ما زال كورنيش جدة القديم ينبض بالمتنزهين رغم تدشين الكورنيش الجديد، إذ توقع خبراء السياحة أن يخطف الكورنيش الجديد الذي تم تدشينه قبل عدة أشهر «كعكة» الكثافة العددية من تحت أقدام الكورنيش القديم، غير أن هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح لأن هناك روادا كثيرين ما زالوا يتواصلون مع الكورنيش القديم. وأجمع عدد من عشاق الكورنيش القديم أن طعم الذكريات والتمتع بالشواء والركض على المساحات الخضراء جعلتهم يفضلون العودة إلى الكورنيش القديم، رغم ما يتوفر في نظيره الجديد من مقومات ترفيهية لا تتوفر في القديم. وفي هذا السياق أوضح عمر السيامي أن الكورنيش القديم ما زال يحافظ على وهجه ويحظى بإقبال متزايد من عشاق البحر، وقال «ما زال الكورنيش القديم يستقبل الكثير من المتنزهين كما هو الحال مساء كل جمعة، إذ تجد أدخنة الشواء تتصاعد في الهواء وتمتزج برذاذ البحر ونسيمه، فضلا عن متعة التنزه على المسطحات الخضراء في الجزيرة التي تقع وسط طريق الكورنيش وفناء مسجد السيدة فاطمة وهذه البرامج من أهم أسباب عودة المتنزهين للكورنيش الذي أصبح يطلق عليه الآن الكورنيش القديم». وأوضح عبدالرحمن الخليل أن عدم السماح بالشواء في منطقة الكورنيش الحديث هو سبب تواجده في الجزء الشمالي، موضحا أنه وأسرته اعتاد على الشواء مرتين أو ثلاث مرات شهريا مساء الجمعة، وقال «لم يتسن لنا الشواء في المنطقة الجديدة بسبب القوانين الصارمة هناك على عدم الشواء وإشعال النار في أي من مرفقات الكورنيش الحديث». وقال عادل القحطاني، والذي كان يجلس مع عدد من أصدقائه في الكورنيش القديم، إن الموقع أصبح بمثابة متنفس له ولأصدقائه، حيث يمكنهم الجلوس قبالة البحر ولعب البلوت وممارسة بعض النشاطات الرياضية كون الكورنيش الجديد سحب شريحة كبيرة من المتنزهين وتوفرت بعض الأماكن لنا رغم أنه لا يزال مزدحما. من جانبه أوضح سليمان با جابر أن الكورنيش القديم تتوفر به مساحات لمزاولة الأطفال للهو واللعب، فضلا عن أن به مساحات كبيرة للركض والشواء ومزاولة رياضة المشي. قلة المواقف في كثير من الأحيان لا يجد الانسان موقعا في الإطلالة البحرية الجديدة ما جعله يعود إلى الكورنيش القديم والذي يحتفظ في ذاكرته بأحداث كثيرة عن هذا الموقع، وقال «هنا خلف مسجد السيدة فاطمة تجد الكثير من المتنزهين وعشاق البحر مساء الجمعة والخميس من كل أسبوع».