خلصت ورشة العمل التي أقامها نادي الجوف الأدبي أخيراً لإحياء سوق دومة الجندل التاريخي، في حضور عضو مجلس الشورى خبير الآثار الدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية ذات العلاقة ورجال الأعمالالى ضرورة إحياء السوق في أقرب وقت. وقال رئيس «أدبي الجوف» إبراهيم الحميد إن النادي تبنى فكرة إحياء سوق دومة الجندل بعد أن لاحظ رغبة المجتمع في ذلك، و«إيماناًَ منه لما سيكون له من مردود إيجابي على منطقة الجوف وأهلها وثقافتها، وتعزيز صورة المنطقة الحضارية، والثقافية، الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، لتصبح سوق دومة الجندل، علامة حضارية ثقافية إبداعية لاستلهام الماضي، واستشراف المستقبل ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى الوطن والعالم العربي». وبين الحميد أن الورشة ناقشت الخطوط العريضة لاحياء سوق دومة الجندل وخرجت بالتوصيات الختامية للورشة، التي سيتم رفعها إلى أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، وتشمل تشكيل عدد من اللجان لإحياء السوق، وتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والاقتصادية. وقال إن المجتمعين أوصوا بأن تكون مدة إقامة سوق دومة الجندل خمسة عشر يوماً، في الإجازة الصيفية كل عام، حتى «تتاح الفرصة للجميع للحضور وألا تتعارض مع موعد إقامة المهرجانات الأخرى في المنطقة». من جانبه، أكد المعيقل أهمية إحياء السوق، وقال إن إحياءه وإبرازه مسؤولية أبناء المنطقة، مشيراً إلى إرث المنطقة وغناها الثقافي. وعرض المعيقل لتجربته في المشاركة بتنظيم سوق عكاظ، مشدداً على أهمية الجانب الاقتصادي في الإقبال على السوق. يذكر أن سوق دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها، نتيجة لموقعها الجغرافي ووجود عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها، ففي الجاهلية من القرن الخامس الميلادي وما قبله، كانت القبائل من الشام والعراق والحجاز واليمن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من شهر ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء.