حمل سالكو طريق الجنوب، وبالتحديد المنطقة الواقعة بين إشارتي الحدائق والشاحنات مرورا بحي أم السباع والعنود، الأمانة والطرق ما يحدث من انزلاقات للسيارات وحوادث الدهس المميتة، التي كان آخرها مصرع طالب ثانوي وإصابة عدد من زملائه. وكشفت الإحصاءات الأخيرة تعرض 12 شخصا للدهس خلال عام، بخلاف الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق وتسببت في تلف السيارات، وأرجع الأهالي هذه الحوادث للأخطاء الهندسية في الطريق، حيث تركد المياه على الطبقة الإسفلتية الناعمة ما يساهم في انزلاقات السيارات، في غياب الإشارات التحذيرية التي تكبح جماع سرعة السائقين، رغم ما يحيط بالمنطقة من عمران ومبان سكنية، وتحديد السرعة القصوى ب60 كيلو في الساعة، إلا أن سائقي السيارات لا يعيرون ذلك اهتماما. فيما استغرب أهالي الضحايا وساكني الأحياء المجاورة من صمت الجهات ذات العلاقة، خاصة أن السرعات الزائدة هي السبب المشترك في الحوادث وخروج السيارات عن سيطرة قائدها، وأكد الأهالي أنهم تقدموا إلى مرور الطائف بعدد من الطلبات لاستحداث إشارة ضوئية للأحياء، بعد أن أغلقت الجهات الخدمية مخارج ومداخل الحي من العبارات، رغم تحديد مواقع الإشارات بحواجز خرسانية، لافتا إلى أن وضع الإشارات المرورية سيجبر السائقين على تهدئة سرعاتهم ما يقلل ويمنع وقوع الحوادث. ويتذكر محمد الحارثي الحادث المؤلم الذي تعرض له أحد العاملين في صحة الطائف، ثم أعقبه دهس مسن في الصباح الباكر بسبب السرعة، بينما تعرض مسن آخر لحادث سير في نفس الطريق، وكلها حوادث مميتة، وليس ختاما بطالب الثانوي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في حادث أليم على الطريق، لافتا إلى أنه لن يكون الأخير في مسلسل الحوادث الذي لا يتوقف. ويرى الحارثي أن ركود وتجمع المياه يعد خطرا يتربص بسالكي الطريق، كما أنه يشكل نفس الخطر على مرتادي طريق الجنوب، وهذا ما أكده مصدر مسؤول في إدارة الطرق، حيث إن أخطاء هندسية كبيرة تتمثل في مواقع منخفضة على الطريق، كانت وراء مصرع الكثير من سالكي الطريق. ولوح عدد من سكان المنطقة برفع شكاوى ضد الجهات المختصة التي تقف مكتوفة الأيدي رغم مصرع العديد من الأبرياء على الطرقات، وطالب عدد من سكان العنود وأم السباع بسرعة تحرك المرور بافتتاح الإشارة الضوئية المحدد موقعها فيما ما زالت لم تدخل طور التنفيذ بعد. وفي الوقت الذي أوضحت ل«عكاظ» مصادر في أمانة الطائف أن هناك إعادة تهيئة للمنطقة الرابطة بين إشارة الشاحنات والحدائق ما ينهي الكثير من مشاكل الطريق، أخلت إدارة الطرق في محافظة الطائف مسؤوليتها عن الطريق المذكور حيث تم تسليمه للأمانة. من جهته، أشار مدير مرور الطائف العميد عبدالله بن محمد آل عبيد أن العمل جار على إعادة تهيئة المنطقة من قبل الأمانة، حيث تمت مخاطبتنا برسم كروكي لمخارج ومداخل الطريق وسيتم الاجتماع في أقرب وقت لحل المشكلة. إشارة ضوئية عدد من أهالي الضحايا في المنطقة لوحوا برفع شكوى ضد الجهات ذات العلاقة التي تقف مكتوفة الأيدي رغم مصرع العديد من الأبرياء على الطرقات، وطالبوا بسرعة تحرك المرور والأمانة وإدارة الطرق للوقوف على مشاكل الطريق وافتتاح الإشارة الضوئية المحدد موقعها سلفا.