في آخر الليل حينما تخف الحركة في الشوارع وتغفو العيون، تتصاعد في بعض أحياء بقيق أصوات صرير كفرات المركبات المستخدمة في التفحيط من قبل بعض الشباب المتهورين، وتصبح هذه الهواية المجنونة أكثر حدة في شوارع وساحات حي الأندلس والذي يعاني سكانه من جنون التفحيط. وأجمع عدد من سكان حي الأندلس على أن المفحطين يعرضون أنفسهم ومن حولهم للخطر ويتسببون في إزعاج السكان وتعطيل الحركة المرورية في بعض الطرقات. وأضافوا أن التهور من هؤلاء الشباب وهم يسيرون بسرعة جنونية في الشارع يجعل أهالي الحي يحبسون أنفاسهم خوفا من اصطدام السيارات التي تسير «بكفرين» فقط بأحد جدران البيوت وحدوث ما لا يحمد عقباه. وقال ياسر الحربي من سكان الحي «نشعر بكثير من المعاناة اليومية من مجموعة من الشباب الطائش الذي لا يهتم براحة سكان الحي وخاصة الأطفال وكبار السن الذين يحتاجون إلى الراحة مع تقدم العمر، كما أنهم لا يأبهون بسلامة الناس حيث يتم التفحيط بالقرب من المساكن». وأوضح بشير ذياب المري بقوله «للأسف أن الوضع خطير جدا في الحي بسبب المفحطين حيث أصبح المشجعون يطلقون الألقاب على المفحطين المشهورين بل إن بعضهم طغت شهرته بصورة كبيرة لدرجة أن لهم أشرطة عن مغامراتهم المميتة، خاصة في شارع أبو بكر الصديق مما يسبب مشكلة كبرى للأهالي وللسيارات العابرة وقد يؤدي ذلك إلى حصول التصادم والفوضى في ذلك الطريق. وقال أنور الدعيج «الأمر لا يتوقف عند حد التفحيط فقط وإنما ظهرت سيناريوهات جديدة تتمثل في رش كميات كبيرة من الديزل في عرض الطريق لمساعدتهم في انزلاق المركبات بسرعة. ويقول حسين الحارثي في ظل إصرار الشباب على التفحيط وسط المحافظة وبشكل يومي فإننا نأمل أن يراعوا شعور الآخرين وأن تتولى الجهات المختصة ضبطهم ومصادرة المركبات المستخدمة في التفحيط. ويرى خالد حايك اليامي أن ما يحدث في المحافظة وفي شارع أبو بكر الصديق أمر لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عنه لأن الشباب يزعجون السكان وربما يتسببون في حوادث مميتة. ويؤكد حامد رافع العنزي أن الفئة الطائشة من الشباب يظنون أنهم بتلك الحركات يدخلون السرور إلى نفوس الآخرين وهم لا يعلمون أنهم بتلك الحركات يسيرون في مدارك الخطر والهلاك. وأوضح توفيق البرناوي أنه لا يمكن نكران الجهد الذي تقوم به البلدية تجاه إنارة الطرق إلا أن المفحطين يفسدون الممتلكات العامة ومنها اللوحات الإرشادية والإنارة بسبب ارتطامهم بالأرصفة وأعمدة الكهرباء. وأضاف: يكفي أن نسمع بعض الحوارات التي أجريت مع مفحطين تائبين والذين تحدثوا بإسهاب عن خطورة هذا الفعل المدمر. وقال أحمد اليامي «حقيقة يشعر الإنسان بالعجز في وصف أمور غريبة مثل التفحيط بجوار المنازل ويبدو أن هذا الفعل سيظل متفشيا في بقيق حتى يتم وضع حد له. إراحة السكان «عكاظ» أجرت اتصالات عدة مع المتحدث الرسمي لمرور الشرقية ولكن رغم تكرار الاتصال فإنها لم تتلق ردا حول تساؤلات الأهالي بكيفية استئصال ظاهرة التفحيط في المدينة خاصة في شارع أبو بكر الصديق، ورغم معرفتنا مسبقا أن مرور الشرقية لا يمكنه السكوت عن مثل هذه الممارسات وأنه سوف يبادر برصد ومتابعة المفحطين وضبطهم وإراحة سكان أحياء بقيق فإن الخطر يبقى ماثلا حتى يتم قطع دابر هذه الهواية الخطرة.