بعد حسم أمر اختيار النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة تبدو الآمال والمراهنات على نجاحه في تشكيل الحكومة دونها صعوبات ومعوقات تجعل منها أمرا شبه مستحيل كما يرى البعض. النائب وليد جنبلاط والذي كان بيضة القبان في اختيار سلام لرئاسة الحكومة حسم أمره سريعا فأكد أنه مع حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأطراف بمهمة رئيسة وهي تنظيم الخلاف الداخلي. حزب الله وحلفاؤه هرولوا محاولين استيعاب الهزيمة السياسية الحكومية بأقل ضرر ممكن متبنين كلام جنبلاط عن حكومة الوحدة وضرورة عدم استبعاد أي فريق عنها. وما كان عندهم هو المنطق قبل استقالة ميقاتي بات محرما بعدها، فأرباب حكومة اللون الواحد وعلى رأسهم التيار العوني الذي لطالما نظر لفعالية الفريق الواحد ولضرورة استبعاد الرئيس سعد الحريري وفريقه وكلام عون المعروف عن بطاقة السفر المقطوعة دون عودة للحريري، باتوا من أشد المدافعين عن حكومة الوحدة الوطنية الرافضين للاستبعاد طالما أنهم على رأس لائحة المرشحين لهذا الاستبعاد. بالمقابل، فإن قوى 14 آذار وإن كانت بموقفها الجامع مع حكومة تشرف على الانتخابات ولا تضم مرشحين وتكون حيادية فإن بعض أفرقائها لا يعارضون حكومة الوحدة الوطنية وقد جاء ذلك واضحا على لسان النائب ايلي ماروني عضو كتلة الكتائب البرلمانية حيث قال: «هناك تنوع في الآراء داخل 14 آذار، فالبعض يرى أن الوضع الأمني دقيق ويتطلب وجود حكومة سياسية والبعض الآخر يفضل حكومة تكنوقراط تضع قانون الانتخابات وتشرف على العملية برمتها». مؤكدا أن معادلة حزب الله جيش وشعب ومقاومة مرفوضة، وقال: «اعترضنا عليها في ظل الحكومات السابقة في البيان الوزاري، ونحن اليوم في مأزق ونحتاج لجهود الجميع لإنقاذ الوطن من المحنة التي يتخبط بها». فيما تيار المستقبل وحلفاؤه من المستقلين ومعهم القوات اللبنانية متمسكين بالحكومة الحيادية بمهمة وحيدة وهي الإشراف على الانتخابات البرلمانية وهو أمر يقول المتابعون إنه كان الشرط الوحيد الذي وضعه الرئيس الحريري قبل تسمية النائب تمام سلام. ما بين الحكومة الحيادية وحكومة الوحدة تبدو مهمة الرئيس المكلف دونها صعوبات وحوارات ونقاشات مرهقة، إلا أن تدوير الزوايا يبقى من المهارات المعروفة عن الرئيس سلام الرئيس القادم من عباءة عائلة تاريخية رائدها صائب سلام، ولديها مصطلح باختيار الأشخاص لا يستعمله الآخرون وهو مصطلح «الأوادم» فما بين حكومة الوحدة والحكومة الحيادية يبدو أن «حكومة الأوادم» قادرة على أحداث خرق. أوادم من كل الأفرقاء قادرون على التفاهم في حكومة وحدة يرأسها تمام سلام وتكون حيادية في خضم الخلافات السياسية.