شدد الدكتور حسين الشريف المشرف على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة، على ضرورة إيجاد حلول جذرية ونهائية لمشكلة نقص المياه في محافظة جدة، لافتا إلى مسؤولية الشركة الوطنية للمياه في تهيئة الأشياب بالصورة اللائقة، بما يصون كرامة الراغبين في الحصول على المياه وإيصالها لهم في أسرع وقت. وأكد الشريف أن مشكلة مياه جدة تكمن في انقطاعها المتكرر عن معظم الأحياء ما أدى لحدوث الأزمة، مضيفا «المشكلة تظهر عادة في أوقات معينة، خصوصا قبل فصل الصيف، وبالتالي لا تزال قائمة ويعاني منها المواطنون والمقيمون على حد سواء». ورصد الشريف الأوضاع اللا إنسانية، والصعوبات التي يواجهها المواطنون والمقيمون في سبيل الحصول على الماء، مشيرا إلى أن هناك تقسيما واضحا ما بين المواطنين والمقيمين الذين يتواجدون في الأشياب بكثافة أكبر قائلا: «استمعنا لكثير من الشكاوى من المقيمين في ما يتعلق بالتمييز في الحصول على الماء - على حد قولهم - كما أن المراوح التي تلطف الجو غير كافية، وهناك كبار في السن ومرضى». وأضاف «من السلبيات الأخرى التي رصدناها أيضا، غياب التنظيم في عملية الحصول على الوايتات، لافتا إلى أهمية أن يتم انتظار المواطنين والمقيمين في مكان واحد يضمن كرامتهم وراحتهم بأرقام تظهر على الشاشة، ليخرج صاحب الرقم لاستلام وايته، وأن يكون الماء حقا للجميع يحصل عليه من يأتي أولا»، مشيرا إلى أن التكدس لا يكون عند الحصول على الأرقام بل عند انتظار الوايت، علما بأن الوايتات التي تصرف للمواطنين أكثر بكثير من الوايتات التي تصرف للمقيمين». وأشار الشريف إلى أن الجمعية رصدت أن سائقي الوايتات يعملون أكثر من 12 ساعة ولا توجد أي زيارات لمكتب العمل لتفقد أوضاعهم وضمان حقوقهم، فالشركة حسب إفادتهم لا توفر لهم السكن المناسب، مشيرا إلى أن هناك مواطنين يحضرون بعض النساء إلى الأشياب لسرعة الحصول على الماء في ظل عدم وجود أي أماكن ملائمة لهن أو لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعجزة والأيتام والمعوقين. وشدد الشريف على أنه سيتم الرفع بكل هذه الملاحظات الى إمارة منطقة مكةالمكرمة والشركة الوطنية ووزارة العمل. وكان فريق من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان برئاسة الشريف وعضوية طلال قستي ومسؤول العلاقات العامة بالجمعية علي شقفة، قام صباح أمس بجولة على مقر أشياب الفيصلية شملت مواقع اصطفاف المواطنين والمقيمين في انتظار استلام وايتات المياه، ومكان جلوس النساء، والصالات الداخلية وموقع استقبال الشكاوى بالشركة الوطنية، إضافة إلى مواقع تعبئة الصهاريج، واستمع لشكاوى المواطنين والمقيمين وكبار السن والنساء. وأرجع عدد من المواطنين أسباب الأزمة الحاصلة في الأشياب لانقطاع المياه عن معظم أحياء جدة وقلة عدد الوايتات في الأشياب. المواطن علي الزهراني أكد ان السائقين يقومون ببيع الوايتات بعد خروجها من مقر الأشياب بمبلغ 500 ريال في الحمدانية. وقال المواطن محمد حباب أحد كبار السن ومريض بالقلب إنه انتظر لأكثر من 8 ساعات لاستلام الوايت. واشتكى عدد من المواطنين من أن موقع انتظار الوايتات غير لائق ولا توجد به وسائل تكييف أو دورات مياه أو مياه شرب باردة فضلا عن تعرضهم لعوادم الوايتات مما قد يصيبهم بالربو والحساسية. وقالت إحدى النساء إن الموقع المخصص لهن غير لائق ولا توجد به حارسة أمن. وذكر عدد من الوافدين أن مسؤولي الشركة يرفضون إعطاءهم أرقاما أسوة بالمواطنين رغم أنهم من فئة السائقين وحراس المنازل الذين يأخذون الوايتات إلى منازل كفلائهم، ما يجعلهم ينتظرون لأكثر من 12 ساعة. إلى ذلك كشف ل«عكاظ» مشرف محطة أشياب الفيصلية سمير حمزة، أنه تم القبض على عدد كبير من الوافدين أثناء بيعهم الأرقام على مواطنين في الساحة الخارجية أو داخل مقر الأشياب بعد أخذها من صالة توزيع الأرقام بمبلغ يتراوح بين (50 - 100 ريال)، ما دعانا للتركيز على المواطنين ومنع إعطاء الأرقام للمقيمين.