فيصل بن عياف يلقي كلمة المملكة في الجلسة الوزارية بالمنتدى الحضري العالمي بالقاهرة    أبرز 50 موقعًا أثريًا وتاريخيًا بخريطة "إنها طيبة"    تجمع الرياض الصحي الأول ينقذ حياة مواطنة بحالة حرجة عبر مسار الإصابات    محافظ الطائف يناقش مع الجهات الحكومية الجوانب التنمويّة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة مضاوي بنت تركي بن سعود الكبير    "سلمان للإغاثة" يجري 54 عملية جراحية في طرسوس بتركيا    المملكة تختتم مشاركتها في الدورة الوزارية للتعاون الاقتصادي والتجاري "الكومسيك"    ترمب يوجه كلمة عاطفية للأميركيين في اللحظات الأخيرة    شتاء طنطورة يعود للعُلا في ديسمبر    المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي يسجل 2457 جريمة لإسرائيل ضد الفلسطينيين خلال أسبوع    خسائرها تتجاوز 4 مليارات دولار.. الاحتلال الإسرائيلي يمحو 37 قرية جنوبية    يعد الأكبر في الشرق الأوسط .. مقر عالمي للتايكوندو بالدمام    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل المصري    الموافقة على الإطار العام الوطني والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    أمير الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية    منتدى "بوابة الخليج 2024" يختتم أعماله بإعلانات وصفقات تفوق قيمتها 12 مليار دولار    رابطة محترفان التنس..سابالينكا تحجز مقعداً في نصف النهائي.. ومنافسات الغد تشهد قمةً بين إيغا وجوف    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    تنوع تراثي    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    مسلسل حفريات الشوارع    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    إسرائيل تصعد من بشاعة الحرب بإنهاء الأونروا    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل القنصل البنجلاديشي لدى المملكة    مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية (1)
نشر في المدينة يوم 21 - 07 - 2010

مدخل: يسعى هذا البحث للكشف عن صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية، ويطرح مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن تمنحنا إجابتها صورة واضحة لواقع الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية، وتتيح لنا فرصة تأملها وتحليلها ونقدها وتقديم الاقتراحات المناسبة للإضافة والتعديل والتحسين لتظهر الصورة في النهاية على القدر المؤمل من الاكتمال. ويمكن إجمال أسئلة البحث في النقاط الآتية: * ما حجم المادة المقدمة عن الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية؟ * كيف رتبت هذه المادة؟ وهل شملت جميع مراحل الأدب السعودي، وما المراحل التي استأثرت بالنصيب الأكبر؟ * ما نصيب الشعر وما نصيب النثر؟ وما الأسس التي بنى عليها اختيار المراحل والنماذج؟ * كيف كان التحليل الأدبي للنصوص المقدمة؟ * كيف تبدو الصورة في النهاية؟ وما الذي يمكن أن يضاف أو يحذف أو يعدّل حتى تكتمل الصورة؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تقتضي إجراء مسح أولي لمقررات المرحلة الثانوية لتحديد المقررات التي تناولت الأدب السعودي تناولًا كاملًا، أو التي قدمت نماذج منه؛ ليتم بعد ذلك تحديد العينة المقصودة بالدراسة، ومن ثم فحص هذه العينة وقراءتها قراءة متأنية تصف الصورة الموجودة، وتشير إلى ما فيها من نقص أو كمال. لذلك قمت بإجراء مسح أولي لجميع مقررات المرحلة الثانوية، مركّزًا على مقررات اللغة العربية بوصفها المقررات الأقرب إلى موضوع البحث، ثم حّددت العينة المقصودة بالدراسة ثم قمت بقراءة هذه العينة قراءة وصفية تحليلة، تصف الصورة كما هي داخل هذه المقررات وتشير إلى جوانب اكتمالها أو قصورها، وتقارن بينها. ثم سعيت بعد اكتمال رؤيتي إلى الإجابة عن أسئلة البحث، ليتشكل بعد ذلك ومن خلال الإجابة عن أسئلة البحث مجموعة من الملحوظات المهمة التي تشير إلي جوانب النقص، وتقترح الحلول والإضافات التي يمكن أن تجعل صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية أكثر حداثةً واكتمالًا وهو ما يطمح إليه هذا البحث. تحديد عينة الدراسة: كان لا بد من الاطلاع على جميع مقررات المرحلة الثانوية، سواء تلك المقررات التابعة لوزارة التربية والتعليم أو التابعة للمعاهد العلمية، وقد كشف هذا المسح الأولي عن الآتي: 1-مقررات اللغة العربية في المرحلة الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم أربعة مقررات وهي: (النحو والصرف، والأدب العربي، والمطالعة، والبلاغة والنقد) وهي المقررات التي لها كتب مطبوعة على نفقة الوزارة، فأما النحو والصرف، والأدب العربي فيدرسان في جميع المراحل (من الصف الأول إلى الصف الثالث) ولجميع الأقسام (العلمية والشرعية والعربية)، وأما المطالعة فتقدم لطلاب الصف الأول ثانوي (قبل تحديد التخصص) ثم تقدم لطلاب الصف الثاني ثانوي والثالث ثانوي في قسم العلوم الشرعية والعربية (لا تقدم لطلاب التخصص العلمي)، وأما البلاغة والنقد فتقدم فقط لطلاب الصف الثاني الثانوي والثالث الثانوي في قسم العلوم الشرعية والعربية بالنسبة للبنين، وتقدم للبنات من الصف الأول الثانوي حتى الثالث الثانوي. 2- مقررات اللغة العربية الخاصة بالمعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خمسة مقررات وهي: النحو والصرف، والأدب العربي وتاريخه، والبلاغة والمهارات اللغوية، والعروض والقافية. فأما النحو والصرف والأدب العربي وتاريخه، والمهارات اللغوية، فتسير مع الطالب من الصف الأول ثانوي حتى الصف الثالث ثانوي، أما البلاغة فتدُرّس في الصف الأول الثانوي والثاني الثانوي بهذا الاسم (البلاغة) وتُدّرس في الصف الثالث الثانوي باسم (البلاغة والنقد) وأما العروض والقافية فتدرس فقط لطلاب الصف الثالث الثانوي. 3- كشفت القراءة الأولى لهذه المقررات جميعًا أن مادة البحث -الخاصة بالأدب السعودي- موجودة فقط قي مقرر الأدب المقدم لطلاب الصف الثالث ثانوي -تحديدًا في الفصل الدراسي الثاني- إضافة إلى بعض النصوص المختارة من الأدب السعودي (شعرية، ونثرية) في مادة المطالعة، ومادة البلاغة والنقد. 