قطعت اللجنة المشكلة لتحديد مسار وادي نجران، أكثر من 51 كلم متجاوزة حي العريسة شرقاً في فترة وجيزة من المرحلة الثانية للمشروع ونجحت في وضع علامات خرسانية لتحديد المسار وحدود الوادي من الجهتين الجنوبية والشمالية، لمنع لصوص الأراضي من التعدي على حرم وادي نجران الأعظم الذي أصبح يضيق بالمزارع حتى أصبح عرضه لا يتجاوز خمسة أمتار. ويعلم أهالي منطقة نجران أن تحديد مسار الوادي حلم لم يكن ليتحقق لولا تدخل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، الذي يشدد دائماً على أن التعدي على وادي نجران هو من الأمور المزعجة وقد تؤدي إلى حدوث كوارث لا سمح الله عند جريان السيول في مجرى الوادي. وبعدما اجتاحت المزارع والبيوت الوادي في وضح النهار، وتوقف مشروع تحديد وادي نجران عند كبري الحصين، إلا أن الحلم أصبح حقيقة على أرض الواقع، بعد اعتماد سمو أمير المنطقة المرحلة الثانية من مشروع مسار الوادي ابتداءً من كبري الحصين وحتى حي الرويكبة شرقاً. «عكاظ» تجولت في وادي نجران حيث الخطوات المتسارعة لتحديد مسار الوادي، ولاحظت أن اللجنة أنجزت الكثير في وقت قياسي ونجحت في وضع العلامات الخرسانية داخل أغلب المزارع التي يدعي أصحابها ملكيتها رغم أنها تقع وسط وادي نجران الأعظم متحايلين بوضع عقوم ترابية لحماية مزارعهم من سيول سد نجران التي تتدفق عبر الوادي والذي يعتبر المصب الوحيد في المنطقة. وإلى ذلك اطلعت على مجرى الوادي الذي ضاق كثيرا ليصل إلى أقل من 5 أمتار ما ينذر بوقوع كارثة لولا حرص سمو أمير المنطقة وتدخله في الوقت المناسب لوضع اقتراح لتحديد مجرى الوادي يمنع حدوث كارثة في المنطقة. وخلال جولتنا وسط الوادي رصدنا المشرف على المشروع رئيس لجنة مراقبة وإزالة التعديات في إمارة منطقة نجران سعيد بن علي ركبان، في جدال مع بعض المواطنين المعترضين، وقد استطاع اقناعهم بأن الهدف من تحديد الوادي الحفاظ على الأرواح والممتلكات من خلال إزالة العوائق التي تعيق مجرى السيل، وشدد لهم على أن المشروع يحظى باهتمام ومتابعة جادة من سمو أمير المنطقة الذي يتابع خطوات المشروع أول بأول، حرصاً منه على منع وقوع كارثة في المنطقة. ورداً على سؤال «عكاظ» حول إذا كانت اللجنة واجهت معوقات في إزالة التعديات التي تحاصر وادي نجران قال ركبان: أقدر قولك إن الحلم أصبح حقيقة وعلى ارض الواقع وتمت إعادة مسار الوادي بجهود ودعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الذي يتابع تحركات اللجنة مسخرا كل الامكانيات لتنفيذ المشروع. وأكد أن عبدالرحمن بن علي البيز مدير مكتب سمو أمير المنطقة كان له دور في تذليل الصعاب التي واجهت اللجنة ولم يكتف بذلك بل شاركهم بالوقوف ميدانياً حتى استطاعت اللجنة ربط مسار الوادي بعبارات طريق الشرفة متجهة إلى كبري المركب شرقاً لتجنب وقوع كارثة على الطريق وكذلك حماية طريق الملك عبدالله. إزالة التعديات أوضح سعيد ركبان أن مسار الوادي أصبح محددا بالعلامات الخرسانية من مضيق سد وادي نجران غربا وصولاً إلى الرقب في نقطة الانتهاء في حي الرويكبة شرقاً، كاشفاً عن أن المرحلة المقبلة للمشروع تتركز في مسح وتنظيف الوادي من الجهتين الجنوبية والشمالية بمشاركة معدات الإدارات الحكومية لإزالة التعديات التي طالت وادي نجران الأعظم.