تشهد ساحات المسجد النبوي الشريف مطاردات يومية بين البساطين ومراقبي أمانة المدينةالمنورة، لدرجة أصبحت روتينا يوميا مسرحه هذه الساحات التي تعج بالزوار على مدار الساعة. فالأمانة تتهم هؤلاء البساطين بمخالفة الأنظمة، فيما هم يتهمونها بأنها تقطع أرزاقهم وبالتالي تتسبب في انضمامهم إلى طوابير البطالة. وسأل سعد الحربي: «أين نذهب ؟ فنحن ليس لنا بعد الله إلا هذه البسطات التي نقتات منها». وأضاف أن وضعه المادي سيئ لدرجة أنه لم يستطع أن يتزوج، مشيرا إلى أنه متخرج من الثانوية وبحث عن عمل فلم يجد، وخوفا من الحاجة وألا يمد يده إلى أحد اختار أن يبيع في هذه البسطة. التي حتى هذه الفرصة تريد أن تحرمنا منها أمانة المدينة، فماذا أفعل ؟. بينما أكد زميله جمعان الجهني أن البساطين جميعهم على باب الله، ويسعون إلى رزقهم لكن مراقبي البلدية والأمانة يضايقوننا في عيشنا ويصادرون بضائعنا، فأصبحنا لا ندري أين نذهب، هل نشحذ ؟ من جانبها، قالت أم محمد: «إن ظروف الحياة الصعبة أجبرتني على البسطة للتكسب، ولكن مراقبي البلدية والأمانة لا يدعوننا في حالنا، متمنية من المعنيين أن يعملوا على تنظيم البسطات بدل أن يطاردوننا ويقطعون أرزاقنا». وطالب كل من سليمان آدم وفاروق جميل ومحمد فلاتة وعبدالله العوفي الأمانة بعمل كشكات حول المسجد النبوي على تكون إيجاراتها في متناول اليد وبالتالي (هم يكفونا شرهم ونحن نكفيهم شرنا)، فيما قال سالم البلوي إن المراقبين يتعمدون مضايقة البساطين ومطاردتهم وقطع أرزاقهم لذلك دائما ما تكون هناك مماحكات ومضاربات لا داعي لها. في المقابل، اتفق عدد من مراقبي البلدي على أن هؤلاء البساطين يخالفون الأنظمة ويضايقون المصلين المتجهين إلى الصلاة في المسجد النبوي الشريف، وبشكل غير حضاري، كما أنهم يرفعون الأصوات وهذا غير لائق بمكانة المسجد النبوي. وأضافوا: «نحن في البداية نأتيهم بالتي هي أحسن، وإذا رفضوا نضطر إلى تطبيق النظام»، مشيرين إلى أن البساطين يتعرضون لنا بالشتم والضرب لمجرد أننا نريد أن نمنعهم من مضايقة المارة والمصلين بعملهم غير النظامي والعشوائي. من جهته، أوضح المهندس يحيى سيف مساعد وكيل أمانة المدينةالمنورة أن عمل هؤلاء البساطين مخالف للأنظمة، ونحن حريصون على راحة المصلين والمارة من خلال إبعاد البسطات إلى أماكن مختارة ومنظمة.