4- مقررات الأدب العربي في المرحلة الثانوية -التابعة لوزارة التربية والعليم أو التابعة لجامعة الإمام ممثلة في المعاهد العلمية- قدمت مادة الأدب العربي مرتبة ترتيبًا تاريخًا -أي أنها اعتمدت المنهج التاريخي- فمقرر الأدب العربي لطلاب الصف الأول ثانوي يقدم الأدب في العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، وعصر بني أمية، ومقرر الأدب العربي للصف الثاني الثانوي يقدم الأدب في العصر العباسي، والأدب في عصر الدول المتتابعة، والأدب الأندلسي، ومقرر الأدب العربي للصف الثالث الثانوي يقدم الأدب العربي في العصر الحديث؛ وقد خصِّص الفصل الدراسي الثاني من هذا المقرر للأدب السعودي في المملكة العربية السعودية بوصفه جزءًا من الأدب العربي الحديث، وهذا ترتيب منطقي يتناسب مع المنهج التاريخي الذي اتبع في بناء مقرر الأدب العربي للمرحلة الثانوية. 5- الملاحظ أنه خلال مقرر الفصل الأول المخصص للأدب العربي الحديث لم يرد ذكرٌ لأي أديب سعودي، مع أن هناك فرصة سنحت في مقرر الأدب التابع للمعاهد العلمية عند الحديث عن الشعر الحر، حيث أشار المقرر إلى أن نازك الملائكة هي أول من كتب الشعر الحر، وهناك من ينازعها الريادة وذُكر علي باكثير، ومحمود حسن إسماعيل. وكان بإمكانه أن يضيف الشاعر السعودي محمد حسن عوّاد، خصوصًا وأن هناك عددًا من الباحثين قد أثبتوا له هذه الريادة. 6- هناك بعض النصوص الشعرية والقصصية من الأدب السعودي قدمت في مقرر المطالعة ومقرر البلاغة والنقد المقدمين لطلاب المرحلة الثانوية (التابع لوزارة التربية والتعليم). 7- إذن فالعينة الرئيسية للدراسة هي المادة العلمية المقدمة عن الأدب السعودي في مقرر الأدب العربي المقدم للصف الثالث الثانوي (الفصل الدراسي الثاني) وهي المادة التي ستخضع للقراءة والتحليل والمقارنة والملحوظات، واقتراح الإضافات والتعديلات الممكنة، ولكن هذا لا يعني تجاهل النصوص التي اختيرت في مادتي المطالعة والبلاغة والنقد. القراءة الوصفية التحليلية: أولًا: مقرر الأدب السعودي للصف الثالث الثانوي التابع لوزارة التربية والتعليم: تبين لنا من خلال المسح الأولي لمقررات المرحلة الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم أن الأدب العربي قدم وفقا لتسلسله التاريخي، فكان العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام وبني أمية من نصيب الصف الأول الثانوي خلال الفصلين الدراسيين وكان العصر العباسي وعصر الدول المتتابعة والعصر الأندلسي من نصيب الصف الثاني الثانوي خلال فصلين دراسيين وكان الأدب العربي الحديث من نصيب الصف الثالث الثانوي، لكنه قسم تقسيمًا غريبًا؛ فمقرر الفصل الأول من مادة الأدب المقدم للصف الثالث الثانوي حمل العنوان الآتي: الأدب العربي للصف الثالث الثانوي الفصل الدراسي الأول -جميع الأقسام (بنين) (على غلاف البنين) وبنات (على غلاف كتاب البنات مضافًا إليه أدبي علمي تحفيظ قرآن). وداخل هذا المقرر قُدِّمت حركة الأدب العربي الحديث بدءًا بتحديد بداية العصر الحديث، ثم عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث، ثم الحديث عن الشعر والنثر في العصر الحديث واختيار نماذج من هذا الأدب (شعرية ونثرية)، والغريب أنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى الأدب السعودي داخل هذا المقرر، ولم يذكر أي أديب سعودي أو يستشهد بأي نص لأديب سعودي؛ ولعل لمعدي المقرر عذرهم فسيكون هناك جزء مخصص في الفصل الثاني للأدب السعودي. أما مقرر الفصل الثاني من مادة الأدب العربي المقدم للصف الثالث الثانوي فقد حمل العنوان الآتي: الأدب العربي للصف الثالث الثانوي الفصل الدراسي الثاني جميع الأقسام (بنين) (على غلاف كتاب البنين) وبنات (على غلاف كتاب