برعت المرأة الجازانية في العديد من الأعمال والحرف التي تعكس بيئتها منذ القدم، وتخصصت في العديد من الصناعات اليدوية المتعلقة بالدمى والأوشحة والفخاريات وتحبيل القعايد، وعلى الرغم من أنها تشارك بنجاح في أهم المهرجانات التي تعنى بالتراث، بيد أنها تفتقد لمكان ثابت يعرف بها على مستوى المنطقة، ويسهل الوصول إليها، بدلا من ظهورها في المناسبات فقط. وطالبت عدد من الفتيات بإنشاء سوق خاص للأسر المنتجة، ليدعمهن اقتصاديا ويتمكن من تسويق منتجاتهن، وأوضحت فاطمة عقيلي أنها تصنع المشغولات النسائية والمتعلقة بالأطفال كمستلزمات الشعر، وحياكة الصوف، ملمحة إلى أنه تجد صعوبة في الترويج لمنتجاتها. وأكدت أنها تبيع منتجاتها من منزلها لعدم وجود مكان دائم لها كسوق على سبيل المثال، ملمحة إلى أن الإقبال على مشغولاتها كبير جدا. إلى ذلك، بينت مصباح أحوس أنهن يصنعن كميات كبيرة من البخور والعطور بأديهن، لكن أجزاء كبيرة منها تتعرض للتلف، لعدم قدرتهن على تصريفها سريعا، فضلا عن سوء التخزين في منازلهن، إضافة إلى التنقل بمنتجاتهن بين المهرجانات والفعاليات. وأشارت إلى أنهن حظين بركن في قرية جازان التراثية، بيد أنهن ما زلن ينتظرن السوق الذي وعدت الجهات المختصة بتشييده لهن في المنطقة. وشكت صبرية حضرمي من عدم توافر قوارير للعطور التي تحضرها، لافتة إلى أنها تصنع الروائح الزكية عبر معدات بدائية، وتفقد كثير من الزجاجات نظرا لكثرة التنقل بين منازل القرية للترويج لمنتجاتها. وطالبت الحضرمي بسوق يجمع حرفيات وصانعات المنطقة، ليسهل الوصول إليهن، مشددة على أهمية أن يحظين بدعم تجار المنطقة. في المقابل، أكدت المشرفة العامة على برامج الأسر المنتجة عائشة كناني على أن مركز التنمية الاجتماعية في جازان يركز على الأسر المنتجة لدعمها وتدريبها في المجال الذي يتناسب مع ميول ورغبة كل أسرة، سواء كان في الصناعة أو التطريز أو الطبخ أو صناعة العطور، لافتة إلى أن المركز احتضن ما يقارب 250 أسرة منتجة من جميع شرائح المجتمع. وذكرت كناني أن مركز التنمية ينظم عددا من الدورات لتلك الأسر كدورة تأهيل أسرة سجين وتدريب العاطلات والمستفيدين من الضمان الاجتماعي بهدف دعمها في برامج المشاريع الصغيرة، لافتة إلى أن المركز ينفذ حاليا تأهيل سجينة والتسويق وكذلك المعرض السنوي للأسر المنتجة التي سيقام في مركز تجاري بهدف التعارف والتقارب وتبادل الخبرات بين الأسر . وأعلنت كناني أن هناك مشروع الحكير الذي يتضمن 30 محلا خاصا للأسر المنتجة، لكنه جهة تدريبة وليست داعمة عكس الضمان الاجتماعي، ملمحة إلى أنه جرى إدراج 19 أسرة ضمن المشاريع الصغيرة للضمان الاجتماعي.