كشفت لجنة مشكلة من إمارة المنطقة ممثلة بإدارة المتابعة وخدمات المنطقة والدفاع المدني والأمانة ومديرية المياه بجانب عدد من أهل الخبرة عن وجود مخطط سكني «غير نظامي» بمحافظة صبيا داخل مجرى الوادي، ويحوى 184 قطعة أرض معدة للبيع تم سفلتته وتنفيذ الأرصفة والإنارة به بطريقة مخالفة وهو ما يشكل خطورة بالغة على المنطقة وينذر بكارثة على غرار ما حدث في كارثة السيول الاخيرة بجدة حال قيام السكان بالبناء في ذلك المخطط، فيما أفاد مندوب الإمارة أن هناك توجيها من سمو أمير المنطقة بالإفادة بتقرير مفصل عن ذلك. وعلمت «المدينة» أن اللجنة المشكلة بتوجبيه من أمير المنطقة اجتمعت في 16/11/1433ه بمحافظة صبيا بحضور محافظ صبيا ورئيس البلدية على خلفية شكاوى سكان قرى (العريش وتيشة والمعترض وقزع والظبية والغراء) بخصوص حرمان أراضيهم الواقعة بين وادي صبيا ووادي الظبية من السقيا كون الأراضي الواقعة شمال وادي الظبية مرتفعة نسبيا عن الأراضي الجنوبية ولا يمكن للعبارات التي تم إدراجها ضمن المشروع أن تؤدي الغرض المطلوب في عملية السقيا كما أنها تنذر بكارثة حال هطول سيول على المنطقة. وشهد الاجتماع تقديم شرح تفصيلي من رئيس البلدية عن المشروع ومرئيات الأهالي والتي تضمنت أن تحويل مسار وادي صبيا إلى وادي الظبية يشكل خطورة بالغة على قرى (العريش وتيشة والمعترض وقزع والظبية والغراء). وحسب اللجنة تبين أن المشروع الجاري تنفيذه من قبل بلدية صبيا (مشروع درء أخطار السيول) لحماية الأحياء الجنوبية من محافظة صبيا ويمتد من شرق حلة الاحوس باتجاه الجنوب الغربي ويلتقي بالكتف الشمالي لكوبري وادي الظبية بطول سبعة كيلو مترات. وتوصلت اللجنة إلى أن تحويل مسار وادي صبيا إلى وادي الظبية يشجع بعض المواطنين على الاعتداء على مجرى وادي صبيا وغلقه نهائيا بإنشاء مخططات ومزارع وخلافة، داعية إلى أن يكون مسار وادي صبيا مفتوحا باتجاه البحر الأحمر (الحوض الترسي) تماشيا مع الأمر السامي الكريم. وتبين لأعضاء اللجنة انه أثناء تدفق السيول تتجه إلى مسارين مسار باتجاه وادي صبيا ومسار باتجاه وادي الظبية، وأن المشروع الجاري تنفيذه بطول سبعة كيلو مترات يعمل على توجيه مياه السيول الى وادي الظبية فقط، ويشكل خطورة بالغة على سكان قرى (العريش وتيشة - المعترض - الظبية - قزع - الغراء) الواقعة في جنوب مجرى وادي الظبية وبمناطق منخفضة جدًا خاصة عند تدفق السيول الكبيرة.وأوصت اللجنة بأن تتولى بلدية صبيا إيقاف العمل بالمشروع وتحويل ميزانيته بإنشاء دفاعات حماية حول القرى الواقعة غرب طريق صبيا الدولي بدءًا من السوق الشعبي الحالي باتجاه شاطئ البحر الأحمر، وأن تتولى بلدية صبيا متابعة إزالة الإحداثيات في مجرى وادي صبيا غرب السوق الشعبي ومتابعة إعادة تحديد مسار وادي صبيا وعدم الاعتداء عليه أو تحويل مساره تمشيا مع الأوامر السامية الكريمة. كما أوصت بأن تتولى بلدية صبيا تنفيذ كوبري على مجرى وادي صبيا على الطريق الدائري لربط ضفتي الوادي لاستيعاب وتصريف مياه السيول المتدفقة في مجرى وادي صبيا، وان تتولى إمارة المنطقة سرعة توجيه لجنة إزالة التعديات بالوقوف على المخطط السكني الواقع في مسار وادي صبيا واتخاذ ما يلزم حيال إزالته حسب التعليمات. ودعت اللجنة محافظة صبيا إلى متابعة عدم الاعتداء على مجاري الأودية والرجوع للجهات المعنية (المياه - الأمانة - الإمارة - الدفاع المدني) عند الشروع في تنفيذ مثل هذه المشروعات والتي تقع على ضفاف أو مجاري الأودية. ومن جهته أوضح الناطق الإعلامي بأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي ان المخطط ليس معتمدا من قبل البلدية وهو عبارة عن مزرعة بصك زراعي قام صاحبها بتخطيطها دون الرجوع إلى البلدية وتم إيقافه من قبل لجنة التعديات وجار متابعة الموضوع. وأشار إلى أن المزرعة قديمة ولها ما يقارب 25 عامًا حيث استخدم صاحبها الكهرباء التي تصل مزرعته في توصيل الإنارة لها. وإلى ذلك أفاد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمنطقة جازان النقيب محمد بن حسن آل صمغان بأن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وجه في خطاب بتشكيل لجنة للوقوف على هذه الإشكالات والاحداثات التي حصلت في مجرى السيل. وكان العقيد مهندس عبدالرحمن بن حمود البكري أحد أعضاء اللجنة التي ذهبت للموقع المذكور، وأوصت بإزالة كل التعديات التي تكون في مجرى وادي صبيا سواء من المنازل الشعبية أو المخطط السكني، كما تابع مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء حسن بن علي القفيلي القضية ووجه بإزالة كل التعديات في مسار الوادي.