حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين من الرشوة، ودعاهم إلى تعزيز قيم النزاهة ومكافحة ألوان الفساد. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: «يقابل النزاهة ويضادها فعلة وبيلة رديئة، شنيعة وقميئة، ما أمر أمرها، وأضر درها، ما تفشت في أمة إلا آذنت بهلاكها، وأوقعتها في الورطات وأشراكها، إنها الرشوة وهي برهان ودناءة النفس ولؤم الطباع، وحيلة المكر والخداع، وهي من كبائر الذنوب بالإجماع». وأضاف «الرشوة خيانة للأمة وبلاء على المجتمع، هي فخ المروءة وشباك الشهامة، وشراك الأمانة وقلة الديانة، تصيب مصالح الأمة بالإرباك ومشروعاتها بالعثار، وجهود المخلصين بالفتور والخور، فكم من مظالم انتهكت، وحقوق ضيعت بسببها، وكم فقدت ثروات وهدمت أسر وبيوتات، وأهدرت كفاءات، وضيعت طاقات من جرائها وأهلها لا كثرهم الله». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن «الرشوة تجعل الباطل هو الأحق»، مبينا بعضا من أنواع الرشوة قائلا: «رشوة في الوظائف والترقيات، رشوة في المؤهلات والشهادات، رشوة في المعاملات والمقاولات والمناقصات والإخلال بالعقول والمواصفات، رشوة لتمزيق الصف الجميع، رشوة في الإعمار والمشاريع»، وقال: «من شر ما تصاب به المجتمعات أن تخوض فئام من ذوي المسؤوليات في أموال الأمة العامة بغير حق، وأن تعطل الحقوق وتتعثر المشروعات تطلعا إلى ابتزاز الجيوب دون عناء ولغوب»، وأكد على الأخذ على أيدي المرتشين، قائلا: «ما شرعت الزواجر ووضعت النظم إلا لتحقيق أعلى المقاصد ودفع الشرور والمفاسد، وأطر كل منهوم وكاسد»، وأضاف «واجب الجميع أفرادا ومؤسسات التعاون معا في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة ألوان الفساد لنبلغ بالمجتمع مراقي الفلاح والرشاد». وفي المدينةالمنورة، طالب الشيخ علي عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة، المسلمين بالوفاء بحقوق الله وحقوق العباد وإعمار الأرض وكف الظلم، وقال: «هما طريق حسن الخلق»،حاثا على الاقتداء بالسلف الصالح الذين اتصفوا بمكارم الأخلاق».