تحولت عقبة الصلالة إلى كرة ثلج لا يعرف أحد حلولها، في وقت اتسعت هوة القضية فأضحت بحجم تلك الصخور والمنحدرات التي تمر بها، لتكتم أنفاس المستفيدين من الطريق الوحيد الذي يربط جبال الحشر بمحافظة الداير وبمنطقة جازان، وهي ذاتها التي تربط بين عسير وجازان ونجران من خلال محافظة الداير. منذ 20 عاما لم يتغير الحال في العقبة، فهي تدخل من غيبوبة إلى أخرى، لتجد نفسها في مهب السيول والأمطار، لترحل ويضيع معها أهالي جبال الحشر في التواصل والخروج من منطقتهم أو حتى العودة إليها، فما أن تنزل الأمطار حتى يصبح الطريق أثرًا بعد عين يرتع تحت أكوام الصخور والتراب، لتتوقف جميع سبل الحياة الخدمية واليومية في جبال الحشر من المدارس ومن نقل المرضى ومن تموين المحلات التجارية وغيرها إلى أن تقوم المواصلات بإزاحة المعوقات. وفي ظل الظروف الطبيعية التي عاشتها محافظة الداير بني مالك مع هطول الأمطار الغزيرة والتي كشفت تردي مشاريع الطرق وعدم قيام الشركات بإنشاء الطرق على المواصفات المطلوبة نجد معاناة كبيرة وظروفا قاسية يعيشها أهالي جبال الحشر مع عقبة الصلالة والتي هي الشريان الرئيسي لسياراتهم لأجل جلب جميع احتياجاتهم من أسواق محافظة الداير بني مالك والتي تبعد جبال الحشر عن محافظة الداير حوالي (35 كم)، إلا أن الأهالي مازالوا يستبشرون خيراً في فرع وزارة النقل بجازان والجهات المختصة بالمحافظة في معالجة أوضاع عقبة الصلالة والتي ما تزال تهدد أرواح العابرين بها والتي لا يتواجد بها أدنى مقومات السلامة من مصدات خرسانية ومجار لتصريف مياه الأمطار في ظل توقف الشركات عن مواصلة إنهاء المشاريع. وكان واضحا أثر المعاناة التي تواجه الأهالي خاصة بعد هطول الأمطار الأسبوع الماضي، حيث اتضح الحاجة الماسة لمشاريع عملاقة للحد من معاناتهم في ظل أهمية الطريق الوحيد الذي يقود الأهالي إلى قلب محافظة الداير. ويقول حسن بن سلمان شريف الحريصي أحد ساكني صدر جورا الجانبة والذي يسكن في قرية المدارى إن الطرق في جبال الحشر تعاني كثيراً من الدمار والإهمال في ظل توقف الشركات، وعدم إكمال المشاريع والتي أصبح لها أكثر من ثماني سنوات، مفيدا أن مشروع العقبة الجديدة متعثر لأكثر من أربع سنوات بالإضافة إلى تقطع الطرق بطريق صدر جورا المؤدي إلى وادي دفا، مناشداً الجهات المعنية بسرعة تسوية الطرق وتذليل ظروف الأهالي بأسرع وقت ممكن. ويرى سلمان شريف سليمان الحريصي البالغ من العمر 75 عاما أن معاناتهم تتواصل في ظل وجود الشركات والميزانية الكبيرة التي تصرف على هذه المشاريع إلا أن مماطلة الشركات تقود الأهالي إلى زيادة معاناتهم مع هذه الطرق، كون الجهات المختصة لا تقوم بمراقبة الشركات أثناء استلامها المشاريع بالقطاع الجبلي، وبعد فترة نجد أن هذه الشركة تنسحب تاركة خلفها أضراراً جسيمة على الأهالي والممتلكات. ويشير عبدالله الحريصي إلى أن سكان جبال الحشر يعانون من عقبة الصلالة وتصعب عليهم نقل حاجياتهم إلا أننا منذ ما يقارب ثمانية أعوام ونحن معلمي وأهالي جبال الحشر وسالكيه ننتظر بفارغ الصبر ذلك المشروع الذي يحمينا ويحمي ممتلكاتنا من تلك المعضلة المتمثلة بتلك العقبة التي أثقلت كاهلنا وكبدتنا الخسائر الجمّة وكانت سبباً في تأخر عجلة التنمية في هذه المنطقة. حلقة وصل تكبد الصعاب والمشقة يومياً بسبب تلك العقبة التي لم ينجز تأهيلها فهي حلقة وصل بين منطقتين مهمتين جازان وعسير وطريق يسلكه الكثير من المارة سواءً معلمين أو موظفين أو مسافرين أو أهالي فقد استنزفت هذه العقبة كل ما في جيوبنا من مال وأرهقت أجسامنا وأتلفت سياراتنا». «عكاظ» حاولت الوصول إلى تعليق من مدير إدارة الطرق بجازان حول شكاوى الأهالي حول عقبة الصلالة إلا أنه لم يرد على كافة الاتصالات.