البنات) وأضيف إليه (أدبي علمي تحفيظ قرآن). وكان من المتوقع أن يكون هذا المقرر خاصًا بالأدب الحديث في المملكة العربية السعودية بوصفه جزءًا من الأدب العربي الحديث، الذي قدم في الفصل الأول ولم يتطرق فيه إلى الأدب السعودي، لكن معدّي الكتاب لم يريدوا ذلك، فخصصوا الجزء الأول من هذا المقرر لأدب الدعوة الإسلامية وشغلوا به أربعًا وثلاثين صفحة من (9 43)، وكان الجزء المتبقي من المقرر مخصصًا للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية في خمسين صفحة تقريبًا (44 95) ولا أدري لماذا أقحم أدب الدعوة الإسلامية مع أن هذا لم يكن مكانه، فهو جزء من الأدب العربي على امتداد عصوره الإسلامية، وقد وردت نماذج منه في كل المقررات السابقة، ولعل وروده في هذا المقرر ينافي ما ذكر في مقدمة المقرر إذ ورد الآتي: (هذا وقد خصصنا هذا الكتاب لدارسة الأدب الحديث)، فعند الحديث عن أدب الدعوة الإسلامية اضطر المعدون إلى تقديم رحلته على مر العصور الأدبية، وقدموا نماذج من كل عصر، ثم توقفوا أمام العصر الحديث واختاروا منه نماذج للدراسة والتحليل لكل من: أحمد محرم، ومحمود غنيم، وإبراهيم فطاني، والشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومصطفى صادق الرافعي. وهنا نجد نموذجين من الأدب السعودي، وكأن المعدين أرادوا أن يكفروا عن خطئهم السابق حيث غابت أسماء الأدباء السعوديين ونماذجهم عن مقرر الأدب العربي الحديث، فعوضوها هنا في أدب الدعوة الإسلامية بتقديم نموذجين أحدهما شعري وهو صوت من حراء للشاعر السعودي إبراهيم فطاني، والآخر نثري وهو وصايا وإرشادات للشيخ محمد بن عبدالوهاب. أما الجزء المتبقي من مقرر الصف الثالث الثانوي (التابع لوزارة التربية والتعليم) فقد خصص للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وهو ما يعنينا هنا بدرجة كبيرة لأنه وكما يبدو من خلال العنوان سيسعى إلى تقديم صورة كاملة للأدب الحديث في المملكة، والمساحة التي شغلها ستتيح لنا فرصة استعراض هذه الصورة. يبدأ الحديث في هذا الجزء المخصص للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية بلا مقدمة وإنما يبدأ مباشرة بعنوانين العنوان الأول: الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وتحته عنوان آخر: المرحلة الأولى من بدء الدعوة حتى تأسيس المملكة (1157 1351ه) وعلى الرغم من امتداد المساحة الزمنية التي تصل إلى قرنين من الزمان، فإنها لم تحظ سوى بأربع صفحات (44 47) والصفحة الرابعة كانت للمناقشة بدء فيها بالحديث عن أهمية دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في ازدهار الأدب السعودي في العصر الحديث، ثم تم الحديث باختصار عن أغراض الأدب في هذه المرحلة وخصائصه، وذُكر ثلاثة شعراء فقط من شعراء تلك الفترة وهم سليمان بن سحمان، وأحمد بن مشرف، ومحمد بن عثيمين، أما النثر فنموذجه الأوحد كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ثم ينتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن المرحلة الثانية محددًا فترتها الزمنية من تأسيس المملكة حتى أيامنا الحاضرة ويمكن أن يفهم تاريخ أيامنا الحاضرة من خلال تاريخ الطبعة (1430ه 2009م)، وبعد مقدمة صغيرة في حدود خمسة أسطر أشار فيها معدو الكتاب إلى أنه إضافة إلى