باختيارات شعرية منتقاة بذائقة راقية، برزت في عالم الأدب نفائس الشيخ الراحل العلامة عبد الله بن زيد آل محمود التي جمعها ابنه عبدالرحمن بن عبد الله المحمود في كتاب «جواهر الشعر» الصادر عن وزارة الثقافة والفنون بدولة قطر ضمن احتفاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية، ليضيف للمكتبة العربية مرجعا قيما يحتضن بين دفتيه عصارة مختارة بإحكام من بديع الشعر الرائق احتوى تنوعا فريدا لأجمل الأشعار باختلاف الأفكار والموضوعات المختارة من عيون الشعر العربي قديمه وحديثه، ممتدة على مساحة الوطن العربي لتشمل عصوره المختلفة بدءا من العصر الجاهلي، ثم العصر الأموي، مرورا بالعصر العباسي، ثم المملوكي وأخيرا العصر الحديث. تميز الكتاب الذي حققه ونقاه الدكتور رياض عبد الحميد مراد بالدقة في تخريج الأبيات من كتب الأدب و دواوين الشعراء، مع ذكر قائل الأبيات و البحر الذي ينتمي إليه البيت، فجاء الكتاب متنوعا وفريدا في نحو (1154) صفحة من الحجم المتوسط، احتوى على قسمين رئيسين جمعا عشرة أبواب وهي شعر الحكمة، والغزل، والرثاء، والزهد، والفخر، والمديح، والهجاء، والوصف، والشعر الديني، والشعر التعليمي. كما اشتمل على مجموعة صور من الوثائق القديمة من مخطوطات كتبها الشيخ بخط يده. قدم الأديب السعودي الشيخ عبد الله بن خميس وصفا دقيقا في مقدمته كفيلة بأن تكون خلاصة جامعة لمضمون الكتاب، فقال: «جواهر الشعر» هذا السفر الرائع الذائع الجميل، فقد وجدته بمنزلة الواسطة من العقد وبمكان الدرة من التاج أو كمثل النابغة في سواد الملاء.. إنه فريد الشعر ووحيده.. إلهامٌ يُلقى على ذهن الشاعر، فيترجمه بيتاً شارداً يبلغ الآفاق، ويلقى الحظوة والحفاوة ما يجعله يحتل من الكتاب ناصيته ومن المنتدى صدره ومن بيان الخطيب الوقفة المعجبة المطربة.