بات التجمع العشوائي لما يعرفون ب»الكدادة» في باب مكة، وشارع الستين بالقرب من سوق اليمامة بجدة، من أهم أسباب الاختناقات المرورية في هذا الطريق الحيوي، نظرا لوقوفهم الخاطئ في عرض الطريق، ومدخل كوبري الستين، لالتقاط الزبائن والتفاوض معهم وانتظار من يأتي منهم، وهو ما خلق كتلة خانقة للحركة المرورية، أثرت على سيولة الطريق بالكامل في العديد من الأوقات على مدار اليوم. «المدينة» تواجدت في موقع الكدادة، ورصدت الزحام والعشوائية التي تسود تلك المنطقة، والتقت عددا من المتواجدين. يقول فيصل الحربي أحد الكدادين: أنا أقف هنا على مدار العام تقريبا ولا أسبب أية مصاعب لأحد، إلا أن شهر رمضان المبارك يشهد زحاما مبررا بهذه المنطقة مع وجود محال المأكولات الشهيرة وعدد من الأسواق كالصحيفة وسوق اليمامة، ولم نجد سبيلا لتوفير دخل مادي سوى هذه المهنة الشاقة ونحن نقف هنا لقرب كوبري الميناء المؤدي إلى مكةالمكرمة، حيث نتوجه بالركاب من المعتمرين. فيما ذكر حزام الفايدي (كداد آخر): نحن نقف على جانب شارع الستين بشكل نظامي، وننادي بالمناطق التي ننوي التوجه إليها، حيث يقبل علينا الراغبون في الركوب معنا لرمزية الأسعار التي نتقاضاها، عكس الوسائل الأخرى، مشيرا إلى أنهم متعاونون مع رجال المرور، الذين غالبا ما يسجلون المخالفات ضدهم. ويقول حسن شوكان أحد المعتمرين الذين جاءوا لاستقلال سيارة إلى مكةالمكرمة: أتيت لهذا المكان المعروف بموقف باب مكة للتوجه وأداء منسك العمرة بطمأنينة، فالكداد يتقاضى مبلغا لا يزيد على خمسين ريالا، فيما يتسنى له الدخول لمشارف الحرم على العكس حين أتوجه بسيارتي الخاصة فتقوم نقاط الفرز بإيقافك بمركز الشميسي. ومن جانبه قال مدير المرور بمحافظة جدة العميد محمد بن حسن القحطاني: إن التواجد المروري أقر وفقا لخطة رمضان المرورية بجميع مناطق محافظة جدة لا سيما مثل هذه المناطق الحيوية كالبوادي والكندرة والمنطقة المحتضنة لسوق الحجاز، في حين يتم تغريم هؤلاء الكدادة بشكل مستمر نظرا لكونهم مخالفين في الأصل بعملهم هذا، كما يتحرى رجال المرور المتواجدون بالمنطقة المخالفات الأخرى كالوقوف الخاطئ أو عدم حمل رخصة قيادة وما إلى ذلك، مشيرا إلى التنسيق المستمر مع الجهات المسؤولة بهذا الشأن كوزارة النقل والجهات الأخرى. مضيفا: أن انعدام النقل العام هو ما أتاح المجال لهؤلاء الكدادين في التمادي والتزايد نظرا لإقبال الكثيرين عليهم.