يعد عبدالله بكر من الأسماء الباقية في الذاكرة الرياضية بشكل عام والاتحادية بشكل خاص، ولعل بروزه في حقبة من الزمن كقائد نموذجي وأحد أبرز لاعبي الفريق الاتحادي في منتصف الثمانينات إلى جانب دوره الإداري المميز في عدد من الحقب الإدارية، جعل محبي النادي الثمانيني يلجأون إليه لأخذ رأيه في كثير من القضايا المتعلقة بالفريق، «عكاظ» التقت مع بكر ومنحته الفرصة ليتحدث عن أوضاع الاتحاد وما آلت إليه وما رأيه فيها وكيف يتم علاجها فماذا قال؟ أين عبدالله بكر من نادي الاتحاد؟ أنا قريب جدا من الاتحاد، وأتابع أخباره التي أخذت منحنى خطيرا، ولا أعلم ما نهاية هذا التراجع، ولا أخفي عليكم هناك حالة انكسار يعيشها النادي وأنا أتالم لكل ما يحدث له وأدعو الله أن ينجلي هذا الظلام الذي يغطي أركان النادي حتى تشرق شمس الصباح في نادي الاتحاد من جديد، إلا أنني متفائل بأن المستقبل سيكون أجمل وأن الوضع سيتحسن ويكون أفضل، حتى ولو كانت الظروف لا تساعد لكني أدرك تماما أن الإنسان عندما يعمل ويجتهد لتحقيق هدف فإن الله لن يخذله مهما بلغت المحاولات فالنهائيات عادة تكون سعيدة؛ لذا أتوقع أن يخرج الاتحاد من أزمته أقوى من الأول. منذ زمن طويل وعبدالله بكر بعيد عن المناصب الرسمية في الاتحاد؟ ربما أتفق معك فأنا كان آخر عهدي بالعمل في الاتحاد في عهد رئاسة الدكتور عدنان جمجوم رحمه الله عام 1995، حيث تم استدعائي للوقوف مع الجهاز الإداري والأخ سالم بن محفوظ في ذلك الوقت، حيث كان النادي يعيش فراغا إداريا كبيرا وخزينته خاوية والأمور في النادي كانت شبه متوقفة، وأتذكر أني أول ما حضرت ذهبت للدكتور عدنان جمجوم في مكتبه وأطلعني على الوضع كاملا وطلب مني الاجتماع مع اللاعبين وما أتفق عليه معهم سوف يؤيده، وخرجت من عنده وذهبت إلى التدريب حيث كان اللاعبون ينتظرونني هناك قبل بداية التدريب، وخلال سيري في الممر متجها إلى الملعب كنت محتارا.. ماذا أقول؟ وكيف أقنع اللاعبين بالوضع ولاسيما أن هناك العديد منهم لديهم مستحقات مالية وأمور كثيرة تدور في ذهني. وحقيقة كان الموقف صعبا فأنا مطلوب مني أن أقنعهم بموضوع وهم في حالة غليان تام من تأخر مستحقاتهم، وعند وصولي سلمت عليهم وبدأت أتحدث معهم بصراحة ذكرت لهم بأن النادي لا توجد فيه فلوس ولا نستطيع أن نوعد أحدا بشيء كما لا نريد أن نعشمهم وفي النهاية لا يحصلون على شيء، وقلت لهم بالحرف الواحد: «لأكن صريحا معكم فالنادي لا يوجد به سوى 25 ريالا والإدارة تمر بظروف صعبة ولا نريد أن نضغط عليكم فمن باب الإنصاف لا نريد الوقوف أمام أي أحد يريد أن يبحث عن تأمين مستقبله، فمن يريد أن ينتقل فالباب مفتوح أمامه، لكن نود تذكيركم بأن هذه اللحظة تاريخية والتاريخ لا يرحم أحدا، فمن يتخلى عن ناديه في ظل الظروف الصعبة التاريخ سيذكر له ذلك كما ستذكر الجماهير وكذلك التاريخ من يقف بجانب النادي. هناك مطالبات باستقالة إدارة النادي الحالية فكيف تراها من جانبك؟ أنا أعتقد بأن نادي الاتحاد في أمس الحاجة إلى الاستقرار الإداري فللأسف الشديد أبرز الإشكاليات جاءت بسبب الفوضى التي مر بها النادي وأثرت كثيراً على المناخ العام للنادي، فعلى الرغم من الأخطاء التي تواكب العمل الإداري . في رأيك كمتابع لماذا لا يدعم أعضاء الشرف إدارة النادي الحالية؟ حقيقة الأمور غير واضحة وبالتالي لا يجب أن ينتظروا دعما من أحد، فللأسف الاتحاد وقع ضحية الضغوط الجماهيرية والإعلامية والسمسرة، ولابد لجماهير الاتحاد أن تعي بأن الضغوط لا تحقق شيئا للنادي ولا يمكن أن تساعده على النهوض حتى ولو ذهبت الإدارة الحالية وحضرت إدارة أخرى فإن الوضع لن يتغير ما لم نغير من وسائل العلاج.