قام النجم عبادي الجوهر بزيارة لمركز جدة للتوحد، برفقة عدد من أبناء الأسرة الفنية، كان منهم المنتج والمتعهد خالد ناقرو، الملحن عادل الصالح، والشاعر حمد الأسمري، واطلع الفريق الفني الزائر على الكثير من أنشطة المركز الذي يعنى برعاية أطفال التوحد، وكيفية التعامل مع هذه الفئة الكبيرة نسبة وتناسبا من المجتمع. وتقول ل«عكاظ» نزيهة عثمان نائبة مدير مركز جدة للتوحد للتطوير والمتابعة، والتي شرحت للزوار الكثير من أهداف المركز: «لدينا في جدة حاليا نحو 38986 حالة توحد معلن عنها، من بين عدد سكان جدة البالغ 3 ملايين و430 ألفا و697 وفق آخر احصائية، بينما المركز يعمل بأقصى طاقاته الاستيعابية 40 مريضا من أطفال التوحد» . سألناها: أليست أرقاما شبه خيالية؟ - فأجابت: لا، دعني أقول كان الأمر أكثر خطورة من ذلك، فبعد دراسات اجتماعية لكن ليست دقيقة كما ينبغي وجدنا أن النسبة في ارتفاع مطرد، كانت النسبة في الأمس القريب مولودا توحديا واحدا من بين 88 مولودا في جدة، واليوم توحدي واحد مقابل 55 مولودا.. لاحظ الارتفاع في النسبة. ليس هناك من نسبة وتناسب بين الرقمين؟ - هذه طاقتنا الاستيعابية، مع ملاحظة أن التعامل مع التوحديين يختلف من حالة إلى أخرى، ووصل القائمون على هذا الحال من أطباء وعلماء وتربويون، من بينهم من هم في الأممالمتحدة، إلى أن حالة من حالات التوحد لا يمكن أن تتشابه مع أخرى؛ لذا تطلب الأمر أن يقف موظف واحد لكل مريض (لكل حالة). عموما، نحن نبذل الكثير من الجهد من أجل استيعاب أكبر، وذلك من قبل القائمين على المركز، وفي مقدمتهم رئيسة مجلس إدارة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية المنبثق منها مركز جدة للتوحد سمو الأميرة فهدة بنت سعود التي تتابع مواصلة استحداث كل إضافة في هذا العمل الذي نراه اجتماعيا ويرقى إلى العمل الإنساني وأكثر، كذلك نائبة رئيس الجمعية ورئيسة المركز أميمة محمد علي مغربي، وأمل شيخ مديرة الأنشطة التعليمية في المركز. لاحظنا هنا أن بعض الحالات يبدو عليها التميز في أنشطة رياضية، ولا سيما الشابان عبدالله الغامدي وعبدالله بشاوري اللذان تابعت جيدا حديثهما المقتضب مع عبادي الجوهر حول ما أنجزا من بطولات رياضية، حتى أن الأول يعرف عبادي. ماذا تحدثيننا عن الأنشطة الرياضية لدى طلبتكم، وهل يبقون طوال اليوم في الدار؟ - لا، هم مثل الطلبة العاديين، ونتعامل معهم بدوام طبيعي، يغادرون الدار ظهرا ليتعايشوا مع أسرهم حتى بحالات التوحد كيلا يكونوا منعزلين عن العالم الطبيعي اجتماعيا. بالنسبة للبطولات لأطفال التوحد حقق التوحديون السعوديون الكثير من الإنجازات الرياضية في الكويت، وفي عدد من الدول الآسيوية، وتحديدا عبدالله الغامدي وعبدالله بشاوري تميزا وحققا لزملائهما بطولات عديدة في السباحة والألعاب المختلفة.. وغير ذلك. الفن والتوحد تحدثنا إلى النجم عبادي الجوهر الذي بدا متأثرا جدا بعد جولته بين أقسام المركز المختلفة حد الحشرجة، سألناه: ما الذي من الممكن أن يقدمه كفنان لهذه الحالات؟ ولا سيما أن محمد عبده وعبدالله رشاد سبقاه قبل أعوام بأغنيات خاصة لأطفال التوحد وصورا أغنياتهما «كليبات»؟، فقال: قبل زيارتنا هذه أنا والناقرو وعادل الصالح وحمد الأسمري قررنا ما الذي سنقدمه لأبنائنا في هذا المركز، كانت الفكرة عملا غنائيا عن التوحد، يكتبه حمد الأسمري، ويلحنه عادل الصالح، وأغنيه أنا، ولكن بعد الجولة وارتباطي بهذه الفئة من أبناء مجتمعنا، وتلك النسبة المذهلة منهم بين المجتمع كما علمت، وجدتني أفكر بتراءٍ جديد بيني والأسمري، بعد أن عشنا الحالة أن نقوم بالإضافة إلى عملنا بأغنية عن الطفولة بشكل عام ألحنها أنا، واعتقد أن الفكرة الموسيقية قد تلبستني وأنا في الجولة بين أبنائنا التوحديين، عموما، أفكر الآن بشيء فيه دعم أكبر للتوحد؟، سألناه: ما هو ؟، فأجاب: أن أتناول ومحمد عبده وعبدالله رشاد بحكم زياراتنا للمركز والتعرف على حالات التوحديين دراسة فكرة تنظيم حفل كبير في صيف جدة القادم يكون دخله كاملا لمركز التوحد في جدة، على أن تتاح الفرصة للمشاركة لكل من يود من زملائنا في عالم الفن. وعن ما سبق تقديمه من أعمال فنية للمركز، تقول نزيهة عثمان: «قدم فنان العرب محمد عبده عملا رائعا لأطفال التوحد في العام 2008 بعنوان (رسالة أطفال التوحد) على شكل أوبريت مصغر من إخراج عمر سيف، وكان عبدالله رشاد قدم في العام 2004 أغنية عن التوحد أخرجها جبريل جبرا».