دور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نهضة الفكر والأدب في المرحلة الأولى والثانية، فإن هناك عوامل أخرى أسهمت في نهضة الأدب وازدهاره في المرحلة الثانية؛ وضعوا عنوانًا كبيرًا: عوامل ازدهار الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وتحت هذا العنوان قُدّمت خمسة عوامل مهمة وهي: (التعليم، والمطابع والمكتبات، ووسائل الإعلام، واتصال الأدباء السعوديين بغيرهم، والنوادي الأدبية). لكن الحديث عن هذه العوامل كان حديثًا إنشائيًا يفتقد إلى الدقة في المعلومة، وإلى التواريخ، وإلى كثير من المعلومات المهمة، فعلى سبيل المثال عند الحديث عن التعليم ودوره لم يُشَرْ إلى البداية التاريخية للتعليم النظامي في المملكة العربية السعودية، ولم يشر إلى إنشاء مديرية المعارف وتطورها إلى وزارة المعارف ثم وزارة التربية والتعليم، ولا إلى تطور المدارس الكمي (ولو في الهامش على الأقل) إذا كان المتن لا يتسع لذلك، بل إن عدد الجامعات المذكور ثماني جامعات في طبعة الكتاب الأخيرة عام 1430ه 1431ه، وهذا يعني أن الكتاب يقدم معلومات غير دقيقة، فعدد الجامعات وصل خمسًا وعشرين جامعة حكومية غير الجامعات والكليات الأهلية. وعند الحديث عن المكتبات أشير فقط إلى إنشاء المكتبة العامة في الرياض سنة (1363ه) ولم يشر إلى أن المكتبات العامة عممت في جميع المناطق، ولم
يشر إلى المكتبات الكبرى في المملكة مثل مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبات الجامعات الكبرى مثل مكتبة جامعة الملك سعود، ومكتبة جامعة الإمام، ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز، ومكتبة جامعة أم القرى. وعند الحديث عن وسائل الإعلام لم يشر إلى صحيفتي القبلة وأم القرى، ومجلة المنهل وكان يمكن أن يشار ولو في الهامش إلى أبرز الصحف المحلية، وإلى الملاحق الثقافية التي أسهمت فعلًا في رقي الأدب وازدهاره مثل ملحق الرياض وملحق المدينة، ومجلة اليمامة، والمجلة العربية، ومجلات الأندية الأدبية وغيرها. وعند الحديث عن اتصال الأدباء السعوديين بغيرهم لم يشر إلى دور البعثات في ذلك وعند الحديث عن الأندية الأدبية لم يذكر عددها ولا أسماؤها مع أن ذلك كان متاحًا ولو في الهامش. ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن الشعر السعودي المعاصر بادئًا بموضوعاته التي جعلها في قسمين: موضوعات تقليدية وذكر تحت هذا العنوان ثلاثة موضوعات وهي: الغزل والمديح والرثاء، وموضوعات مستحدثة وذكر تحت هذا العنوان، في القضايا الاجتماعية، وفي القضايا الوطنية والسياسية. ثم انتقل الكتاب للحديث عن الاتجاهات الفنية في الشعر السعودي وجعلها في ثلاثة اتجاهات وهي: الاتجاه التقليدي والاتجاه التجديدي والاتجاه الرومانسي. وختم الكتاب حديثه عن الشعر السعودي بعنوان كبير هو: “نهج القصيدة في الشعر السعودي” وأفرد لهذا العنوان الكبير تسعة أسطر فقط، وكأن الغرض منها أو من هذا العنوان هو الحديث عن الشعر الحر بوصفه شكلًا من أشكال القصيدة في الشعر السعودي. فهل يمكن أن يختزل الحديث عن الشعر الحر بهذه الصورة المخلة؟! فإذا تأملنا النماذج الشعرية التي اختيرت عند الحديث عن موضوعات الشعر السعودي فسنجد أنها قليلة جدًّا ولا تحمل صورة شاملة، فعند الحديث عن الغزل في الشعر السعودي قدم له