يفتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، اليوم، أبوابه لاستقبال زواره في موسمه ال 28 الذي يستمر حتى التاسع من شهر جمادى الآخرة، وخلال 27 عاما مضت من عمر المهرجان استطاع خلالها الحرس الوطني أن يقدم أجمل لوحة تراثية على أرض مساحتها أكثر من مليوني متر مربع، اختزلت في مضامينها تراث وعراقة ابن المملكة، منذ أن توحدت أركان الوطن على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وانطلقت بداية هذا العرس الثقافي عام 1405ه، ليتواصل العطاء بعد ذلك مكتسيا في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقف خلفها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، فقدم المهرجان سنويا نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي عكست حرص الدولة على تطوير فعاليات هذا النشاط الثقافي التراثي والارتقاء بمفهومه الحضاري. وعلى مدى 27 عاما شهدت أرض الجنادرية زيارة الملايين من محبي التراث، والراغبين في معرفة الحرف اليدوية القديمة التي وصلت إلى ما يقارب 300 حرفة، والاستمتاع بألوان الفنون الشعبية التي تقدمها أكثر من 20 فرقة محلية، إلى جانب الإطلاع على معروضات أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، والمشاركات الخليجية التراثية، في لوحات فنية مختلفة تبرز عمق الرسالة الثقافية بين الماضي المشع والحاضر بكل تجلياته. وثقافيا، نظم المهرجان ما يقارب 78 محاضرة، و229 ندوة ثقافية، و56 أمسية شعرية، شارك فيها أكثر من 5 آلاف أديب ومفكر من داخل المملكة وخارجها، ناهيك عن طباعة 349 كتابا أبزرت تاريخ المملكة وتراثها العريق ووزعت بالمجان على الزوار، وبلورة فعاليات مهرجان الجنادرية وأنشطته المختلفة في نشرة إعلامية تثقيفية تصدر يوميا من أرض المهرجان، لتجعل المتابع على اطلاع بتفاصيل الحدث المتنوعة. وفي السياق نفسه، يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، اليوم، المرحلة التطويرية الثالثة لقرية الباحة التراثية بقرية الجنادرية. وأوضح رئيس الوفد المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة محمد بن غرم الله لافي أن مراحل تطوير القرية التراثية شملت إضافة صالة عرض خاصة بجامعة الباحة وأخرى للفعاليات النسائية وزيادة عدد المقاعد بالمسرح المفتوح وكساء جدرانه من حجر المنطقة، إضافة إلى تخصيص ممرات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من الاستمتاع بفعاليات القرية وتخصيص مقر دائم لبيت البادية، وإعادة ترميم الدكاكين القديمة بالقرية والبيت القديم وتخصيص مجلس للزوار ومتحف متكامل لعرض كل ما يتعلق بتراث المنطقة. وأشار إلى أن المشاركات التي يقدمها أكثر من خمسين مشاركا في قرية الباحة التراثية تتنوع ما بين الأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية لإبراز الموروث الشعبي للمنطقة، منوها بجهود سمو أمير المنطقة في تطوير وشمولية جناح المنطقة بأرض المهرجان.