحالة ليس أمامنا إلا إفهامهم أننا نسير وفق الأنظمة والتعليمات وأنه سيتم الرفع بأي مطالب خارجة عن اختصاصنا للجهات المعنية للتوجيه حيالها، كوننا جهة تنفيذية. وأضاف أن هيئة حقوق الإنسان زارت وقتها نزلاء الحقوق واستمعت إلى مطالبهم ووعدتهم برفعها إلى جهة الاختصاص، كما زارهم أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذين أفهموا النزلاء أن مطالبهم خارجة عن اختصاص السجن، وبينوا لهم حرمة الامتناع عن الطعام شرعا وأن مطالبهم سيتم الرفع بها إلى الجهات المختصة وعرضها عليهم لدراسة مطالبهم كما .صرحت بذلك الجمعية في الصحف المحلية. برامج تدريبية وأوضح المقدم القحطاني أن شعبة إصلاحية مكةالمكرمة تعمل بتوجيه من مدير عام السجون اللواء علي بن حسين الحارثي، ومتابعة مستمرة من مدير إدارة سجون مكةالمكرمة اللواء طارق بن معتوق كردي، بتنظيم عدد من البرامج التدريبية سواء للعاملين لدينا من ضابط وأفراد وموظفين وكذلك للسجناء عن طريق عدد من الجهات، وذلك حرصا على التطوير واستغلال الأوقات والإبداع في العمل، حيث تنفذ شعبة الإصلاحية عددا من البرامج عن طريق المعهد المهني الصناعي، مشيرا إلى أنه تم قبول 45 سجينا في برامج صيانة السيارات وفي برنامج الحسب الآلي حيث تم تخريج 18 سجينا في الفصل التدريبي الأول من هذا العام، كما تم تخريج 12 سجينا في الفصل التدريبي الثاني و23 سجينا في الفصل التدريبي الثالث من هذا العام، وما زال المعهد يقدم البرامج للسجناء عن طريق 18 مدربا متخصصين في هذه البرامج. وذكر أن هذه البرامج تهدف إلى استغلال وقت النزيل داخل السجن بما يعود عليه بالنفع عند خروجه منه، حتى يجد الوظيفة المناسبة له، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق قبل خروج السجين عن طريق اللجنة الوطنية لرعاية السجناء (تراحم) لإيجاد وظائف له، فيما يتم داخل السجن تشغيل عدد من السجناء في بعض البرامج، حيث شغلنا 18 سجينا في المغسلة و4 سجناء في صوالين الحلاقة. وعن الأنشطة الثقافية أوضح أنه تم تقديم عدد من المحاضرات الثقافية التي تخللها عدد من المسابقات الثقافية وقد استفاد منها عدد كبير من السجناء، مشيرا إلى أن الشعبة تقدم أيضا عددا من الأنشطة الرياضية التي تجد إقبالا كبيرا من السجناء مثل كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد وتنس طاولة والبلياردو وتمارين اللياقة وعدد من الأنشطة الأخرى، وقد استفاد منها أكثر من 1300 سجين. البرامج الدينية وفي ما يتعلق بالبرامج الدينية قال المقدم القحطاني إن الشعبة قدمت 70 كلمة وعظية خلال هذه الفترة لجميع عنابر السجناء، حيث يتم التركيز فيها على الكلمات المتعلقة بالسيرة النبوية والوقت وكيفية استغلاله، وعن التربية وذكر الله وعن التوبة وكيد الشيطان والعبادة وكذلك عن تفسير بعض سور القرآن الكريم، وعن الرجوع الى الله والبر وسجن يوسف وعن تزكية النفس وحياة المسلم والصبر والإيمان والأعمال الصالحة، وعن معرفة الله وبر الوالدين وأكل الحرام وعن المخدرات وأضرارها وعن رفقاء السوء، وغيرها من الكلمات الوعظية التي تهم السجناء. وأشار إلى أنه تم التنسيق في ذلك مع عدد من الدعاة عن طريق مكاتب الدعوة والإرشاد والمندوبيات الدعوية وجامعة أم القرى ووزارة الشؤون الإسلامية وعن طريق الوعاظ المعينين في السجون. وأضاف: أنه ولوجود عدد من السجناء من مختلف الجنسيات فقد تم التنسيق مع مندوبية الدعوة لدينا للتنسيق مع مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مكةالمكرمة، لبعث عدد من الدعاة حيث تم تقديم عدد من الكلمات التوعوية للجاليات الهندية والباكستانية والإثيوبية وغيرها، مشيرا إلى أن هناك برنامجا ترفيهيا ثقافيا للسجناء يتم عن طريق الندوة العالمية للشباب الإسلامي. برامج استشارية وتابع قائلا إن الشعبة ما زالت تقدم برنامجا استشاريا تنفذه جامعة أم القرى ممثلة في كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالتعاون مع شعبة الإصلاحية وهو عبارة عن برامج استشارية يقدمها مستشارون نفسيون واجتماعيون وشرعيون وتربوي من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، حيث يقابلون السجناء ويجلسون معهم ويحاورونهم ويقدمون النصائح لهم ويدرسون ما يعانيه السجناء سواء من أمور نفسية أو اجتماعية او غيرها. وأشار إلى أن فكرة هذا البرنامج تعود إلى مقترح تقدم به العميد محمد بن هشلول مدير الشعبة سابقا، بالتعاون مع أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة حيث أيد مدير عام السجون الفكرة التي نتج عنها عدد من الإيجابيات الملموسة، موضحا أن هذا البرنامج يقدم دورات للأفراد في فن التعامل والتحاور وغيره، ودورات للباحثين النفسيين والاجتماعيين في الشعبة. وكشف عن أنه جار الآن التنسيق مع الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في مكةالمكرمة لإعداد معرض للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات مع برنامج توجيهي، إضافة إلى العيادة الطبية حيث سبق أن تم تقديمه للعاملين في الشعبة ونسعى لإقامته للسجناء قريباً إن شاء الله. حلقات التحفيظ وحول تحفيظ القرآن الكريم قال المقدم القحطاني: لدينا في الإصلاحية 15 حلقة تحفيظ يدرس فيها مدرسون سعوديون، ويبلغ عدد الملتحقين بهذه الحلقات 165 طالبا، يتم اختبارهم من قبل اللجنة نهاية كل شهر حسب الجدول المعد من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تجري معادلة حسابية لتخفيض محكومية السجناء الذين يقومون بحفظ أجزاء من القرآن الكريم بعد الرفع إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة. المكتبات وعن المكتبات، أوضح أنه يوجد في الإصلاحية أربع مكتبات، بواقع مكتبتين في كل صالة، واحدة للكتب تحتوي على أمهات الكتب، وتحتوي كل مكتبة على 750 كتابا في مختلف العلوم، والثانية سمعية تحتوي على جهاز DVD يتم عرض المحاضرات الدينية وكذلك جهاز مسجل مع مكتبة أشرطة (كاسيت) تحتوي على محاضرات ودروس علمية وقرآن كريم. وأضاف أنه تم إعداد جدول لكل صالة حيث يتم إخراج عدد من السجناء في كل يوم يوجههم أمين المكتبة ويساعدهم في اختيار الكتب المناسبة لهم، إضافة إلى عرض المحاضرات التي يرغبون الاستماع اليها، علما أن عدد السجناء الذين زاروا المكتبة بلغ 1176 زائرا، وتمت إعارة 1046 كتابا، وتم توزيع 195 كتابا و60 شريطا، كما يتم تقديم عدد من الكلمات الوعظية للعاملين في شعبة الإصلاحية.