أرجع الباحث عبدرب الرسول الغريافي ضعف 360 عينا في محافظة القطيف إلى عدة عوامل من بينها، كثرة حفر الآبار الإرتوازية، فضلا عن قلة الأمطار، مشيرا إلى أن العيون بدأت في الضعف منذ العام 1416ه. ووصف خلال ندوة بعنوان (عيون المياه في القطيف) في ديوانية جامع الرسول بصفوى، القطيف جنة من جنات الأرض حسب ما ذكره ابن بطوطة قبل أكثر من 700 سنة أو كما دلت عليه آثار الكنعانيين عندما سكنوا هذه المنطقة فاعتنوا بالزراعة وتوزيع الري، وأوضح أن طرق حفر العيون التي قام بها الأوائل مثل الحفر الهرمي المقلوب، تعطي دلالة على خبرة عالية ومعرفة كبيرة، لافتا إلى أن عدد العيون المحفورة بهذه الطريقة تبلغ 360 عينا قديمة، وقد تعرضت كلها للضعف أو للنضوب. وأوضح أن أكثر العيون تتركز في الجهة الغربية من واحة القطيف، حيث لعبت دورا في وفرة الإنتاج الزراعي وتصديره إلى الخارج على الخصوص الحمضيات والرطب والتمر والسلوق. وأشار إلى أن هناك العيون الصالحة للشرب كعين (المروانية) في قرية الجارودية، ومنها ما هو معد للسباحة والري كعين (محلم أو الجنوبية) بصفوى، كما أن هناك بعض العيون التي تبنى فوقها حمامات السباحة كحمام أبو لوزة الشهير، أو حمام تاروت لكون مياهها تستخدم للعلاج كما تؤكد الفحوصات المخبرية، مبينا أن مياه حمام أبو لوزة مثلا تحتوي على نسبة عالية من الكبريت ما ساعد على شفاء باني هذا الحمام من المرض. وقال: «إن واحة القطيف لم تعد مكانا مناسبا للزراعة لقلة المياه وقلة الاهتمام وتزاحم التمدد العمراني»، لافتا إلى أن خيارات أخرى يجب ألا تغيب عنا للمحافظة على تاريخ ومكان وجغرافية هذه العيون، مشددا على ضرورة الاهتمام بتوثيق وتحديد أماكن العيون والمحافظة عليها كمواقع تراثية تهم معلوماتها الأجيال القادمة ليعلموا ما كانت عليه بلادهم.