أضفى تفاعل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ومعهما عدد من الباحثين والمسؤولين ورجال الأعمال مع فكرة تنظيم نادي الجوف الأدبي الثقافي لملتقى سوق دومة الجندل الثقافي الأول في الفترة من 18 إلى 20/6/1434ه، بريقا وهاجا ودعما معنويا لمواصلة الخطوات الأخرى لتطوير هذا الملتقى، حيث أجمع الكل على ضرورة أن يصبح هذا السوق تظاهرة ثقافية كبرى تضاف لفعاليات منطقة الجوف. الملتقى ناقش عددا من المحاور العلمية، أهمها: المكانة الثقافية والاجتماعية لسوق دومة الجندل قبل الإسلام، وعناية المستشرقين بالسوق القديم، وسبل إحياء السوق وتعزيز استثماره سياحيا، إضافة إلى عدد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة؛ كالأمسيات الشعرية والندوات الحوارية ومعرض مصغر للكتاب أثرت هذه الفعاليات أبناء المنطقة، إلى جانب تكريم عدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية، والتي قدمت خدمات جليلة لمنطقة الجوف وساهمت في بناء الوطن. وليس خافيا على أحد أن هذا السوق يعد من أوائل أسواق العرب التي كانت لها الريادة الثقافية قبل الإسلام، واشتمل على نشاطات مميزة في التجارة والأدب، كما كان له دور رائد في تآلف وتقارب القبائل العربية، وكان مقرا لبيع وشراء البضائع. «عكاظ» استطلعت رأي عدد من رجال الأدب والفكر والثقافة، وخرجت بما يلي: بداية، قال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي: «لا شك أن مثل هذه الأسواق الذي تكرس التاريخ وتستحضره، ولا سيما في المواقع الأثرية والتاريخية تعد إيجابيه في مسارات العمل الثقافي والمعرفي، وهي جسور عبور من الماضي إلى الحاضر والمستقبل. ومهرجان دومة الجندل يوقفنا على مدينه لها وقعها في وجداننا والتاريخ الإسلامي، حيث المعركة الشهيرة. لكنها من خلال هذا السوق تظهر الوجه الحضاري للفكر والثقافة والتراث، فإذا كنا استقبلنا سوق عكاظ وصفقنا له كثيرا، فنحن في الوقت ذاته نحتفل بسوق دومة الجندل تنظيما وترتيبا، وأنا هنا بصفتي رئيسا لنادٍ أدبي أشكر نادي الجوف الأدبي على تعميم الدعوة وكرم الضيافة وأدعو للقائمين على النادي رئيسا وأعضاء بالتوفيق والسداد. أما نايف بن مهيلب المهيلب رئيس نادي حائل الأدبي، فقال: «يأتي ملتقى دومة الجندل في سياق اهتمام وزارة الثقافة والإعلام، ممثله بالأندية الأدبية، وبإبراز المناطق تاريخيا وثقافيا ليظهر المنجز الثقافي والتاريخي بالمناطق ويحفز أبناءها على التثاقف والتحاور، بالإضافة إلى الضيوف المشاركين الذين سوف يثرون الملتقى بأوراقهم العلمية ومداخلتهم الثرية . في حين، قال الدكتور ظافر الشهري رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي أن سوق دومة الجندل يشكل في صفحة الوطن رمزا تاريخيا وأدبيا واقتصاديا، ولهذا المكان من أبعاده الثلاثية هذه ما يجعلنا نقف بالتقدير للزملاء في نادي الجوف الأدبي الذين استشعروا أهمية المكان لتثمر جهودهم مهرجان سوق دومة الجندل، والحقيقة أن في هذا إحياء لإرث حضاري تزخر به منطقة الجوف. وفي السياق ذاته، قال ماجد بن صلال المطلق رئيس نادي الحدود الشمالية أن تنظيم نادي الجوف الأدبي لهذا الملتقى لهو بمثابة تفعيل لواحد من أهم أهداف الأندية الأدبية، وهو إبراز ثقافة المنطقة وتاريخها، ولا شك أن هذا السوق يعتبر من أوائل الأسواق العربية، فدومة الجندل لها تاريخ عريق أيضا قبل الإسلام، فقد تعاقب عليها الآشوريون والأنباط؛ كما حكمها امرؤ القيس، وعجزت زنوبيا ملكة تدمر عن الاستيلاء عليها، أما في التاريخ الإسلامي فقد فتحها خالد بن الوليد، وفي سنة 17 هجرية بنى فيها عمر مسجدا، وهو في طريقه لفتح بيت المقدس وما زال قائما ومسمى باسمه. من جهته، أوضح الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله السالم وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود لشؤون الطالبات أن إحياء سوق دومة الجندل يعد من المكاسب الكبيرة لمنطقة الجوف.