بمقدمة جميلة أشارت إلى أن الغزل يشغل مساحة واسعة في الشعر السعودي وأن الشعراء السعوديين في موضوع الغزل ثلاث فئات: فئة أعرضت عن الكتابة فيه (ولم يذكر المعدون ولو اسمًا واحدًا من هذه الفئة ولا لماذا أعرضوا عنه) وفئة وقفوا معظم كتابتهم الشعرية في الغزل (ولم يذكروا ولو اسمًا واحدًا من هذه الفئة) وفئة ثالثة يعد الغزل جزءًا من شعرها على تفاوت في كميته لدى كل شاعر وذكروا لهذه الفئة أمثلة وهم الشعراء: محمّد حسن عوّاد، ومحمّد حسن فقي، وطاهر زمخشري، وحسن القرشي، وحمزة شحاتة وغابت أسماء مهمة ومنها: أحمد الصالح، ويحيى توفيق. أما المناهل التي استقى منها الشعراء الغزليون شعرهم وصورهم فذكر المعدون أن من الشعراء من يستوحي الشعر الجاهلي والإسلامي، ومنهم من يستوحي الشعر العباسي والأندلسي ومنهم من يستوحي الشعر الغزلي المعاصر في الأدب العربي الحديث دون أن يذكروا أمثلة لشعراء كل فئة من هذه الفئات الثلاث؛ ثم قُدّم نموذجان شعريان: أولهما بيتان لابن عثيمين (عادة ما يستهل بها قصائده كما يفعل الشعراء الجاهليون)، وثانيهما، ثلاثة أبيات فقط للأمير عبدالله الفيصل. وأعتقد أن ذكر عدد من أسماء الشعراء الذين اهتموا بالغزل أثناء التقسيمات التي ذكرت كان سيغطي على قلة النماذج، وسيمنح الطالب فكرة شاملة عن أبرز الشعراء الغزليين في الشعر السعودي فلا يعتقد أن عبدالله الفيصل وابن عثيمين هما فقط شعراء الغزل في السعودية. وفي المديح قُدّم نموذجان شعريان: أولهما بيتان شعريان لابن عثيمين وثانيهما أربعة أبيات شعرية لفؤاد الخطيب، مع مقدمة لا تتجاوز سبعة أسطر عن غرض المديح في الشعر السعودي وخصائصه التي لا تختلف عما فعله الشعراء القدماء. وفي الرثاء قدمت ثلاثة نماذج أولهما أربعة أبيات في رثاء الملك عبدالعزيز للشاعر علي حافظ، وثانيهما ثلاثة أبيات للشاعر أحمد قنديل في رثاء ابنته، وثالثهما بيتان للشاعر محمد حسن فقي في رثاء نفسه، مع مقدمة في حدود أربعة أسطر عن غرض الرثاء في الشعر السعودي أبانت أنه لا يختلف في مضمونه وبنائه عن الشعر القديم. وفي الموضوعات المستحدثة قدم الكتاب موضوعين: أولهما: في القضايا الاجتماعية، وتحت هذا العنوان قُدّمت ثلاثة نماذج شعرية: أولهما ثلاثة أبيات عن تعليم المرأة للشاعر إبراهيم خليل العلاف، وثانيهما ثمانية أبيات حول الفقر وأحاسيس الفقير في العيد للشاعر أحمد العربي، وثالثهما للشاعر طاهر زمخشري عن تقلب الناس في هذا الزمان وتقديم المصلحة على المودة الحقيقية. أما الموضوع الثاني من الموضوعات المستحدثة فكان بعنوان: في القضايا الوطنية والسياسية، وقدمت فيه ثلاثة نماذج شعرية: أولهما للشاعر حمزة شحاتة في التغني بمدينة جدة (ثلاثة أبيات) وثانيهما للشاعر حسن القرشي حول قضية فلسطين (خمسة أبيات) وثالثهما أيضًا للشاعر حسن القرشي حول القضية نفسها. ويمكن أن يسجل هنا أن المعدين نجحوا في تقديم صورة جيدة لأبرز موضوعات الشعر السعودي؛ لكن الطالب بحاجة أكبر إلى أن تكون مقدمات هذه الموضوعات أكثر شمولًا بحيث تحتوي على أسماء عدد أكبر من الشعراء البارزين في كل موضوع ومن مختلف أجيال الشعر السعودي ثم لا بأس بعد ذلك لو اختير لشاعرين أو ثلاثة نماذج دالة كما فعلوا. ---------- نواصل...

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.