يعيش سكان حي الجعرانة شمال شرق مكةالمكرمة خلف الميقات مستاءين بسبب تدني مستوى الخدمات في تلك المنطقة التي بدأت تنتعش منذ أكثر من 25 سنة، إلا أنها تعتبر منسية سواء من نقص أو صيانة الخدمات. ويبدو ظاهرا للعيان تلك الشوارع متهالكة السفلتة ومعدومة الأرصفة، وانتشار الأتربة بما يكتم الأنفاس، وإنارتها التي تغفو طويلا. ورصدت «عكاظ» في جولتها على حي جعرانة جانبا من تلك المعاناة، حيث أكد الأهالي أنهم شكوا كثيرا إلا أنه لم يتفقد أحد الموقع ليتعرف على واقع الحي. وأضاف مصلح اليزيدي لم أشعر ولو ليوم واحد أن هناك أي من الجهات ذات الاختصاص تنظر لنا باهتمام في ظل تدني مستوى الخدمات الضرورية للحي أو فقدانها من الأساس، مشيرا إلى أنهم يعتبرون خارج نطاق خدمات الشوارع من أرصفة وسفلته وإنارة، حيث إن جعرانة تعتبر مزارا يتوافد إليه عدد من الحجاج والمعتمرين بسبب وجود مسجد الميقات، ومع ذلك لا تجد الاهتمام الكافي أو التطوير الذي يجعلها تواكب التنمية في المناطق الأخرى. وبين ماجد اللحياني أن أغلب شوارع الجعرانة بلا سفلتة أو متهالكة بسبب مرور وقت على إنشائها مما يتسبب في تطاير الأتربة التي تسببت في أمراض صحية على أهالي الحي مثل الربو وأمراض صدرية أخرى، مشيرا إلى أن الشوارع في جعرانة تعتبر أماكن لتجمع السيول داخل الحفر المنتشرة مما ساعد في انتشار الحشرات الضارة، مستغربا من تجاهل الجهات المعنية وعدم صيانتها للشوارع أولا بأول. وتطرق عيد الفهمي إلى أعمدة الإنارة التي انعدم صيانتها فحولت الحي إلى ظلام دامس، الأمر الذي جعل الصغار يحجمون عن الخروج من بعد غروب الشمس خوفا من الكلاب الضالة والقطط، الأمر الذي يفرض الحاجة الماسة لتدخل الجهات المعنية بسرعة صيانتها لأنها تحرم الأطفال من لذة لعبهم مع أصدقائهم. وأضاف سالم العتيبي أن الجعرانة تعتبر مكانا تاريخيا فهي اكتسبت مكانتها بوجود أهم مواقيت العمرة، ومن المفترض أن تدخل ضمن أهم المناطق السياحية، ولا يجب أن تهمل بهذه الطريقة ويجب على الجهات المختصة الاهتمام بها ووضع بصماتها المعتادة فيها. وأشار عبيد السعيدي إلى أن الجعرانة لا تبعد كثيرا عن حي الشرائع، إذ لا يفصل بينهما سوى 3 دقائق بالسيارة وهناك طريق في جعرانة ويعتبر استراتيجيا فهو يربط بين عدد من الأحياء شمال وشرق مكة ولو استغل هذا الطريق سيفتح آفاقا جديدة تحد من الاختناقات المرورية. أولويات مجدولة أوضح مصدر مسؤول بأمانة العاصمة المقدسة أن هناك برامج أولوية مجدولة وفق دراسات ومسوح ميدانية في أمانة العاصمة المقدسة بالنسبة للإنارة والأرصفة، وكذلك السفلتة في جميع أحياء مكةالمكرمة، مشيرا أن هناك جولات ميدانية لمتابعة أعمال الصيانة من قبل المراقبين الميدانيين.