كشفت دراسة استقصائية أن 90% من المشاغل النسوية في المنطقة الشرقية تشغل وظائفها عاملات مقيمات. وذكرت الدراسة التي كشفتها مشاركات فعاليات (أسبوع المرأة.. آفاق جديدة) والتي استضافتها غرفة الشرقية أن عدد العاملات الأجنبيات في قطاع التجميل يتجاوز 40 ألف عاملة، يسيطرن على 90 في المئة من عدد الوظائف، بينما النسبة الباقية تشغلها سعوديات، وحثت الدراسة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بإنشاء كليات وفتح صالونات ومراكز تدريب داخلها كي تطرح خدماتها بأسعار رمزية لعامة السيدات، بهدف تحقيق التدريب العملي الجيد لخريجات المعاهد، ودفع آلاف السعوديات إلى هذا المجال. عراقيل مصطنعة المشاغل النسائية تتجاهل توظيف السعوديات، حيث تستعيض عنهن بعاملات أجنبيات حيث ترضى بمسؤوليات العمل المضاعف والأجر الزهيد، فيما ترى السعوديات أن هناك إجحافا بحقهن في التوظيف برغم مقدرتهن ومهاراتهن في هذا المجال إلا أن نظرة صاحبات المشاغل غير منصفة. نسرين اليامي موظفة سابقة في مشغل نسائي ذكرت أن المشاغل لا تهتم في توظيف السعودية وإن وظفت تجد عراقيل تسببها العاملة الأجنبية من خلال تصرفات لا تتحملها ولا تقبل بها، وعند العودة لإدارة المشغل لا تجد العاملة السعودية إنصافا من أحد. وشاركتها الرأي حنان القحطاني فيما يتعلق بالعرقلة المتعمدة التي تصطدم بها الفتاة السعودية إلى جانب النظرة الغالبة لصاحبات المشاغل أن الوافدة أفضل حالا. برغم أن سعوديات كثيرات أثبتن تفوقهن في التجميل وعمل المكياج بشهادة الجميع. بدكير ومناكير أحلام صاحبة أحد المشاغل النسائية في الدمام ردت على ذلك بالقول إن الفتاة السعودية لا تقبل أن تقوم بعمل البدكير والمناكير الذي يعتبر الأكثر طلبا لزبونات المشغل، بينما الوافدة تعمل في أي تخصص مهما كان كما تقبل بالأجر الزهيد بينما السعودية تفرض شروطها مع وجود نسبة من الأرباح. وأضافت أن الوافدة لديها الخبرة الكافية في تصفيف الشعر وطلاء الأظافر وتجهيز كامل للعروس إلى جانب صبرها وتحملها لساعات العمل الطويلة وهي المهام التي تفشل فيها العاملة السعودية. إيمان مشرفة في أحد المشاغل النسائية أوضحت أن العمل مع الوافدة أكثر مرونة من حيث الالتزام بأوقات الدوام بينما السعودية كثيرا ما تتعذر بأعذار واهية ما يحدث ارتباكا في منظومة العمل، وللأسف تغيب البسمة من شفاه الموظفة السعودية حيث تتعامل مع الزبونة بجفاء وفوقية ولا تقبل النقد. أشارت مريم أخصائية تجميل «للأسف توجد في المشاغل النسائية وافدات يعملن على صنع أو بيع الكريمات المبيضة حيث تحتوي على الزئبق أو الرصاص أو الكيرتويزون العالي وهي مواد مبيضة للبشرة ورخيصة جدا تصل قيمتها ل10 ريالات، ولكنها مدمرة لأعضاء الجسم حيث تتسبب في هشاشة العظام وقد تؤدي إلى الشلل مشيره إلى تهاون البعض بالكريمات التي تدهن على الجلد، على الرغم من أن الأخير يتصل بالقلب والكبد عبر الدم»، ودعت إلى ضرورة استخدام المببضات بأمر الطبيب المختص. السعوديات أقلية إلى ذلك، أكدت رئيسة لجنة المشاغل في غرفة الشرقية شعاع الدحيلان غياب السعوديات عن العمل بالمشاغل النسائية إذ أن نصيبهن لم يتجاوز 10 في المئة وتسيطر العاملات الوافدات على 40 ألف وظيفة نسائية في القطاع. وأضافت الدحيلان أنه من الواجب قيام المشاغل بعمل برامج تدريبية للسعوديات للحد من العمالة الوافدة. وهذا يتطلب اهتماما من جميع المراكز والمشاغل ليس بالشرقية وحسب إنما على مستوى المملكة، مضيفة إلى أهمية دخول المرأة في هذا المجال والاستثمار الحقيقي والفعلي الذي ينعكس إيجابيا على الأداء والنشاط الاقتصادي للوطن.