حولت رحلة البحث عن زبائن شارع الستين بالعاصمة المقدسة إلى موقف يتسبب في عرقلة الحركة المرورية، في وقت يعتبر الشارع الممر الوحيد في هذا الموقع للانطلاق إلى جدة عبر الطريق السريع. وفيما باتت (الكدادة) المهنة الأبرز في شوارع مكةالمكرمة خاصة لمن ليست لديهم وظائف رسمية. انضم إليهم من يعملون لزيادة دخلهم الشهري، الأمر الذي حول الشوارع خاصة شارع الستين إلى (حراج) للبحث عن الزبائن المغادرين إلى جدة أو المدينةالمنورة، دون الانتباه لحيوية الشارع وأهميته في ظل غياب التنظيم الذي يعجل بتوفير موقف معين لهذه الفئة. ويعترف صالح الهوساوي أحد الكدادة أنه يستغل مساحة من الشارع العام، مناديا (جدة، جدة) ويقبل عليه من يريد أن يذهب إلى جدة، ويتفق معهم على السعر، لكنه يعتبر هذا العمل من باب الاضطرار قائلا: «أمضيت خمسة أعوام وأنا أكد على سيارتي بعد ما بحثت كثيرا عن وظيفة فلم أجد ما يناسبني لأن شهادتي ابتدائية، لذا أقف هنا على مدار العام لكي أنقل المسافرين والمعتمرين من مكة إلى مدن المملكة»، مبينا أن هذا الموقف خصص من قبل الكدادة، وأصبح معلما معروفا لدى المعتمرين وزائري مكةالمكرمة. وأقر الهوساوي أن هناك تجاوزات تحصل من الكدادة إما برفع الصوت أو تكدس المركبات مما تسبب اختناقات مرورية، لا سيما أن مكة تفتقد للعديد من المواقف بعدما تم إغلاق موقف العدل ومضايقة أصحاب سيارات الأجرة من قبل المرور في المنطقة المركزية، وقال: «نطالب الجهات المختصة بحلول جذرية لإيجاد موقف للمسافرين في أرجاء مكةالمكرمة حتى لا تحدث أية اختناقات مرورية». وقال عبدالله القاسمي أحد الكدادة: «لي ما يقارب خمسة أعوام وأنا أمتهن مهنة الكدادة على سيارتي، وهي مصدر رزقي، ونحن نعاني من المخالفات المرورية التي أصبحت تشكل هاجسا علينا؛ لأن الكداد لا يتقاضى إلا مبلغا رمزيا لا يتعدى في يومه عن مائة وخمسين ريال، لذا نطالب بأن تكون هناك مواقف معترف بها لدى الجهات المختصة وتكون منظمة وبعيدة عن العشوائية». وبين أحمد المالكي أحد سكان جدة أنه جاء إلى مكةالمكرمة من أجل مناسك العمرة وبعد انتهائه توجه إلى شارع الستين لنقله إلى جدة، مشيرا إلى أن هذا المكان معروف لدينا باسم (موقف جدة)، أما بالنسبة للعشوائية التي تسودها فلا بد للجهات المختصة أن تتحرك لإيجاد الحلول إما بفرض مكان للكدادة أو يكون هناك مواقف على أطراف مكة مخصصة لنقل المسافرين إلى أماكنهم التي يرغبون فيها. تقيدوا بالأنظمة أوضح الناطق الإعلامي والمتحدث الرسمي لإدارة المرور بالعاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أن هناك متابعة مستمرة من قبل دوريات المرور وكذلك البحث السري للقضاء على هذه الظاهرة التي تسبب العديد من الاختناقات المرورية، مشددا على هؤلاء (الكدادة) التقيد بالأنظمة المرورية وعدم مخالفتها، مبينا أن هناك إحصائية تصدر كل أسبوع بالمخالفات المرورية.