إحساسي بمشاعر الآخرين وبالموسيقى بغض النظر عن مستواه جعلني هذه اللحظة لا أتوانى في الرد على مقالك «عادي.. عادي.. سامحيني يا هيفاء»، وتعقيبا عليه أقول: كل ما كتبته سليم يا أخي علي فقندش. كيف لقناة مرموقة مثل الmbc، وفي برنامج «عرب آيدول» تسمح أن يكون التعليق والتعقيب على أصوات المتسابقين بهذا الشكل المرفوض تماما والمليء بالسخرية، وللأسف هي علنية، وتتكرر في كل حلقة تقريبا، والتمست أنها غير مقبولة ممن هم حولي لدرجة أن الأمر أصبح يفوق الحد المسموح به. كذلك لنتلمس مشاعر المتسابقين قليلا لو ضحك عليهم الملايين ممن هم خلف الكواليس أو خلف الشاشات الصغيرة، لكان الأمر في حقيقته «عادي عادي»، فكيف لو «تمسخر» منهم أربعة أشخاص أمام هؤلاء الملايين، من المشاهدين والمتابعين ومن هم وراء الكواليس، فالأمر لن يكون «عادي.. عادي».. ومن يمتلك قوة مثل «عادي عادي» لا تستحق أن يستهزئ بها أحد؛ لأنها تمتلك قوة وجرأة وإرادة، وليس كل المشاهير والفنانين أصواتهم جميلة على سبيل المثال «شكوكو» أو «إسماعيل ياسين» من قال إن أصواتهم رائعة؛ لكنها مناسبة للدور الذي يقومون به وهم ناجحون في حياتهم الفنية. وأريد أن أقول ل«لجنة التحكيم»: أين اللباقة في ردة الفعل وحسن التصرف بخصوص مشاعر المتسابقين. فما المانع لو قلنا للمتسابق الذي لم ينل إعجاب اللجنة «نأسف لك أنت غير مقبول»، أو أي تعبير آخر متعلق بصوت المشترك، بدلا من تحويل المتسابق إلى «مسخرة» اللجنة، وأن أرفع من أسهمي وشعبيتي وأزيد من خفة دمي على حساب هذا المتسابق الغلبان الذي يريد أن يحقق أدنى طموحاته في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها بعض المتسابقين من البلدان الشقيقة التي أتوا منها. عموما أنا لا أملي على أحد ماذا يقول؟ لنعش إحساس المتسابق أثناء التقديم للمسابقة، وعندما يأتي إلى المبنى، وعندما يدخل ويقف أمام اللجنة، ولنستجمع كل هذه الأحاسيس والخوف والاضطراب النفسي الذي يشعر به في هذه الأثناء ومدى حدتها وكذلك الشعور بالإحباط والخوف من عدم القبول.. فهذا يمكن أن يتجاوزه المتسابقون، ولا أعتقد أن يكون صعبا عليهم، ولكن ما لا يمكن تجاوزه من جهة المتسابق هو تجاوز لجنة التحكيم في المبالغة الشديدة لإبداء الرأي والتخبيط على الطاولات والضحك بصوت مرتفع والرجوع بالكرسي إلى الخلف من هول الموقف.. فما شعور المتسابق في حال شاهد ما حدث له في حلقة معادة. فهل هذه ردة فعل مناسبة لأي فنان يمتلك من الحس والإحساس بالناس بما يكفي؟. بالنسبة لي، ابتسامة خفيفة واعتذار لبق للمتسابق في حال عدم قبوله فهذا يكفي، كذلك اختصارا لوقت البرنامج، وأعتقد لو حسبنا الوقت الذي تستهلكه لجنة التحكيم في الضحك على بعض المتسابقين يستهلك منهم تقريبا عشر دقائق، وهذا الوقت أعتقد يمكن أن يدخل فيه ثلاثة متسابقين، أو أن تذيع فيه القناة بعض الإعلانات التي تدر عليها بعض المال. لنسأل أنفسنا: كيف يمكن للمتسابق وما هي الطريقة التي يمكن للمتسابق أن يرد بها اعتباره عندما تستهزئ به لجنة التحكيم، أعني هنا: كيف أرد عليهم في هذا الموقف أمام الملأ، هل لأن موقفي ضعيف لا يحق لي أن يكون لي ردة فعل أمام الجميع مقابل الاحساس السيئ الذي تسبب فيه هؤلاء؟ أخيرا: في رأيي أن هؤلاء المتسابقين يقفون أمام اللجنة، وهم في أعلى درجات الحساسية المفرطة، ولا أنصح مريض السكر أو القلب الوقوف أمامهم؛ لأن الشعور بالفشل في حد ذاته قاتل، فكيف بردة فعل اللجنة المبالغ فيها؟