لا يزال الكثير من سكان محافظة حبونا يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي، اللتين تشكلان للبعض المصدر الوحيد لمعيشتهم، حيث لا يخلو منزل من الاهتمام بإحدى هاتين الحرفتين، كونهم ورثوهما عن أبائهم وأجدادهم. ولكن هؤلاء يعانون من إهمال كبير في دعمهم وتوفير الإمكانات التي تساعدهم على مواصلة نشاطهم وترسيخهم في أرضهم، رغم أن فرع الزراعة في المحافظة الكبيرة يعمل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك بالامكانيات المتوفرة لديه. ولا شك أن هذه الامكانيات لا تتناسب مع وضع المحافظة ومع العدد الكبير للمزارعين والرعاة فيها، فمثلا لا يوجد في الفرع سوى سيارتين قديمتين تستخدمان لعمليات الرش ومكافحة الآفات الزراعية، ونظرا لكبر مساحة وعدد المزارع فهما تتعطلان في أغلب الأوقات، ما يعني أنه من يريد رش مزرعته، عليه أن ينتظر دوره الذي قد لا يأتي إذا كانت إحدى السيارتين معطلة. ولا يختلف الوضع بالنسبة إلى ملاك الماشية والإبل حيث يضطر الكثير منهم إلى شراء العلاجات والأدوية من الصيدليات البيطرية الأهلية. وقال المزارع معدي لسلوم إن سوسة النخيل تسببت في موت الكثير من النخيل في مزرعته، وذلك بسبب تأخر الزراعة في إيجاد الأدوية المتخصصة لعلاج السوسة الحمراء، واضطررت لاقتلاع النخيل المصاب من جذوره، مشيرا إلى أنه في كل مرة يراجع الفرع لا يجد علاجا يخلصه من هذه السوسة الخبيثة. وأضاف «أكثر من ذلك نعاني من قلة الأعلاف والبرسيم ولتوفيرهما علينا أن نسجل أسماءنا وننتظر حتى يصلنا السرا». من جانبه قال صالح محمد اليامي، من المهتمين بالمواشي والإبل، إنه لم يعد يراجع فرع الزراعة لأنه في كل مرة يقصد الفرع لا يجد أي دواء أو مبيد أو علاج متوفرا، مشيرا إلى أنه حيال هذا الوضع أصبح يتولى معالجة أغنامه وإبله بالتطعيم المعوي والدموي عن طريق العيادات البيطرية الأهلية، موضحا أنه قصد فرع الزراعة أكثر من مرة للحصول على بعض التحصينات، كتحصين الجدري والمالطية ولم يجد لديهم أيا منها. أما بدر لسلوم وهو من المهتمين بتربية الإبل فقال إنه طلب أكثر من مرة من فرع الوزارة إبرة أبو جمل وأخرى للجرب ولكنه لم يجد شيئا، فيما شكر أحمد صالح فرع زراعة حبونا على ما تقوم به وتوفره، مطالبا بتوفير الازبكتام الفرنسي وغسيل الجرب والجرذان والفيتامينات المقوية والبودرة والمضادات الحيوية بكميات كبيرة وكافية وبأن يتم توزيعها حسب الأعداد المتوفرة للرعاة. إلى ذلك ذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في منطقة نجران مسفر حسين حشيش ل«عكاظ» أنه تم الرفع إلى الوزارة باستحداث وحدة بيطرية في المحافظة، علما أنه يوجد فرع زراعي يقوم بالخدمات على أكمل وجه ومن جهة السيارات فهي تحظى بصيانة مستمرة وتؤدي الغرض حسب الإمكانيات المتاحة للفرع وأنه يتم دعم الفرع من قبل الإدارة في حالة وجود ضغط زايد على الفرع. التحصينات متوفرة «عكاظ» نقلت شكاوى المزارعين إلى زراعة حبونا، حيث أفاد مصدر مسؤول فيها طالبا عدم ذكر اسمه، أن كل الأدوية والعلاجات والتحصينات متوفرة في زراعة حبونا ولم يسبق لأي مواطن هذا العام أن راجع الفرع ولم يجد مبتغاه.